كاتب يوضح بمقاله الأزمة التي تمر بها تركيا فيما يتعلق بتهديداتها تجاه إدلب، رستم محمود يقول في مقاله: “تمر الأوقات سريعة وعصيبة على الرئيس التركي أردوغان، وعليه خلال الأيام القليلة القادمة، أن يقرّر بشأن بلاده نحو واحد من خيارين استراتيجيين متباينين، كليهما غير مأمون الجانب، ويمكن لأية حسابات خاطئة في التعامل معهما، أن تترك تأثيراً استراتيجياً عميقاً على حاضر ومستقبل تركيا، حتى يمكن أن يطال بتأثيراته هوية تركيا الكيانية كوجود”.
تركيا تحاول بشتى الوسائل تحقيق أهدافها الاستعمارية كما العثمانيين وعن هذا الأمر يقول الكاتب: “منذ عقد وحتى الآن هناك تغيرات بدلت من العناصر التكوينية لطبيعة التعاطي والانخراط التركي في فضائها الإقليمي، تحديداً العالم العربي، فتركيا الحديثة في واحدة تعريفاتها الكيانية، هي ذلك الكيان الذي تأسس على القطيعة السياسية والعسكرية مع هذا الفضاء العربي/الإسلامي، بعد خمسة قرون من الاحتلال العثماني تحت ستار الدين. فحزب العدالة والتنمية تحول من مجرد حزب قومي محافظ، سليل ووريث للأحزاب التركية التقليدية التي تكاثرت عن بعضها منذ أوائل خمسينيات القرن المنصرم، مع تجربة عدنان مندريس، إلى تنظيم أيديولوجي إسلامي عابر للحدود ذو تفكير توسعي لإعادة الهيمنة على المنطقة التي فقدتها بعد الحرب العالمية الأولى، وتسعى تركيا لأن يكون وريث التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين، تغدو معه باقي التنظيمات الإخوانية والإسلامية المتطرفة مجرد استطالات سياسية وأدوات عسكرية لتنفيذ استراتيجيات حزب العدالة والتنمية وهي بالفعل تمارس سياسة القيادة لتلك المجموعات الراديكالية، ومنها ما هو متواجد على لوائح وقوائم الجماعات الإرهابية الدولية”.
السابق بوست