عبدالرحمن محمد-
في وداع الفنان الفقيد محمد علي شاكر
وحيداً..
كناسك خاصمه الأنبياء
وكذَّبته كل الكتب
وحيداً
كطائر خذله السرب
فهام وحيداً
هوت آخر ريشة فيه
قبل أن يلقي حكمته الأخيرة
على وجوه غريبة
وحيداً
كحرفٍ يتيم
لم يكن حرف جزمٍ
كي يجزم أن السماء
وَحيدة مثله
كانت ولما تزل
ولا… حرف جر
كي يجر إلى جدثه
بعضَ الحنين
وباقة ورد
وحيداً
كطفل وسط
الزحام
وسط ركام من الأسئلة
سراجاً
ينير ليل سري كانيه
وانبلاج الفجر
نبياً
بُعث فيمن لا يفقهون
وحين ضلوا الطريق
ساروا بالركب
إلى الهاوية
فتاه الدليل
والقافلة
وحيداً
كأن الرب اصطفاه
ولم نودعه
الوداع الأخير
كما نزف الرُسل
ولا كعظيم يُبجل
أو محارب بالطعن
متخم
ينبوع نور كنت
ونهر عطاء
نقياً
تقياً
نبياً
لهذا تنكرنا لك
وطعنّاك
أربعاً وسبعين طعنة
أحرقنا كل التوابيت دونك
وأدنا كل الورود
وألقينا بالشعر خلف الحدود
……………………………..
وحيداً مضيت…
غريباً…
وأنكرنا كل جميل
وكنا القاتل وكنت القتيل
وكنت الكوكب
وكنت المنارة
ونحن الهزيمة
ونحن الخسارة
لا زلنا نجهل
لون الحروف
لا نعرف قدر القمر
إلا أوان الخسوف
…………………….
وحيداً مضيت
فغاب كوكب من ضياء
ونحن نرمي بخيباتنا
وتكثر كل يوم لاءاتنا
مضيت ونحن
نقتات ليل الشتاء
ونحشو الوسائد
بلغو المساء
مضيت إلى حيث الخلود
ونحن أشباه موتى
وقد مات فينا