تخرج 300 متدرب/ـة من مركز تنمية الشباب في جل آغا لحد الآن

تقرير/ غزال العمر –

---

روناهي/ جل آغا- يحرص مركز “الشهيد علي مبارك” لتنمية الشباب في ناحية جل آغا التابع لهيئة الشباب والرياضة بإقليم الجزيرة؛ على فتح أبوابه للطاقات الناشئة؛ للاستفادة منّها والأخذ بيدها، وذلك بتقديم كافة الخدمات للتدريب المهني والحرفي؛ ليكونوا أصحاب مهنٍ مستقبلية قادرين على إعالة أنفسهم وذويهم.

مهنٌ كثيرة يدرب المركز الطلاب عليّها (خياطة- حدادة- صيانة غسالات وبرادات- دهان وديكور- حلاقة نسائية- تمديدات صحية وكهربائية- صيانة إلكترونية)؛ حيث تختار المهنة ويتدرب عليّها حسب حاجة سوق العمل والمجتمع.

ويقع هذا المركز في ناحية جل آغا بالقرب من مجلس بلدية الناحية في بيت للأجرة؛ تخرج من هذا المكان تسع دورات منذ افتتاحه في عام 2017م، ليبلغ العدد الإجمالي للمتخرجين/ات ما يقارب 300 شاب وشابة؛ أي ما يقارب 75 متدرب/ـة في كلّ  دورة سنوياً؛ يمارسون مختلف المهن بشكل ميداني حالياً بعد أنّ استفادوا مما قدم لهم من تدريب ورعاية ومتابعة بعد التخرج.

آلية التخريج وشروط  الاستقبال

هذا وقد قامت صحيفتنا روناهي بزيارة للمركز للاطلاع على نشاطه، وما يقدمه من خدمات نظرية وعملية، فكان لنا بدايةً لقاء مع الرئيسة المشتركة بمركز تنمية الشباب والرياضة في جل آغا “منال عبد الشندي” ذات الخمسة وثلاثين ربيعاً، والتي حدثتنا عن آلية التدريب؛ موضحةً بأنّ التدريب يكون على ثلاث دفعات: “النظري ومدته ثلاثة أشهر، والعملي أربعة أشهر. وذلك في ورش التطبيق للممارسة العملية لما تعلموه نظرياً، ثم فترة المتابعة لشهرين، وبعدها يقدم الدعم للطالب ومناقشة المشروع الذي يطرحه لمساعدته ضمن الإمكانيات المتوفرة”.

أما بالنسبة للأعمار التي يستقبلها المركز؛ لتكون فاعلة في المجتمع تتراوح بين 15 إلى 19عاماً، وبشرط أن يكون خارج المدرسة، وبحسب منال فأن أغلبية المستفيدين هم بنات، وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يمنعهم وضعهم من العمل والمهجّرين أيضاً لهم الأولوية.

وتابعت الرئيسة المشتركة لمركز تنمية الشباب والرياضة في جل آغا منال عبد الشندي حديثها عن مرحلة ما بعد التخرج: “يمنح المتخرجين العدة الكافية لفتح المحل وشهادة من هيئة الشباب والرياضة، والدعم المادي، حيث فتحت ثلاث محلات لشباب يمارسون مهنة صيانة الموبايلات في جل آغا والقرى المجاورة”.

ما هي الخطط المستقبلية لتوسيع العمل؟

وفي السياق ذاته أشار عضو لجنة الشباب والرياضة في جل آغا “شافع النزال” بأنّ الإقبال على المركز كان ضعيفاً في بداية المشروع، مما اضطرهم للقيام بجولات كلجان شبابية في الهيئة لتشجيع الشباب على التسجيل ليستفيد 64 كوميناً من هذا المشروع، حيث يغطي حتى ريف جل آغا ليزداد الإقبال تدريجياً.

أما عن الخطط المستقبلية لتطوير هذا العمل فقد أشار النزال بأن هناك خطة لتجميع الخريجين وإدخالهم لسوق العمل ضمن عمل جماعي تحت رعاية هيئة الشباب والرياضة بإقليم الجزيرة يعود ريعها للشباب العاملين وللهيئة.

وتابع: “وذلك لاستثمار طاقتهم ومهنهم؛ لعدم قدرة بعضهم على فتح محلات خاصة بهم؛ فيحرم من ممارسة ما تعلمه ويضيع الفرصة لعدم تمكنه من مزاولة حرفته”.

صعوبات تهدد استمرار عمل المركز

وعن المعوقات التي تعترض عملهم، أكد النزال بأنّ عدم وجود مركز ثابت وتوفر البنية التحتية الحاضنة لهذا المركز تجعله مهدد بإيقافه؛ فهم يستأجرون بيتاً لمتابعة عملهم، ولا يعرفون بأيّ لحظة يخرجون منه، على حد تعبيره.

واختتم عضو لجنة الشباب والرياضة في جل آغا شافع النزال بأنّ لجائحة كورونا دور كبير في تأخر عملهم، وبأنّهم حريصون على سلامة المتدربين بعد انتهاء الحظر، حيث قاموا بحملات توعية للحد من انتشار كورونا.

وجهات نظر حول نشاط المركز

هذا وقد توجهنا لورش العمل بالمركز، حيث يتلقى الناشئون التدريب العملي لمهنة الكهرباء المنزلية؛ لنلتقي بالشباب الذين ينتظرون تخرجهم وقد بدا الحماس واضحاً على وجوههم؛ فكان لنا وقفة مع المتدرب “زانا فواز محمد” من قرية “آلة قوس” ابن الخمسة عشر عاماً الذي قال عن سبب تسجيله في المركز: “نصحتني فتاة من قريتي بالتسجيل، والذي شجعني بأنّها كانت إحدى المستفيدات من الدورات وتمارس مهنة الخياطة التي أثبتت نشاطها فيها وهذا ما حفزني”.

أما الشاب “دلشاد حسن سليمان” من ذات القرية ذو السادسة عشر عاماً، حدثنا عن سبب اختياره لهذه المهنة قائلاً: “مهنة ذات مستقبل جيد ومردود مادي، وهي مهنة عملية وتناسب سوق العمل فهي مهنة مطلوبة”.

وعن ساعات العمل المحددة فقد أوضح بأنهم يعملون من الثامنة صباحاً حتى الواحدة ظهراً حيث يتم توصيلهم لقراهم من قبل المركز.

وعن مدى استيعابهم وفهمهم لتفاصيل مهنة الكهرباء المنزلية؛ نوه مدرب مهنة الكهرباء المنزلية “أحمد محمود النزال” ذو الخامسة والثلاثين عاماً؛ من أهالي جل آغا منوهاً بأنّهم بدأوا بالخطوة الثانية من الدورة، حيث نزل الطلاب لميدان العمل للاطلاع على تفاصيل وأسرار المهنة؛ فالتطبيق العملي يختلف عن النظري، وقال: “مهنة الكهرباء مهنة ذهنية 90 بالمئة، ولا تحتاج لجهد عضلي كبير وإنما تحتاج لآلات حديثة تساعدنا في العمل”.

ولورشة الخياطة أيضاً كان لنا زيارة للوقوف على تفاصيل العمل، ولقاء المتدربين من ذكور وإناث؛ حيث يحرص المركز على انتقاء المهن التي تجوز لكلا الجنسين؛ ليكون معلم مهنة الخياطة (قسم المد العربي والمجالس) وارشين علي رمضان ذو السابعة والعشرين سنة من قرية “شبك” أول من التقينا؛ والذي ذكر لنا تجربته في تعليم الطلاب: “تختلف التجربة النظرية عن العملية، فمسك المقص والجلوس على مكنة الخياطة غير النظر إليّهما”.

وتابع رمضان بأنّه يبدأ مع طلابه من الصفر حيث يعلمهم الأساسيات ليتدرج في الأصعب، وأكد بأنّه يعطيهم كلّ ما لديّه من خبرة، ولا يبخل عليّهم بأسرار مهنته.

“اخترت مهنتي برغبتي”

وهذا ما لمسناه من خلال علاقته بمتدربيه الذين أجمعوا بأنّهم لا يقسو عليّهم ويحبونهم؛ لأنّهم يعلمهم بكلّ ضمير ولا يرشدهم إلاّ لمصلحتهم.

 كما والتقينا بالشابة “غفران العيسى” التي دخلت عامها الخامس عشر من أبناء ناحية جل آغا التي حدثتنا عن سبب اختيارها لمهنة الخياطة قائلةً: “اخترت مهنة الخياطة لأنّي أحبّها؛ فقد كانت اختياري ورغبتي وأتمنى أنّ أتقنها”.

وكذلك كان لخالدية الجمعة ذات السادسة عشر عاماً من ناحية جل آغا مداخلة أوضحت من خلالها بأنّهم ربما يتعبون كمتدربين لكنّهم سيقطفون نتائج طيبة في المستقبل تجعل منهم شباب يخدمون وطنهم ومجتمعهم حسب وصفها، مؤكدةً بأنّ رغبتها في التعلم وإصرارها جعلها تحاول التسجيل مراراً؛ لتقبل أخيراً وتحقق حلمها.

براعم تقبل على حبّ التعلم بشغف، وتحلم بيوم التخرج والانخراط بمجال العمل؛ لتكون عوناً لوطنها وسنداً لعائلاتها؛ بدعم من هيئة الشباب والرياضة بإقليم الجزيرة؛ التي تحرص على أنّ تكون ملجأً للشباب ليكونوا فاعلين في المجتمع ونافعين له.