تحديات تحاصر سوق الأدوية وأبرزها سعر الصرف

قامشلو/ علي خضير –

بيَّن رئيس اتحاد الصيادلة في مقاطعة قامشلو “كاميران مجدل بيك” عن سبب ارتفاع أسعار الأدوية في المنطقة، وأكد بأن أعمالهم جارية للقضاء على تفاوت أسعار الأدوية بين صيدلية وأخرى.

تتأثر مناطق إقليم شمال وشرق سوريا برفع أسعار الأدوية في مناطق حكومة دمشق، بسبب استيرادها من هناك، حيث رفعت وزارة الصحة في حكومة دمشق قبل نحو شهرين أسعار الأدوية، بنسب تتراوح بين 70 إلى أكثر من 80 في المائة، وهي الزيادة الثالثة خلال عام 2023 المنصرم، وشملت نحو 13503 صنفاً دوائياً، كما أنَّ التجار يتحكمون بأسعار الأدوية بسبب غياب الوكلاء الحصريين للأدوية وأصبح الأمر بيد التجار.

قلّة توفر المواد الخام 

وبهذا الخصوص صرح لصحيفتنا رئيس اتحاد صيادلة قامشلو الصيدلاني “كاميران مجدل بيك” سبب غلاء أسعار الأدوية “بدايةً من الضروري أن يعرف المواطن لماذا ارتفعت أسعار الأدوية؟ فالمواد الأولية أو الخام التي تدخل في صناعة الأدوية في المعامل، مستوردة من خارج سوريا، وغالبيتها من الصين، حيث قبل ثلاثة أشهر كان سعر صرف الدولار في البنك المركزي حوالي 8500 ليرة سوريّة، أما الآن أصبح 13600 ليرة”.

وتابع: “يشتكي بعض المواطنين من وجود فروقات بأسعار الأدوية من صيدلية لأخرى، فالسبب هو أن المعامل كانت توزع الأدوية للوكلاء الحصريين، لذلك كانت الأسعار موحدة، أما اليوم وبعد الأزمة السوريّة أصبح هناك تجار، هم يقوموا ببيع الأدوية للمستودعات، ويقوم المستودع ببيعها للصيدلي، فلا المستودع له ذنب ولا الصيدلي، إنما التاجر هو من يتحكم بتحديد الأسعار”.

وأوضح “أنَّ أصحاب المعامل هم تجار، وفي هذه الحالة يسعى التاجر دائماً لكسب الأرباح، فعندما زادت نسبة سعر صرف الدولار في المركزي، أوقفت المعامل استيراد المواد الخام من الخارج، لأن الدواء كان يباع على سعر الصرف السابق (8500) ل.س”.

تفاوت بسعر الصرف 

وأشار مجدل بيك إلى أنَّ لذلك السبب فُقِدَت بعض الأدوية في السوق، بسبب غياب بعض المواد الخام منها، حتى أصبح هناك إضراب في المعامل بوقف الإنتاج، بسبب التفاوت بسعر صرف الدولار، وهذا ما أجبر حكومة دمشق على رفع نسبة ربح المعامل من 70 إلى 80 %.

وأردف: “هناك فرق كبير بين سعر صرف الدولار في السوق المركزي والسوق السوداء، حيث يبلغ في المركزي 13500 ليرة، وفي السوق السوداء 15200 ليرة، ففي هذه الحالة إذا عاملنا الأدوية كمادة، هناك فرق كبير بين الأدوية وأي مادة ثانية يشتريها المواطن تُقدر بـ 1500 ليرة سوريّة بين سعر صرف الدولار، وهذا ما يخسره الصيدلي، حتى بعد ارتفاع سعر الأدوية، بقي الصيدلي على خسارة، فهو يشتري الدواء بسعر صرف الدولار في السوق السوداء بـ 15200 ليرة سوريّة، ويبيعه بسعر صرف البنك المركزي والمُقدر بـ 13500 ليرة”.

وعن سؤالنا، سبب ارتفاع سعر الأدوية في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا أكثر من المناطق الأخرى كشف مجدل بيك إجابةً على هذا السؤال: “تتقاضى المعابر من جهة حكومة دمشق نسبة دخول شحن إلى مناطقنا تُقدر بحوالي 450 دولار أمريكي للمتر المكعب الواحد من الأدوية، بما يعادل 28% زيادة على نسبة الأدوية، فإذا كان سعر أي صنف من الدواء 13000 ليرة سوريّة، سيكون في دمشق 10000 ليرة، أتت هذه الزيادة على الأدوية ليست فقط على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، بل على عموم سوريا، لأن أغلب المعامل ضمن سيطرة حكومة دمشق، وتسعيرة الدواء في عموم سوريا موحدة، ناهيك عن نسبة الـ 28% وهي نسبة جمركة دخول الأدوية إلى مناطقنا”.

معامل الأدوية في إقليم شمال وشرق سوريا 

وأوضح مجدل بيك بأنَّ هناك معملان للأدوية في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، هما معملا (فارما لاند ولايت فارما)، حيث تقوم هيئة الصحة لإقليم شمال وشرق سوريا بإدارتهما والإشراف عليهما، مع تأمين مستلزماتهما الأساسية كافة.

يقع معمل (فارما لاند) في مدينة منبج، وينتج ثلاثة وأربعين نوعاً من الأدوية بشكل دوري، وهي شرابات جافة (بودرة)، قطر أنفية، كريمات، أملاح، شوارد، معلق فموي، مضادات الالتهابات، وخافضات الحرارة.

كما أن المعمل، يتكون من ثلاثة أجنحة، جناح إنتاج للشرابات الجافة، وجناح إنتاج المعقمات بأنواعها السائلة، والجافة، والكريمات، وجناح إنتاج الأدوية البشرية والمستحضرات التجميلية، كما أنه يضم عدة أقسام، وهي (قسم الكبسولات، وقسم إنتاج المضغوطات، وقسم المراهم والكريمات، وقسم إنتاج شرابات النقط، وقسم إنتاج شرابات السائل والمعلقة، وقسم إنتاج الشرابات الجافة، وقسم آخر قيد الإنشاء، وهو قسم التحاميل.

أما معمل (لايت فارما) فيقع في مدينة الطبقة، وهو عبارة عن معمل صغير، ويعمل بخط إنتاج واحد فقط، وينتج الشرابات السائلة، وقد أُسِّس في 1/8/2021 وباشر بالإنتاج في 19/9/2022، والأصناف التي ينتجها المعمل، هي (مسكنات ألم، مضادات اختلاج، مضاد إقياء وغثيان، مطهر معوي، مضاد أولي، ومضاد تشنج وإنفلونزا، مضادات الالتهاب غير الستروئيدية، خافض حرارة، ومضاد للسعال والتحسس)، وهو يضم مجموعة من الشرابات السائلة، ويصل عددها إلى 17 شراباً.

اعتماد المنطقة على الأدوية الأجنبية 

بيَّن مجدل بيك أن المعملان (فارما لاند ولايت فارما)، أيضاً قاما برفع أسعار الأدوية بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار وزاد: “هذه المعامل ليست كبيرة بما يغطي حاجات المنطقة من الأدوية، فنتمنى إيجاد معامل أكثر في مناطقنا من أجل تخفيف عبء أسعار الأدوية على المواطنين، وتقليل نسبة الاستيراد من خارج المنطقة”.

فيما لفت إلى: “نحن كاتحاد الصيادلة، اضطررنا أن نعتمد على الأدوية المستوردة، هناك قسم منها بسعر أقل، ولكن 90% من الأدوية والتي يخصصها الدكاترة للمرضى كوصفات طبية، تكون أدوية المعامل السورية، فنحن نعتمد على الأدوية الأجنبية والتي تكون نظامية المنشأ، كي نستطيع إدخالها إلى مناطقنا”.

توزيع أدوية للمهجرين بأسعار رمزية 

نوه مجدل بيك إلى “أنه هناك مشفى الشعب يقوم بتوزيع نسبة أدوية أقل من باقي المشافي والمراكز الصحية في المدينة، كما هناك عدد من الصيدليات قامت بالتبرع بتخفيض أسعار بيع الأدوية، للمواطنين المهجرين من خارج مدينة قامشلو، ونحن بدورنا قمنا بتوزيع هؤلاء الأهالي على المؤسسات والاتحادات خاصةً من هجّرو من عفرين أو من سري كانيه، بشكل عام ارتفاع أسعار التكلفة تكون غالية، بسبب ارتفاع أسعار صرف الدولار والأزمة التي نمر بها”.

واختتم رئيس اتحاد صيادلة قامشلو الصيدلاني “كاميران مجدل بيك” حديثه: “كان لدينا اجتماع في مدينة الطبقة لأجل تفعيل وكلاء (معتمدين)، وهي قيد المناقشة، وفي الوقت القريب سيتم تعيينها هنا، وستكون أسعار الأدوية موحدة وسيتم القضاء على تفاوت الأسعار بين صيدلية وأخرى”.