بمرور ثلاثة أعوام.. نساء جنوار أكثر تنظيماً واستقلالاً

قامشلو/ رؤى النايف –

بمرور ثلاث سنوات على تأسيس قرية جنوار “موطن المرأة” باتت نساء شمال وشرق سوريا أكثر تنظيماً، وأضحين قدوة للمرأة القادرة على الاعتماد على ذاتها في جميع مجالات الحياة.

على بعد أميال من منطقة الدرباسية في الحسكة بشمال وشرق سوريا تقع “جنوار” وهي قرية خاصة بالنساء لا يسمح للرجال بالإقامة فيها، بنيت هذه القرية على يد نساء ينتمين لمختلف المنظمات النسائية الموجودة في المنطقة، وظهرت فكرة هذا المشروع عام 2015 وافتتحت رسمياً في اليوم العالمي لمنهضة العنف ضد المرأة عام 2018.

الهدف من تأسيس القرية..

الهدف من بناء هذه القرية إيجاد ملاذ آمن للنساء اللواتي فقدن أزواجهن وأهاليهن في الحرب “عوائل الشهداء” والنساء المعنفات اللواتي تعرضن للعنف من قبل ذويهن أو أزواجهن، وتوحيد صفوف هؤلاء النساء وتشجيعهن للاتكال على أنفسهن.

“نمر اليوم بمرحلة صعبة، فالأزمة السورية مستمرة، لذا يجب علينا تنظيم صفوف النساء وتوعيتهن وتدريبهن على الحماية الذاتية”؛ هكذا قالت رومت هفال المشرفة على هذه القرية.

وتحتضن القرية نساء شعوب شمال وشرق سوريا بمختلف أديانهن وطوائفهن.

كيف بنيت جنوار؟

يعد بناء هذه القرية أول تجربة في سوريا وعلى مستوى الشرق الأوسط عامةً، فقد بنى نسوة هذه القرية المنازل من القرميد ولبنات الطين، وزرعن الأشجار حولها كسياج عوضاً عن الجدران حفاظاً على نظافة البيئة، وتضم القرية ما يقارب 35 منزلاً، يقطن هذه المنازل نساء وأطفال من مختلف الأعمار، وهنالك عدة اتحادات ومنظمات ساعدت وأشرفت ولا زلت تشرف على هذه القرية، ومن أبرزها مؤتمر ستار والجهات المعنية بشؤون المرأة في الإدارة الذاتية ومؤسسات العلاقات الدبلوماسية للمرأة.

إنجازات “موطن المرأة”

ويوجد في القرية ما يقارب 50 بناء بين بيوت سكنية وأبنية خدمية، ففيها مدرسة تضم المرحلة الابتدائية وتدرس المناهجين العربي والكردي، حيث يرتاد المدرسة 12طالب/ـة ويوجد تشجيع من الأمهات لتعليم أولادهن.

وكما يوجد فيها مستوصف صحي شامل وعيادة خاصة بالنساء مزودة بجهاز إيكو ومعدات ومجموعة من الأدوية وسيارة إسعاف، وتؤمن أنواع من الأعشاب الطبيعية والطبية لمعالجة الأمراض الخفيفة من خلال طب الأعشاب.

وفيها فرن لصناعة الخبز يسد احتياجات القرية كما يأتي سكان القرى المجاورة لشراء الخبز منه، ويعمل في هذا الفرن النساء فقط.

بالإضافة إلى مزرعة تزرع فيها كافة أنواع الخضروات لتلبي احتياجاتهن، حيث يزرعن القمح والكزبرة والشعير والخضروات الموسمية، ويقمن بتربية الحيوانات كالدواجن والغنم والأبقار والاستفادة من إنتاجها لتغطية احتياجاتهن من الحليب واللحوم ومشتقاتها.

وفيها أيضاً حديقة ومتنزه للترفيه ولعب الأطفال، وأكاديمية لتعليم الخياطة والمنسوجات وتعليم اللغة الكردية، ويؤمن للقرية المحروقات والكهرباء وألواح الطاقة الشمسية وشبكات الإنترنت، كما تأتي بعض النسوة من القرى المجاورة للعمل معهن لوجود فرص عمل فيها.

مجلس خاص بهن

كما ذكرت رومت أن في القرية مجلساً خاصاً بهن ويضم 32 عضوة من مختلف الشعوب، ويحمي هذه القرية “أسايش المرأة”، منوهةً بأنه يسمح للرجال بزيارة أقاربهم ولكن يمنع إقامتهم داخل القرية.

واختتمت المشرفة على قرية جنوار رومت هفال قولها: “لا يعد هذا المشروع فصلاً بين الرجل والمرأة، بل هو مكان آمن لحماية النساء اللواتي فقدن المعيل في الحرب والأرامل والأمهات والنساء المعنفات اللواتي يربين أطفالهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة”.