تقرير/ هيلين علي –
روناهي/ ديرك ـ يزيد عبق الرائحة المنبعثة من الأفران الشعبية في ديرك في الشتاء لتغري هذه الرائحة المارين إلى أعمالهم ومدارسهم مع شروق شمس الصباحات؛ حيث لا زال رغيف التنور والصاج رمزاً للحنين إلى أحضان الأمهات في مرابع الصبا، فما يلفت الانتباه ويميّز فرن آدار عن باقي الأفران في ديرك أنه تأسس بجهود وإدارة المرأة التي تتعامل مع الفرن بمهاراتها الرشيقة.
وبهذا الصدد كانت لصحيفتنا “روناهي” زيارة إلى فرن آدار واللقاء مع المعنيين فيه؛ كما في تقريرنا التالي:![]()
وحدثتنا الإدارية في فرن آدار بديرك دلبر محمد قائلة: “شاركت المرأة في تأسيس الجمعيات التعاونية؛ وبجهود لجنة الاقتصاد التابعة لمؤتمر ستار في إقليم الجزيرة تم افتتاح فرن “آدار” بديرك في مقاطعة قامشلو لخبز التنور والصاج ويعتبر أول فرن بكادر نسائي في ديرك؛ ويعود تسميته نسبةً إلى شهر آذار الذي تم افتتاح الفرن فيه منذ ثلاثة أعوام؛ وذلك لتعداد مهارات النساء ولتوفير فرص العمل المستحقة لهن في جميع المجالات”.
وتابعت دلبر حديثها بالقول: “يتطلب خبز التنور والصاج مهارة من قبِل المرأة، سواءً في تحضير العجين أو في تهيئة الفرن وفق درجة حرارة مناسبة، كما أن السرعة بند أساسي، بالإضافة إلى نوعية الطحين الجيدة”.
مراحل تحضير الخبز
وأضافت دلبر إلى الحديث مراحل تحضير خبز التنور بالقول: “في ساعات الفجر الأولى تبدأ بعجن الطحين المتخمر، وكلما عُجِن الطحين أكثر كان خبزه أسهل ونتج عنه رغيفٌ أجود، وبعد الانتهاء من تجهيز العجينة نتركها لتستريح، وخلال هذه الفترة يتم إيقاد النار في الفرن بواسطة المازوت، ثم يتم البدء بتحضير أقراص العجين بشكل دائري، فكل قرص منه يصنع رغيفاً واحداً، نستطيع التحكم بحجم القرص، وتليها مرحلة وضع الأقراص في الفرن وتركها حتى تنضج ثم تُسحب بواسطة ملاقط خشبية”.
أما بالنسبة لصناعة خبز الصاج؛ فأردفت دلبر قائلة: “يعتبر فرن آدار أول فرن في مدينة ديرك يصنع الخبز بيد المرأة، حيث يقمن بتحضير وطهي خبز الصاج، ويتم تقطيع العجين المكون من الطحين أو الشعير، المضاف إليه الملح والماء، إلى أقراص، وفردها باليد على منضدة صغيرة، كما يتم ترقيق الخبز باليد حتى يصبح رقيقاً ومن ثم يوضع على نار الصاج، ونقلّبه سريعاً ليصبح جاهزاً للتناول”.
خطط مستقبلية لتطوير المشروع
وشاركت المرأة في الفعاليات الاقتصادية كافة إيماناً بالاقتصاد المجتمعي كما أشارت الإدارية في فرن آدار دلبر محمد؛ قائلة: “تتعدد أهدافنا من فتح فرن آدار؛ حيث نسعى من خلاله تأمين فرص العمل لنساء المنطقة، وتأمين مادة الخبز وبيعها بأسعار مناسبة للأهالي في ديرك؛ كما واستطاعت المرأة بجهودها وإرادتها العمل في مجالات الحياة كافة، ونهدف إلى تطوير مشروعنا في الأيام القادمة من خلال إعداد أنواع أخرى مثل (الصفيحة، لحمة العجين، فطاير الجبن، الزعتر والخبز المحمر، والخبز المرشوش بالسمسم، وغيرها من الطلبات) تلبية لرغبة الأهالي في ديرك”.
وفي ختام اللقاء؛ عبّرت النساء العاملات في فرن آدار عن فرحهن في ساعات العمل التي تتراوح ما بين الخامسة فجراً والثانية ظهراً؛ كونهن يحظين بإقبال خاص من الأهالي وإنتاج جيد في عملهن الذي يرتبط بمعاني البساطة والألفة الاجتماعية والتعاون برونق المرأة الخاص؛ وأكدن أن المرأة تخطت العادات والتقاليد البالية التي كانت عائقاً أمام أثبات وجودها.
