کاوە نادر قادر/ هولير_
في أواسط ثمانينات القرن الماضي، حاولت عدد من الدول المشاركة في اتفاقية لوزان سنة 1923 الاحتفال بنجاح عملية صهر کرد شمال كردستان (باكور) ضمن القومية الترکیة، لكن أوجلان قرر في 15 آب ١٩٨٤ الإعلان عن انطلاق الكفاح المسلح، لأجل تحرير كردستان من الاحتلال التركي، ويعني ذلك نقطتين مهمتين:
-إطلاق رصاصة على فكرة (وطن واحد، ولغة واحدة، وعلم واحد)، أي عملياً إنهاء دولة القومية الواحدة، وصحوة الكردستانيين بوطنهم الأم.
-رغم وجود تفكير انصهار الكرد في بوتقة القومية التركية، إلا أن وجود، وبقاء الكرد في واقع لا يمكن إنكاره الآن.
بعدما اخفقت الدولة الترکیة في إنهاء حركة التحرر الكردستانية في باکور كردستان، بدأت محاولاتها مع الدول الإقليمية المتحالفة معها في المنطقة، ببناء نظام أمني إقليمي ضد الكرد، وبمخططات تآمریة علی القائد عبد الله أوجلان، بدایة في ٢٢ شباط ١٩٩٦عقدت اتفاقية عسكریة، وأمنية ثنائية مع إسرائيل، تلتها في ٦ أيلول ١٩٩٨ اتفاقية مع الأردن من قبل (مسعود یلماز) رئیس وزراء تركیا آنذاك، ثم بدأ الموساد الإسرائيلي، والمخابرات المصریة والأردنية، والمیت (MIT) التركي، والـ CIA ، وبالتعاون، وبالتنسيق فیما بينهم في جمع معلومات حول أوجلان وPKK في سوریا، وبناءً على المعلومات، والاعترافات، التي أدلى بها “شمدين صاکیك” الذي سلم نفسه للسلطات التركية، وأثناء محاکمتە في أیلول ١٩٩٨، تحرکوا بناء على تلك المعلومات، وكذلك ما جمعە الموساد، والـ CIA حيث حاولت الاستخبارات التركية الـ MIT بتاريخ ٦ أيلول ١٩٩٦ اغتيال أوجلان في دمشق بواسطة سیارة مفخخة، وفي ٢٧ تشرين الأول من العام نفسه، وفي سهل البقاع بلبنان جرت محاولة اغتيال ثانية فاشلة بحق القائد أوجلان، ثم بدأ تهديد، وابتزاز الدولة السورية، لأجل تسليم أوجلان إلی تركیا، أو إخراجە من سوریا ليقولوا:
-المتحالفون مع تركیا، مستعدون للذهاب إلی أبعد الحدود لإنهاء التخوف التركي من تصاعد الثورة الكردستانية، کما یدّعون، بأن “التهديد الكردي خطر علی الأمن القومي التركي”!!؟.
-في المنظومة الأمنية الإقليمية، يبدأ ثقل الدور الإقليمي لترکیا، من تل أبيب، وينتهي في واشنطن!؟.
-تُعترف المنظومـة الأمنية تلك، بمرجعية الحرکة الوطنية الكردستانية، والشرعية السياسة لقادة جنوب كردستان (باشور كردستان) فقط!!!؟.
أخيراً، في التاسع من تشرين الأول من عام ١٩٩٨ تم ترحيل أوجلان من سوریا إلى اليونان ومن ثم إلى روسيا، وبدأ جهاز الموساد الإسرائيلي، بالتنصت علی اتصالاته وتحديد مكانە، وعلی أثره تم ترحیلە إلى إیطالیا، ثم إلى اليونان ثانية، وأخيراً إلی کینیا، وأسرە في لیلة ١٤/١٥شباط ١٩٩٩.
صحيح أن تلك المنظومة الأمنية استطاعت أسر المناضل أوجلان، لكنه عرّف الشعب الكردستاني، أن حل قضیة كردستان تأتي بتوحيدهم أکثر، وقوتهم تأتي من الابعاد الوطنية، وأعطت هذە العملية، امتدادا دوليا أشمل لأجل حق تقرير مصیرە.