بعد عامين من التحرير… الطبقة تزدهر ـ1ـ

تقرير/ ماهر زكريا ـ مصطفى الخليل –

---

تحتفل الإدارة المدنية الديمقراطية في منطقة الطبقة بالذكرى الثانية لتحرير المدينة الذي يصادف في العاشر من أيار عام 2017م على أيدي مقاتلي ومقاتلات قوات سوريا الديمقراطية، بعد طرد مرتزقة داعش من المنطقة، وتزامنت الاحتفالات هذا العام مع عيد العمال العالمي المصادف للأول من شهر أيار؛ لِما للطبقة العاملة من دور ريادي في إعادة الحياة للمؤسسات الإنتاجية ومشاركتها في عملية التحرير والبناء.

ويستقبل أبناء وأهالي المدينة الذكرى الثانية لتحريرها بعد أن التفوا حول قوات سوريا الديمقراطية للتخلص من الإرهاب وبعد أن قدّموا المئات من الشهداء والتضحيات الجِسام في سبيل نيل الحرية، واليوم يعود الأمن والاستقرار والعيش المشترك لجميع المكونات التي تضمها مدينة الطبقة. وبعد التحرير سلمت قوات سوريا الديمقراطية المنطقة لإدارة مدنية مُشكلة من أبناء وشعوب الطبقة؛ وذلك من أجل إدارة المنطقة والعمل على تأمين متطلبات العيش من أمن وأمان وتنظيم المجتمع في مؤسسات مدنية وخدمية ترعى مصالحه وتعمل على تأمين احتياجاته كافة، ومنع احتكار المواد الأساسية الاستهلاكية في الأسواق بعد فقدان أغلبها منه، بالإضافة إلى نهب البنى التحتية من قبل مرتزقة داعش خلال أربع سنوات ومعاناة الأهالي من عدم وجود العمل وإغلاق المدارس وقمع الحريات.

الخطوة الأولى في التنظيم

وبعد ذلك بوشِر العمل على تشكيل مجلس مدني لمنطقة الطبقة واختيار الكوادر اللازمة للعمل ومن ثم الانتقال لتقديم الخدمات الضرورية والأساسية للمواطن من الخبز والمياه والمواد الغذائية وبدأ العمل من أجل إعادة تأهيل المؤسسات الخدمية كافة، والعمل على صيانة سد الفرات الذي تعرض للعديد من الأضرار التي لحقت به فقد كانت المياه تغمر عدة طوابق من سد الفرات بمستوى بلغ حوالي 52 متراً من ارتفاع السد انتقاماً من الحضارة التي تشكلها مدينة الطبقة و مشاريعها الحديثة في النواحي والمجالات كافة انطلاقاً من الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والثقافة.

الإدارة المدنية ومجالسها وتنظيم وتأهيل المؤسسات

الخطوة التالية كانت صيانة وإعادة تأهيل لكل المرافق والمنشآت وكان من أولى الأعمال إزالة آثار الحرب والتدمير والسواتر وفتح الطرقات العامة والعمل على تأمين مادة الدقيق لعمل الأفران وتوفير مادة الخبز للمواطنين وفتح الطرقات لوصول المحروقات إلى المنطقة لعمل محطات المياه والأفران والآليات في المنطقة، ونزع الألغام من محطة تصفية المياه في الطبقة لعودة المياه لمنازل المدينة، وكان العمل كبيراً مقارنة مع حجم الدمار والتخريب الذي لحق بالمنطقة ثم لتنطلق عمليات صيانة المجموعات الكهربائية في سد الفرات وصيانة وتبديل شبكات الكهرباء وخزانات المياه ومحطة تصفية المياه والمدارس والمشفى الوطني. وبعد تشعب الأعمال والمهام وتوسعها في الدوائر والمؤسسات التي كانت تعمل بوتيرة عالية لتقديم أفضل الخدمات، عملت شعوب المنطقة ضمن الإمكانات المتواضعة على تأسيس إدارة مدنية مكونة من أبناء المنطقة تحت اسم “الإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة” والتي ضمت جغرافياً مدينة الطبقة وبلدة الجرنية الواقعة في شمال وغرب مدينة الطبقة بنحو 65كم وبلدة المنصورة الواقعة شرق مدينة الطبقة بنحو 25كم، وضمت الإدارة مجلس تشريعي لسنِ القوانين والتشريعات الضرورية لسير العمل في الإدارة بشكل دائم والذي أعلن عن تأسيسه في 25/10/2017م و كما ضمت الإدارة المجلس التنفيذي والذي يعمل على تطبيق القوانين والتشريعات الصادرة من المجلس التشريعي وتقديم الخدمات الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين، ويتألف من /13/ لجنة وعدة مكاتب مختلفة المهام، والذي أعلن عن تأسيسه في 1/11/2017م مع إعلان الإدارة المدنية الديمقراطية، وبعدها بدأت الإدارة المدينة الديمقراطية لمنطقة الطبقة مهامها الملقاة على عاتقها بمجلسيها التشريعي والتنفيذي. وتمكن المجلس التشريعي خلال الفترة الماضية من إصدار القوانين والتشريعات والتي بلغ عددها 12 قانون ومرسوم تشريعي وتحقيق قفزة في مجال التشريع وإصدار القوانين لتسهيل عمل المجلس التنفيذي.

لجان ومكاتب المجلس التنفيذي

أما المجلس التنفيذي، فكان مُقسم إلى عدة لجان ومكاتب وهي على الشكل التالي:

أولاًـ لجنة الاقتصاد: (تتبع لها عدة مديريات كالزراعة والتجارة والصناعة والكهرباء وغرفة التجارة والصناعة ودائرة الاتصالات ودار الجمعيات التعاونية)، والتي عملت من خلال مديريتها ومنها:

ـ مديرية الكهرباء: وتشرف على تأمين وتجهيز الشبكة الكهربائية وصيانة كافة أقسامها الإدارية والورشات العمل الميدانية، ويتبع لها ثلاث دوائر كهرباء وهي: (المنصورة- الجرنية- والمحمودلي) والتي نجحت في إعادة الكهرباء إلى منطقة الطبقة بشكل كامل وصيانة المحولات الموجودة في المنطقة ويبلغ عدد المحولات في منطقة الطبقة 320 محولة.

ـ مديرية الزراعة: وتختص بتقديم كافة الخدمات الزراعية للفلاحي من خلال المكاتب واللجان الفرعية وتتبع لها سبع لجان فرعية موزعة في منطقة الطبقة (الجرنية- صايكول- محمودلي- جعبر – السويدية- البو عاصي- والمنصورة). وتم التراخيص لـ /1083340/ دونم من القمح المروي و/38046/ دونم من المحاصيل الأخرى وتم توزيع المحروقات على الفلاحين بكمية بلغت/729210 لتر/ للحراثة و/12355210لتر/ للري على دفعات.

ويتابع قسم الري على صيانة محطة الري السويدية والذي يروي /118هكتار/ ومشروع الوديان الأولى والذي يروي /1680 هكتار/ ووديان الثانية يروي /479هكتار/، وكما تم تأهيل الهنكار رقم/1/ في موقع مداجن أبو قبيع لإنتاج الدجاج والبيض ويتم العمل لإنشاء هنكار جديد رقم 2، كما يتم تنظيم الملكيات الزراعية والتراخيص ومراقبة المعابر الجمركية والعمل على تسليم المحاصيل الزراعية ومنها القطن للمراكز المعتمدة وتنفيذ مشروع طويحينة الزراعي لزراعة القمح بمساحة تقدر حوالي 1000 دونم وزراعة الشعير.

ـ مديرية التجارة: تشرف على عمليات ترخيص المنشآت التجارية ومتابعة الأسواق والأسعار ومراقبة حركة البضائع من المعبر الجمركي والتنسيق مع باقي اللجان لردع المخالفات.

ـ مديرية الصناعة: تنظم عمل المنشآت الصناعية وترخيصها وتقدم الدعم اللازم للمحروقات والإحصاء والرقابة واللجنة الاقتصادية والتأكد من ترخيص المنشآت الصناعية وبلغ عدد التراخيص 112 رخصة.

ـ مكتب الاتصالات: يشرف على تنظيم عمل الخليوي وشركات المترو وصالات الإنترنت وعمل البريد وبلغ عددها 225 صالة للإنترنت، والاتصال وقام قسم البريد بإعادة تأهيل مقسم المشفى الوطني وقد وصل عدد خطوط الهاتف الأرضي لمكتب الإدارة لـ 33 خط مع العلم بوجود مركز للاتصالات مدمر يحتاج لإعادة إعمار والحاجة لتأهيل مقاسم خطوط الهاتف من كابلات أرضية سلكية وضوئية.

ـ مكتب الكوبراتيف (الجمعيات التعاونية): يشرف على تنظيم عمل الجمعيات  التعاونية وتقديم المساعدة الممكنة وتقديم المساعدات؛ للعمل من أجل إنشائها. ومن المشاريع التي قام بالعمل مشروع مزرعة الأسماك وبيت المونة ومشروع النول للخياطة ومشروع المستقبل للخياطة النسائية ومشروع سيدات الفرات للأعمال اليدوية.

ـ غرفة التجارة والصناعة: تمنح السجل التجاري والصناعي وتنظيم عمل الصناعيين والتجار، حيث بلغ عدد السجلات التجارية الممنوحة 164سجل تجارياً. وتم منح 104 بطاقة تاجر، وبلغ عدد الاتحادات التجارية المشكلة ثمان اتحادات وهي مكاتب سيارات وتجار الأقمشة ووكالات الدراجات النارية وتجار المواشي والأعلاف ومكاتب الحوالات والصرافة وتجار الزيوت والشحوم المعدنية وأصحاب المطاعم وتجار قطع تبديل السيارات. كما وبلغ عدد السجلات الصناعية الممنوحة 31 سجل صناعي وتشكيل سبع اتحادات صناعية.

 ثانياً ـ لجنة المرأة: يتبع لها أكاديمية المرأة السورية وروضتي الأمل وأجيال ومجالس المرأة. والمكاتب الخاصة بالمرأة تعنى بالاهتمام بالمرأة وحمايتها في المجتمع وحفظ كرامتها لتطوير عملها ووضع القوانين الوضعية، فأقر بمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة والنهي عن أشكال الظلم والتنكيل عبر التاريخ وتعريفها بحقوقها من خلال افتتاح المجالس والمراكز الحكومية الخاصة بالمرأة، حيث بلغ عدد المجالس التي تخص المرأة حوالي تسعة مجالس موزعة في الطبقة وريفها. وتتراوح نسبة المرأة العاملة في المؤسسات حوالي 52 %، ودعم عدة مشاريع كالروضات والمراكز الصحية وافتتاح أكاديميات خاصة بالمرأة للمجتمع الديمقراطي لتأهيل المرأة الشابة. ومن المشاريع التي دعمت عمل المرأة مشروع بيت المونة، ومشروع بيت لحماية المرأة، والنادي الرياضي الخاص بالمرأة وافتتاح مركز علاج فيزيائي خاص بالمرأة مع معداته، ومشروع إنشاء مول متجر عالم الطفولة.

ثالثاً ـ لجنة الشباب والرياضة: ويتبع لها الاتحاد الرياضي ومجلس الشبيبة ومركز المرأة الشابة وتهدف اللجنة لوضع السياسات والخطط والبرامج اللازمة خاصة بفئة الشبيبة، حيث دعمت القيم الخلقية والروحية وحافظت على الممتلكات العامة والنهوض بالشباب رياضياً واجتماعياً وثقافياً، وإبراز دوره في أداء واجباته وتم خلق حركة رياضية متطورة بالمنطقة، وتوسيع قاعدتها لتشمل كامل البلاد لتكون قادرة على أن تمثل المجتمع الديمقراطي في المنطقة بشكل مُشرف وتسعى لبناء المنشآت الرياضية وتنمية روح التعاون والصداقة في مناطق شمال وشرق سوريا وتفعيل ألعاب كرة القدم، والطائرة، والسلة، والطاولة وتأهيل المدينة الرياضية والصالات الرياضية وترميم نادي السد الرياضي.

رابعاً ـ لجنة العلاقات العامة: وتهدف لتنظيم التواصل بين المؤسسات المدنية واللجان والمكاتب التابعة للإدارة المدنية، والتواصل بين الإدارة والمؤسسات في شمال وشرق سوريا وخارجها وكان من إنجازاتها تنظيم فعاليات الحوار السوري ـ السوري في كوباني، وتنظيم اللقاءات الجماهيرية وتنظيم العلاقات والتواصل مع الخارج.

خامساً ـ لجنة الثقافة والفن: ويتبع لها المركز الثقافي ومديرية السياحة وحماية الآثار ومكتب التراخيص، وتم افتتاح المركز الثقافي في الطبقة نهاية عام 2018م؛ بهدف جمع الثقافات وإعادة إحياء فنون الشعوب المختلفة التي تعيش في المنطقة، وتحتاج اللجنة إلى تجهيز المراكز الثقافية في الطبقة والمنصورة والجرنية والاهتمام بها لوضع عدة برامج؛ كون الثقافة تعدّ من أهم اركان الحضارة. وبالنسبة لمديرية السياحة وحماية الآثار؛ فتعمل على نشر ثقافة الاعتناء بالآثار وحمايتها ودراسة ما تحتاجه من ترميم وتقديم الصيانة والحماية لها.

سادساً ـ لجنة المالية: ويتبع لها عدة مكاتب؛ النفقات والإيرادات والرواتب والخزينة العامة.

سابعاً ـ لجنة الصحة: ويتبع لها مشفى الطبقة وستة مراكز صحية متوزعة في الطبقة والجرنية والمنصورة، خلال الفترة الماضية تم افتتاح المشفى ووضعها في الخدمة بعدة أقسام منها قسم النسائية والعمليات وقسم الإسعاف وقسم الأطفال والعمليات العامة، كما وتم افتتاح عدة عيادات لاستقبال المرضى ومنها عيادة الأطفال والداخلية والنسائية والعظمية والأذنية والبولية وعيادة الضماد وسوء التغذية، وهناك عدة مراكز رعاية صحية في الطبقة وريفها.

ثامناً ـ لجنة العمل والشؤون الاجتماعية: ويتبع لها مديرية العمل ومكتب التشغيل ومخيم طويحينة ومكتب ذوي الاحتياجات الخاصة، لها عدة أقسام منها: مكتب التشغيل، مكتب الدراسات، مكتب شؤون النازحين ومراكز الإيواء، مكتب ذوي الاحتياجات الخاصة، ومكتب العقود.

تاسعاً ـ لجنة عوائل الشهداء: ويتبع لها مجلس عوائل الشهداء.

عاشراً ـ لجنة الداخلية: وتتبع لها مديرية المواصلات والسجل المدني وقوى الأمن الداخلي وإدارة المرور.

أحد عشر ـ لجنة الدفاع والحماية الذاتية: وتتألف من الإدارة العامة وثلاثة مراكز للدفاع الذاتي.