بانتفاضة حقيقية غيّرت المرأة المنبجية واقعها

لعبت المرأة بمنبج دورها الريادي في جميع مجالات الحياة سواءً الاجتماعية, الاقتصادية, السياسية والعسكرية, بعد تحرير المدينة، وحققت انتفاضة حقيقية في المجتمع من خلال انخراطها في العمل وتجاوز الصعوبات وكسرها للقيود, حيث حولت المعاناة إلى قوة وإرادة لا تهزم.

عانت المرأة المنبجية الممارسات والضغوطات قبل تحرير مدينة منبج من رجس مرتزقة داعش, ومع تحرير المدينة كسرت القيود التي قُيدت بها من قبل المجتمع والذهنية الذكورية السلطوية, وحولت هذه المعاناة إلى انطلاقة قوية نحو التنظيم والثقة بالنفس للوصول إلى حقوقها وحريتها.

حوّلت المعاناة إلى نقطة فارقة

وعن دور المرأة المنبجية بعد تحرير المدينة في مؤسسات الإدارة المدنية الديمقراطية، أوضحت الناطقة الرسمية لمجلس المرأة في منبج وريفها ابتسام عبدالقادر, لوكالة “”JIN NEWS بأنه بعد أربعة أعوام من تحرير مدينة منبج من مرتزقة داعش, لعبت المرأة دورها في المجتمع كونها هي الركيزة الأساسية في بناء هذا المجتمع وتطويره.

مشيرةً إلى أن المرأة بكل إرادة برزت دورها في كافة المؤسسات والمجتمع, وحوّلت المعاناة إلى نقطة فارقة لتحرير كافة النساء من الظلم والاضطهاد الذي كان قابع على أنفاسها إبان سيطرة مرتزقة داعش.

مبينةً بأنه في البداية كانت نسبة  مشاركة النساء قليل نوعاً ما, لكن بعد تأسيس الإدارة المدنية الديمقراطية والمؤسسات الخاصة بالمرأة, استطاعت مواجهة كل الصعوبات في المجتمع، وتنتفض وتنخرط في العمل بكل إرادة قوية وتأخذ مكانتها في كافة المؤسسات لتطور من نفسها والمجتمع.

وتابعت ابتسام بأن دور المرأة كان بمثابة نضال ومقاومة في منبج, بعد فترة ظلم واضطهاد دام ثلاث سنوات من قبل داعش, وقالت: “تحرير مدينة منبج كان البداية والانطلاقة الحقيقة للمرأة, لتؤكد وجودها وكيانها في العمل وقدرتها على بناء مجتمع حر ديمقراطي”.

رغم الصعوبات نظمت صفوفها

سعت المرأة بمنبج خلال عملها في مؤسسات الإدارة المدنية الديمقراطية والمؤسسات الخاصة بها لإبراز دورها، فأصبحت صاحبة قرار وإرادة في جميع المجالات سواءً المجال الاقتصادي, السياسي, الاجتماعي, والعسكري, كما أنها قادرة على قيادة المجتمع وتطويره، ولكنها واجهت العديد من الصعوبات، وبهذا الصدد ذكرت ابتسام: “المرأة رغم الصعوبات حققت المرأة اكتفائها الذاتي ودأبت على تنظيم نفسها, وناضلت في كافة الساحات لتصل مجتمعها إلى التطور وبرهنت بأنها اللبنة الرئيسية ولا يمكن الاستهانة بقدراتها”.

واسترسلت بأنه نظراً لطبيعة مدينة منبج العشائرية عانت المرأة كثيراً وحرمت من أبسط حقوقها في التعبير وإبداء الرأي, وقيدت من خلال الذهنية الذكورية السلطوية, لكنها حققت انتفاضة حقيقية للمرأة المنبجية المطالبة والسائرة على درب الحرية والتحرر من كل ما يشوب حياتها ويعترض أمام أهدافها، بحسب ابتسام.

وحول انخراط المرأة في العمل، نوهت ابتسام خلال حديثها بأنهن وصلن لنسبة كبيرة من النساء من خلال المؤسسات الخاصة بالمرأة كـمجلس المرأة, دار المرأة, مركز اقتصاد المرأة, مركز جنولوجيا، هذه المراكز التي استطاعت أن تعطي اهتماماً للنساء وتعزز وجود المرأة في العمل, ومن خلال حملات التوعية التي قمن بها كالاجتماعات, والذي أعطى تشجيعاً للنساء وحافزاً على تقدم في العمل دون خوف وتردد وتكون امرأة فعالة ولا تعتمد على أحد في المجتمع سوى ذاتها.

بإرادتها ستغير الذهنية السلطوية

استطاعت المرأة المنبجية تخطي كافة المعوقات والتقدم نحو الأفضل بنضالها ومقاومتها، ولكن اعترضتها الكثير من الصعوبات، وعن الصعوبات التي وقفت أمام تقدم المرأة أردفت ابتسام: “كان هناك الكثير من الصعوبات التي واجهت المرأة خلال فترة عملها مع بداية تحرير مدينة منبج وتأسيس الإدارة المدنية وافتتاح مؤسسات المرأة, فالذهنية الذكورية لعبت دور كبير في إعاقة تقدم المرأة في عملها وإبعادها عن جوهرها ودورها الفعال في المجتمع, إضافةً إلى العادات والتقاليد التي منعت المرأة من العمل ليكون عملها فقط ضمن نطاق المنزل”.

مؤكدةً بأن المرأة استطاعت أن تتخطى هذه الصعوبات وتكسر كل هذه القيود, ولكنها مازالت موجودة، مضيفة “لكن لغاية اليوم بعد تحرير ومرور أربعة أعوام المرأة مازالت تعاني بالرغم من أنها تناضل وتكافح وتواجه كل المعوقات في ظل الذهنية الموجودة في المجتمع”.

أوضحت ابتسام بأنه في المستقبل بإرادة المرأة ونضالها ومقاومتها سيتغير واقع المرأة كلياً, “اليوم المرأة تسير بطريقها نحو التغير والتقدم والتطور, وأصبحت المرأة تطور من ذاتها ومجتمعها وستغير من ذهنية المجتمع كلياً بشكل إيجابي وتغير نظرة المجتمع للمرأة”.

تحرير مدينة منبج  كانت نقلة نوعية وبداية حياة جديدة بالنسبة للمرأة المنبجية, بعد معاناة لا تقل عن ثلاث سنوات من ظلم واستغلال واستعباد للمرأة في فترة سيطرة متطرفي داعش من قتل ورجم وتهجير, وقد استطاعت المرأة بعد تحرير المدينة استغلال الفرصة لتحرر من نفسها.

وأشارت ابتسام: “اليوم نجد المرأة في المجال السياسي تستطيع أن تعبر عن رأيها وتحلل الوضع السياسي والتغيرات السياسية, كما انخرطت في المجال العسكري لتدافع عن حقوقها ووجودها”.

تصعيد النضال لتحرير كافة النساء..

ووجهت ابتسام تحية تقدير واحترام وإجلال لكل الشهداء وذوي الشهداء بمناسبة تحرير مدينة منبج, الشهداء الذين قدموا التضحيات الجسام لتوفير الأمن والأمان للشعب, متمنيةً تحرير كافة المناطق التي احتلتها تركيا مثل عفرين, كري سبي/ تل أبيض, سري كانيه/ رأس العين, وباقي المناطق السورية.

ودعت الشعوب للتكاتف والتعاضد للحفاظ على مكتسبات الثورة والوقوف أمام هجمات الاحتلال.

واختتمت الناطقة الرسمية لمجلس المرأة في منبج وريفها ابتسام عبدالقادر حديثها بدعوة كافة النساء إلى تصعيد النضال وأن يكن يداً واحدة لاجتياز الصعوبات, وتحرير كافة النساء من الاضطهاد والممارسات اللاإنسانية بحقها.

والجدير بالذكر أن مدينة منبح تحررت بعد ثلاثة أعوام من سيطرة داعش، وأعلن عن تحريرها في الـ15من آب عام 2016م، من قبل مجلس منبج العسكري وقوات سوريا الديمقراطية.