سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

انتصارات قسد… سبل لرؤى سياسية جديدة

تقرير/ مصطفى الخليل –

ألقت قوات سوريا الديمقراطية بذور التغيير في الخارطة السياسية السورية بعد انتصاراتها في شمال وشرق سوريا وتحرير مناطقها من مرتزقة داعش ولا سيما في حملتها الأخيرة بريف دير الزور الشرقي “حملة عاصفة الجزيرة”، فحررت خلالها آلاف المدنيين من الظلم والاستبداد وأعادت الحياة الطبيعية إليهم. وبهذه الخطوة؛ ستسير سوريا اليوم نحو اللامركزية والتعددية والديمقراطية…
مركز الأخبار ـ استطاعت قوات سوريا الديمقراطية ببسالتها وامتلاكها الجانب الإنساني في خلاص شعوب شمال وشرق سوريا من مرتزقة داعش؛ وذلك عبر هزيمتها في آخر معاقلها بريف دير الزور الشرفي ضمن معركة دحر الإرهاب في حملة عاصفة الجزيرة، وفتحت المجال للانفتاح السياسي والبدء بالحوار السوري ـ السوري من خلال الملتقيات التي قام بعقدها مجلس سوريا الديمقراطية المظلة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية. وبهذا الصدد؛ أجرت صحيفتنا لقاء مع بعض أعضاء حزب سوريا المستقبل الذين أكدوا على أهمية انتصارات قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة وهزيمة داعش، وأشاروا إلى أن الحزب يعمل على امتداد نشاطاته إلى أنحاء سوريا؛ كونه يحمل في حقيبته السياسية مشروعاً يحافظ  به على وحدة سوريا شعباً وأرضاً ويحافظ على حقوق شعوب سوريا المتعددة الأجناس والقوميات والإثنيات.
في هذا السياق تحدّث رئيس فرع السويداء لحزب سوريا المستقبل سمير عزام عن الأمان الذي لاحظه في المنطقة ووحدة المرجعية العسكرية التي تحفظ الأمن والأمان لأهالي المنطقة متأملاً أن يعمّ هذا الأمان أنحاء سوريا. وأضاف: “نحن في حزب سوريا المستقبل؛ نأمل أن نعيش في سوريا موحدةً أرضاً وشعباً، وبما أننا نخوض حرب كبيرة، سنتعاطى في هذا الموضوع بالتدرج. أُلغيت الثقافة الديمقراطية في المنطقة منذ سنوات طويلة، ولم تعش الأجيال في سوريا يوماً واحداً في ظل الديمقراطية. ولهذا السبب؛ يجب التعامل مع الأمر بتدرج دون الإفراط فيه، ففي حال تم الإفراط فيه؛ ستتحول الديمقراطية إلى فوضى، يمكن بناء ديمقراطية تتطور باستمرار؛ لأننا نريد ديمقراطية تدريجية تبدأ بديمقراطية لا مركزية”.
وأكد عزام على أن الهدف من تأسيس فرع لحزب سوريا المستقبل في السويداء ليس إضافة حزب جديد؛ لأن هناك العديد من الأحزاب، بل إن الثقافة الجديدة ثقافة أخوة الشعوب ثقافة التعددية والمساواة بين المرأة والرجل هي الهدف الأساسي، وأضاف: “هدفنا زراعة ثقافة الأخوّة وثقافة الديمقراطية والمساواة بين المرأة والرجل، نريد نقل هذه التجربة الثقافية بطريقة الانتقال وليس القسر، ونأمل أن يصل هذا النموذج للسويداء وكل أنحاء سوريا”. واعتبر عزام أن رؤية أهالي السويداء لمشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أنه لوحة فسيفساء رائعة الجمال حفظت تنوع وتعددية سوريا قائلاً: “هي تعبير عن حقيقة واقع سوريا المتنوع، وتحول هذا التنوع إلى لوحة فسيفساء رائعة الجمال والاعتراف في هذه التعددية هو غنى لسوريا بجذورها المتأصلة”.
وأشار سمير عزام خلال اللقاء أن قوات سوريا الديمقراطية؛ كانت إفرازاً إيجابياً خلال الأزمة السورية صانت سوريا وحدودها وأضاف: “قوات سوريا الديمقراطية هو النموذج الإيجابي الذي أفرزتها الأزمة السورية، لو تخيلنا أن هذه القوات غير موجودة؛ فسيبقى الاقتتال موجوداً في الشمال والشرق من سوريا بين الفصائل والإرهاب والحدود مع عدو الأمة السورية تركيا التي شرعت بافتتاح أبوابها لإدخال عشرات الآلاف من المرتزقة إلى سوريا، ولم تنحصر عمليات المرتزقة في المنطقة، بل وصلوا إلى السويداء واعتدوا على الأهالي هناك، وكان لا بد من أن تأسيس قوات سوريا الديمقراطية كتعبير عن تنوع السوريين ومحاربة الإرهاب؛ والسير نحو سوريا تعددية لا مركزية”.
من جانبه؛ سلّط مساعد الأمين العام لحزب سوريا المستقبل إبراهيم الفرج الضوء على الانتصار الذي حققته قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على مرتزقة داعش، وقال: “لا بد أن تتغير الحالة السياسية في المنطقة وستُعاد الرهانات على أن هذه القوات كانت في موقع. ولكنها؛ اليوم في موقع آخر وهو موقع المنتصر، وهذا الأمر يستتبع انتصاراً سياسياً ستتغير من خلاله الخريطة السياسية وسيكون هناك رؤية ورسم جديد للمنطقة من خلال العمل العسكري البطولي”.
وبدوره تحدث رئيس فرع الطبقة لحزب سوريا المستقبل مثنى عبد الكريم قائلاً: “طوينا اليوم صفحة من صفحات الحزب آملين أن تكون السنوات القادمة أفضل عملاً وازدهاراً”.
وذكر عبد الكريم في حديثه الأعمال التي قام بها الحزب خلال العام المنصرم وأعماله المستقبلية، وأضاف: “قام الحزب بعقد العديد من اللقاءات الجماهيرية على مستوى شمال وشرق سوريا، شارك الحزب في مؤتمر الحوار السوري – السوري، وقام بافتتاح العديد من الأفرع وبخاصة في السويداء”، مؤكداً أن الأعوام المقبلة ستشهد افتتاح فروع جديدة في كافة أنحاء سوريا.