سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

انتخابات بلدية إسطنبول ودور الكُرد فيها

مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجيّة –

لم يأتِ الاهتمامُ بالانتخابات البلديّةِ التركيّة من فراغٍ، ولم تكن استماتة حزب العدالة والتنمية لإعادةِ الانتخاباتِ البلديّة فيه عن عبثٍ، فإسطنبول أكبرُ خزانٍ بشريّ ومستودعٌ انتخابيّ بكلِّ ما تعنيه الكلمةُ، فهي تضمُّ حسب بعضِ الإحصاءاتِ والتقديراتِ ما ينوفُ عن الستةِ عشر مليون نسمة، وهي بحسبِ بعض المعطياتِ تشكّلُ 18.4% من إجمالي سكان تركيا البالغ عددهم مع نهاية العام حوالي ثلاثة وثمانين مليوناً، وازداد عدد سكانها خلال خمس سنوات6.4% لما تشهده من إقبال على السكنِ فيها وانتقالِ سكان الريف إليها عدا الزيادةِ الطبيعيّة، كما أنّها تشكّلُ الرابطَ والجسرَ الرئيسيّ بين آسيا وأوروبا من ناحية أخرى وبذلك تكتسب ثنائيّة الأهميّة بالحجم والموقع.
 أرقام وحقائق في حسابات انتخابات إسطنبول
يبلغ عدد سكان إسطنبول حوالي ستة عشر مليون نسمة وذلك بحسب هيئة الاحصاء التركيّة، وعدد الناخبين الذين يحقُّ لهم التصويتُ 10.5 مليون ناخب، وقد بلغت ميزانيّة بلدية إسطنبول لعام 2018 “بحسب معطيات رسميّة نشرتها صحيفة ديلي صباح التركيّة” حوالي 11.134 مليار دولار، وبحسب المعطيات فإنّ ميزانيّة بلدية إسطنبول فاقت ميزانيّة كلّ من وزارات الدفاع والصحة، والمواصلات والاتصالات والنقل البحريّ والأسرة والشؤون الاجتماعيّة والزراعة الثروة الحيوانيّة والعدل والشباب الرياضة والداخليّة والعلوم والصناعة والتكنولوجيا، كما بلغت حصة إسطنبول من الناتج المحليّ الإجمالي للبلاد 31.2 %. حيث تلقى أردوغان وحزبه حزب العدالة والتنمية في هذه الانتخابات هزيمتين مدويتين في أكثر المدن تأييداً له مدينة إسطنبول ذات الثقل الاقتصاديّ والسياسيّ وفي أقل من الثلاث أشهر الأولى في 31/آذار وبفارق ضئيل بلغ 13000 صوت والثانية في 23/حزيران وبفارق كبير بلغ حوالي 800 ألف صوت لصالح أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوريّ حيث أقرّ بن علي يلدرم مرشح حزب العدالة والتنمية بهزيمته في تلك المدينة التي كان يتغنّى بها أردوغان قائلاً “من يسيطر على إسطنبول يسيطر على تركيا” و “من يخسر إسطنبول يخسر تركيا” والتي كانت فيما مضى قلعته الحصينة لمدة 25 سنة ومن دون منافس.
العوَدُ أحمدٌ… إلا عند أردوغان
إصرار أردوغان على إعادة انتخابات بلدية إسطنبول لم يأتِ من فراغ، فمن جهة الفارق الضئيل بين بن علي يلدرم وأكرم إمام أوغلو الذي بلغ 13 ألف صوت، وظنونه بأن مرشحه سيفوز في حال تم إعادة الانتخابات في بلدية إسطنبول. والاستفادة من سلطته  ويده الطولى في تركيا، وإمكانيّة تغيير نتائج الانتخابات لصالح مرشحه بن علي يلدرم والتأثير على الرأي الشعبيّ وبالأخص الكرديّ، ومحاولة استغلال رسالة القائد عبد الله أوجلان لصالح حزبه ونشر الدعاية عن فكِّ أسر صلاح الدين ديمرتاش “الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطيّ” للتأثير على مؤيدي حزب الشعوب الديمقراطيّ. بالإضافة إلى الثقل السياسيّ والاقتصاديّ والشعبيّ لبلدية إسطنبول، للتعويض عن خسارته مدينة أنقرة “العاصمة التركيّة” ثاني أكبر المدن التركيّة، ومدينة إزمير ثالث المدن الكبرى لصالح مرشح حزب الشعب الجمهوري، وتصوره إمكانيّة تعويض خسارته بالسيطرة على إسطنبول عبر إعادة الانتخابات. وبذلك أبدى مزيداً من التعنت وعدم قبول نتائج الانتخابات وإرادة الشعب في التغيير والقبول بالهزيمة. والأهم من ذلك فقد يكون إصرار أردوغان بإعادة الانتخابات متعلقاً بملفاتِ الفسادِ في بلدية إسطنبول، وأنّ فترة الثلاثة أشهر لبدء المرحلة الثانية لإعادة الانتخابات كفيلة بإخفاء تلك الملفات وعدم السماح لأكرم إمام أوغلو بالاطلاعِ عليها والتي ستستخدمُ لمحاسبته.
لكن جاءت نتائج الانتخابات بعكسِ توقعات أردوغان ومخيبة فبعدما كان الفرق ضئيلاً بين كِلا المرشحين 13 ألف صوت ونسبة 48.8% لأكرم إمام أوغلو 48.6 لـ بن علي يلدرم، ليزداد الفارق  بين كِلا المرشحين في جولة الإعادة ليحصل بن علي يلدرم على نسبة 45% بينما ارتفعت نسبة مرشح حزب الشعب الجمهوريّ إلى 54%، وبفارق كبير وصل لحوالي 800 ألف صوت. وتعود أسباب خسارة مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدرم في انتخاباتِ بلدية إسطنبول.
ظهور منافس قوي يمتلك شعبيّة واسعة في إسطنبول
 الوعي الشعبيّ تجاه سياسة أردوغان وحزبه الداخليّة والخارجيّة والتي أثّرت على اقتصاد البلاد سلباً وتراجع في الليرة التركيّة وتدهور العلاقات التركيّة الأمريكيّة، وفقدان أردوغان مصداقيته الدوليّة نتيجة سياساته العدوانيّة والتوسعيّة وتسخير موارد تركيا في دعم التنظيمات الإرهابيّة خدمة لأجندة التوسع الخارجيّة.
موقف أحزاب المعارضة حيال مرشح حزب الشعب الجمهوريّ “أكرم إمام أوغلو” وبالأخص حزب الشعوب الديمقراطيّ وتغيير أسلوب التصويت أثبت الدور الكرديّ الحاسم في الانتخابات، حيث أنّ المتتبعَ لحملاتِ الدعاية الانتخابيّة لِكِلا المرشحين يلحظ أنّ التركيز كان على الكرد من أجل كسب أصواتهم، فمثلاً حاول أردوغان استغلال رسالة القائد عبدالله أوجلان لصالح مرشح حزبه بن علي يلدرم، فيما كان خطاب يلدرم في مدينة آمد الكردية “ديار بكر” وذكره كلمة كردستان لجذب الناخب الكرديّ لصالحه“ وذلك في سابقة تاريخيّة لمسؤولٍ بهذا الحجم من حزب العدالة والتنمية يذكر كردستان في خطابه”.
 لكن لم يستطع أردوغان وحزبه خداع الشعب الكرديّ بهذه الخطابات الرنانة، فهو يدرك تماماً بأنّ هذا الحزب لا يعترف بكردستان ويعمل على القضاء عليها وطمس تاريخ وثقافة الشعب الكرديّ وأكبر مثال على ذلك هو تحفظ أردوغان على استخدام مصطلح كردستان العراق بل يسمّيها شمال العراق رغم العلاقات السياسيّة والاقتصاديّة والعسكريّة بين حكومة باشور كردستان “جنوب كردستان” وحزب العدالة والتنمية.
دور الكُرد… والتاريخ الدمويّ للعدالة والتنمية
البعض ذهب إلى القول إنّ ثمّة تحالفاً انتخابيّاً كان قائماً ما بين حزب الشعوب الديمقراطيّ وحزب الشعب الجمهوريّ، إلا أنّ القضية ليست كذلك بل هي مسألة تكتيكٍ انتخابيّ وضعَ نصبَ العينِ هزيمة الحزب الحاكم وتثبيتَ النتيجةِ السابقة إلى جانب خسارة المدن الكبرى. وقد تلقف صلاح الدين ديمرتاش الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطيّ رسالة القائد عبد الله أوجلان، وتبنّى خطة انتخابيّة عبر الدعوة إلى التصويت لأكرم إمام أوغلو، فيما جاءت تصريحات القياديّ في حزب العمال الكردستانيّ مراد قريلان في السياق نفسه الذي خاطب الكرد المسلمين المتدينين “أبناء شعبنا المسلمين المتدينين” وبذلك أكّد لهم أنّهم ضمن دائرة الاعتبار، ذلك لأنّ ماكينة أردوغان الإعلاميّة درجت على التلاعبِ بمشاعر المتدينين واستعطافهم والوصاية على أصواتهم، كما ذكّرهم بفظائع جرائم أردوغان وأعوانه في عفرين وآمد ونصيبين وجزيرة بوتان، وأنّ من يوافق على تلك الجرائم فليصوّت لـ بن علي يلدرم مرشح حزب العدالة والتنمية. وقد أدّت تلك التصريحات دوراً فاعلاً بتوجّه الناخب الكرديّ وبخاصةّ الذين قاطعوا الانتخابات السابقة والمؤيدين لحزب العدالة والتنمية للتصويت لصالح أكرم إمام أوغلو.
فبعد خسارة حزب العدالة والتنمية في بلدية إسطنبول وقبلها في بلديتي أنقرة وإزمير كبرى البلديات في تركيا لصالح حزب الشعب الجمهوريّ قد يؤدّي بالحزب الحاكم إلى حصول انشقاقات داخل حزب العدالة والتنمية والتي قد تكون من قبل أحمد داؤود أوغلو وعبد الله غول وعلي باباجان وتشكيل حزب جديد بعد قيام أردوغان بتهميش دورهم وسيطرته المطلقة على الحزب وتسخيره لخدمة سياساته. وبدء مرحلة التراجع والانهيار لحزب العدالة والتنمية حيث بدأ الحزب يفقد قاعدته الشعبيّة تدريجيّاً وذلك بالنظر إلى نتائج الانتخابات الرئاسيّة والبرلمانيّة والبلديات السابقة، وإذا استمر هذا التراجع بهذا الشكل سيؤدي بالحزب إلى الانهيار حتى قبل بدء انتخابات 2023. وبالمقابل بدء مرحلة عودة المعارضة إلى الواجهة السياسيّة لاستلام السلطة في تركيا في حال استطاعت هذه المعارضة توسيع قاعدتها الشعبيّة والاتفاق على رؤية موحدة تتمثل في بناء تركيا تعدديّة سياسيّة وديمقراطيّة تكفل حقوق جميع المكونات. وقد تؤثر هذه النتائج في فقدان أردوغان للمورد الماليّ الأساسيّ لدعم حزبه حزب العدالة والتنمية والذي كان يستغله على حساب تقديم الخدمات للبلديات “إسطنبول وأنقرة وإزمير”، وتقييد قدرة أردوغان في دعم التنظيمات الإرهابيّة في الخارج “كحركة الإخوان وتنظيم داعش وجبهة النصرة”.
الضربة القاصمة لظهر حكومة أردوغان
إذاً فإن انتخابات 2019 وخسارة حزب العدالة والتنمية لأهم البلديات في تركيا والتي كان يرتكز عليها، قد تكون بداية النهاية لأردوغان وحزبه في حال استطاع حزب الشعب الجمهوريّ استغلال تلك البلديات لتوسيع قاعدته الشعبيّة وتغيير سياسته خاصة تجاه الكرد، ولا ننسى أنَّ من يتولى زمام بلدية إسطنبول يضمنُ الفوز في الانتخابات البرلمانيّة كما جرت العادة، ولا يغيب عن البال أنّ الكرد أيضاً يشكلون قوة أساسيّة قادرة على قلب نتائج الانتخابات الرئاسيّة والبلديّة في المستقبل، ويمكن تفسير دور الكرد في هذه المرحلة كردِّ فعلٍ طبيعيّ نتيجة المخاطر التي تحدقُ بهم في التغيير الديمغرافيّ والتطهير العرقيّ وطمس الهوية الكرديّة التي كان ينتهجها أردوغان وحزبه العدالة والتنمية سواء في عفرين وآمد ونصيبين وجزرة بوتان أو أية مدينة كردية أخرى في عموم كردستان.
من إسطنبول بدأ صعود نجم أردوغان، ومنها يبدأ الأفول، وخلال مسيرته السياسيّة عمل على إنجاز جملة من التغييرات، لم تقتصر على رئاسة الحكومة والجمهورية بل على صياغة النظام السياسيّ وفق مقاييسه ليصبح نظام حكم الفرد ويحصر الصلاحيات الأساسيّة بيده ويجمع في شخصه صلاحيات رئيس الحكومة والجمهوريّة.
في إعادة انتخابات بلدية إسطنبول تم تثبيت النتيجة. والقضية لا تنحصر فيمن ترشح مقابل بني علي يلدريم رجل الحزب الحاكم، بل المسألة أوسع من ذلك، فقد قاد أردوغان بنفسه حملة الدعاية الانتخابيّة وتجاوز موقعه رئيساً لكلّ الأتراك ليكون داعية حزبيّ وكأنه يرى تركيا الدولة من منظور حزبيّ فقط، وبذلك جعل من انتخابات بلدية إسطنبول معركة مصيريّة. وبذلك كانت تلك الانتخابات بمقام الاستفتاء على مجمل النظام السياسيّ، وليكتشف حقيقة أنّ كلّ الجهود التي بذلها لأجل الاحتفاظ بها جهوداً استثنائيّة، وتهرب عبر إعادة الانتخاب من تصديق الهزيمة وأنّ العاصمة العثمانيّة التاريخيّة قد أفلتت من بين يديه. وأضحت القضية هزيمة واضحة لا لبس فيها لكامل المشروع السياسيّ الذي يمثله. وهذا ما ينذر ببداية التلاشي، ذلك لأنّ الخزان الانتخابيّ وأكبر الحواضر التركيّة قد أدلت بدلوها.
مصداق الأفول هو أردوغان نفسه إذ لطالما ردّد “إنّ من يخسر إسطنبول يخسر تركيا” وقاد البلاد بأسلوب لا يختلف عن أسلوب المؤسسة العسكريّة التي تمرد عليها وعلى تقاليدها الأتاتوركيّة العلمانيّة المستغرقة بالتغريب والانقطاع عن المشرق وإزاحة المقرّبين والشركاء في المشروع السياسيّ وأولهم صديقه عبد الله غول وكذلك أحمد داوود أوغلو واضع نظرية العمق الاستراتيجيّ.
النتيجة أسفرت أيضاً عن فشل في إدارة الانتخابات التي كانت لعبة أردوغان المفضّلة غذ كان يعمد إلى تزوير بيئة الانتخاب ودفع المواطنين إلى خيار اللا خيار وحصد الأصوات في صناديق الاقتراع بعد تجيير كل مؤسسات الإعلام والأمن والتضييق على معارضيه والإيحاء بأنّ البديل هو الفوضى، وأعمى عيون الأتراك بإنجازات الاقتصاد في البداية حتى أفاقوا يوماً على مشاكلَ ماليّةٍ وهزّاتٍ اقتصاديّةٍ متتاليةٍ. ولعبة التذاكي لن تستمر طويلاً والتذبذب بين قطبيّ العالم لن يُكتب له النجاح.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle