امرأة تتبنى يتيم من دار عالم الطفولة للأيتام

تقرير/ إيفا ابراهيم –

روناهي/ قامشلو- من أجل رعاية الأيتام وتنشئتهم تنشئة صالحة، وليتلقوا الرعاية التي حُرِموا منها بفقدانهم لذويهم لكي يصبحوا فعاليين في مجتمعهم، كان من الضروري فتح داراً للأيتام لاحتضانهم، وأيضاً لاستيعاب الأطفال الذين يعانون من سوء المعاملة في منازلهم.

افتتحت هيئة المرأة في إقليم الجزيرة دار “عالم الطفولة” للأيتام في رميلان بتاريخ 12/5/2015م، وهو مركز مخصص للأطفال القاصرين فاقدين الأب والأم، أو الذين يعانون من مشاكل أسرية وسوء المعاملة.

حيث افتتح هذا الدار لرعاية الأطفال وإكسابهم العادات الحسنة والصفات المُثلى وغرس القيم الوطنية في نفوسهم، لكي لا يتشردوا ويكتسبوا العادات السيئة ويصبحوا مصدر أذىً لمجتمعهم، بل ليصبحوا أعضاء فعالين ضمن المجتمع ليفيدوا ويستفيدوا.

ويذكر بأن هذا الدار يؤمن كل الاحتياجات للأيتام من مأوى وملبس والرعاية الصحية مجاناً، والفحص الدوري وصرف الأدوية وكذلك التعليم في مرحلة التعليم الأساسي، والمشاركة في جميع النشاطات الخاصة بالطفولة بشكلٍ عام.

كل زواج يبقى ناقصاً بعدم وجود ثمرة لهذا الزواج، ولكن الكثير منهم لا يوفقون إما لمرض ما أو لإصابة أحدهما بالعقم، وبالرغم من أن الاختيار الأول والأخير في البقاء في هذه العلاقة يعود للطرفين، إلا أن الحياة يجب أن لا تنتهي عند مشكلة عدم الإنجاب، فهناك أطفالاً كثر بحاجة إلى الحب والرعاية، وهم بحاجة لعائلة تضمهم، وتعتبرهم أبنائها، فالأبوة والأمومة ليس فقط في إنجاب الأطفال ولكن في رعايتهم وتربيتهم.

فكان دار عالم الطفولة خطوة إيجابية ومميزة لتدارك العجز الذي يشعر به بعض الأزواج في عدم قدرتهم على الإنجاب، وأصبح هذا الدار درباً للم شمل ذاك الطفل الذي بحاجة لأسرة تحتويه وتحتضنه، والزوجان اللذان يحلمان بطفلٍ يعانقانه لتصبح أسرتهم متكاملة.

ومن بين تلك الأسر قصة المواطنة (س.ح)، ذات 42عاماً، والتي مرَّ على زواجها سنوات عدة ولم تنجب أطفالاً، وقد حدثتنا قائلةً: “عانيت كثيراً بالذهاب إلى عدة مدن في البلاد لتلقي العلاج بخصوص الإنجاب لكنني فقدت الأمل حين لم أحظ بأي نتيجة، وواجهت صعوبات عديدة من عدم تقبل المجتمع ـ كوننا نعيش في مجتمع شرقي ـ لي بسبب عجزي عن إنجاب طفل حيث شعرت بالنقص الشديد لهذا قررنا أن نتبنى طفلاً خاصةً بعد سماعنا بوجود دار يُعنى بالأيتام (دار عالم الطفولة)”.

وتابعت (س. ح)، بأنها كانت قد سمعت العديد من القصص حول تبني الكثير من الأزواج أطفالاً عبر هذا الدار، وأضافت بأنهم ذهبوا إلى الدار بعد مرورهم بهيئة المرأة لحصولهم على الموافقة لتبني طفل، وبعد فترة من التسجيل تلقوا اتصالاً هاتفياً منهم لاستلامهم الطفل.

واختتمت ( س. ح ) حديثها قائلةً: “لا أعلم كيف أصف شعوري، فأنها لفرحة كبرى في أن أصبح أم بعد الحرمان من الإنجاب لسنوات”.

وننوه بأن هنالك بعض من الشروط عند تبني طفل من دار عالم الطفولة وهي: أن يكون قد مر على الزواج 15 عاماً، لم ينجبا فيه طفلاً بحيث يجلب الزوجان تقريراً طبياً يصف وضعهما من ناحية الإنجاب، وكذلك تسجيل الطفل المتبني ضمن دفتر العائلة، وضمان كافة حقوقه كفرد من الأسرة كحقوقه في الميراث، وتقدير وضعهم المادي بحيث يكونا قادرين على رعاية هذا الطفل رعاية مناسبة.