اليرقان وأمراض موسمية أخرى تنتشر بين الأطفال.. فما التدابير الوقائية وما العلاج؟

قامشلو/ سيدار رشيد ـ

من المعروف أنه في فصل الشتاء تنتشر الأوبئة والأمراض الفيروسية، التي تصيب الفئات العمرية والأطفال على وجه التحديد، نتيجة لتقلبات الطقس وانخفاض درجات الحرارة في هذا الفصل من السنة.

تنتشر الأمراض الموسمية بسهولة، وخاصة بين الأطفال، وتنتقل عدواها بسرعة في الأماكن المزدحمة، بما فيها المدارس ودور التمريض، فعندما يسعل الشخص المصاب بالعدوى، أو يعطس، ينتشر الرذاذ الحاوي للفيروسات (الرذاذ المعدي) في الهواء، ويمكن أن يصيب الأشخاص الموجودين على مقربة منه، كما ويمكن أن ينتشر الفيروس أيضاً عن طريق الأيدي الملوثة بالفيروسات.

الأمراض الموسمية للأطفال وبعض النصائح الوقائية

تزداد الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والحساسية لدى الأطفال والكبار خلال فصل الشتاء، ولكن ضعف مناعة الأطفال تجعلهم أكثر عرضة للمرض، وفي هذا الصدد أجرت صحيفتنا “روناهي” مقابلة مع الطبيب المختص بالطب العام والأطفال “هاكوب قرنفليان“، والذي أكد بأن أغلب الأمراض الموسمية تنتشر نتيجةً لعدوى فيروسية ولا تحتاج إلى العلاج بالمضادات الحيوية، ولذلك، فإن الوقاية من هذه الأمراض هي أولى خطوات العلاج السليم.

وقدم قرنفليان، بعض النصائح البسيطة، التي تقي بشكل كبير هذه الأمراض، ومنها الحرص على تقديم الطعام الصحي الغني بالفاكهة والخضراوات، وكذلك شرب القدر الكافي من الماء خلال اليوم، كما وشدد على الاهتمام بتهوية المنازل للحد من انتشار هذه الأمراض بين الأطفال.

ونوه بتجنب تعرض الأطفال وخاصة مرضى “الحساسية الصدرية” للتدخين والأتربة: “من الضروري تعليم الأطفال الطريقة السليمة لغسل الأيدي باستمرار خلال اليوم، وخاصة بعد العطس والسعال وقبل تناول الطعام”.

كما ونصح أخصائي الطب العام والأطفال “هاكوب قرنفليان”، في ختام حديثه، بالحرص على تلقي التطعيمات الإلزامية، وكذلك تطعيم الأنفلونزا الموسمية أول فصل الشتاء من كل عام، حيث إنه يساعد بشكل كبير على تقليل فرص الإصابة بالأنفلونزا الموسمية.

اليرقان “أبو صفار”

وبالإضافة إلى الأمراض الموسمية المعتادة في فصل الشتاء من كل عام، نرى وبشكل ملحوظ، انتشار مرض اليرقان “أبو صفار”، بين الأطفال بشكل عام، وبين تلاميذ المدارس بشكل خاص هذا العام، ولمعرفة تفاصيل أكثر حول هذا المرض وأسباب إصابة الأطفال به، والنصائح اللازمة للوقاية منه، أجرينا لقاء مع أخصائية طب الأطفال “جيهان شاهين“، والتي عرفت اليرقان، بأنه عبارة عن مصطلح يستخدم لوصف اللون الأصفر للجلد، وبياض العينين والسوائل الموجودة في الجسم، منوهة، بأن لون الجلد وبياض العينين يختلف من شخص لآخر لاختلاف مستويات البيليروبين، حيث أن المستويات العالية تؤدي إلى تغير اللون إلى الأصفر، بينما المستويات العالية جدًا تؤدي لظهور اللون البني.

وأكدت، بأن الإصابة بمرض اليرقان يشير إلى وجود مشكلة في الكبد، أو القناة الصفراوية، كما أنه قد يحدث لجميع الأشخاص من جميع الأعمار، وقد يصيب 60% من حديثي الولادة أيضًا.

اليرقان أعراضه وأسبابه والإجراءات الوقائية منه

وعند السؤال عن أسباب الإصابة باليرقان، قالت جيهان: “غالبًا ما يدل اليرقان على وجود مشكلة في الكبد، حيث أنه يحدث بسبب عدم قدرة الجسم على معالجة البيليروبين بشكل صحيح”.

وتابعت: “والبيليروبين هي فضلات صفراء اللون تبقى في الدم بعد إزالة الحديد من الدم، ويقوم الكبد بتصفية الدم من هذه الفضلات لكن عند وصول البيليروبين إلى الكبد تلتصق مواد أخرى به فيسمى البيليروبين المترافق، ويدخل البيليروبين المترافق إلى الصفراء ثم يخرج من الجسم”، مضيفةً: “ولكن عند ارتفاع مستويات البيليروبين في الجسم يُمنع الكبد من التخلص منها؛ ما يؤدي إلى ترسبها في الأنسجة القريبة، وفي هذه الحالة يطلق عليها اسم فرط بيليروبين الدم”.

وعن الأعراض الشائعة لمرض اليرقان، أكدت جيهان، بأن أبرز أعراضها، “التعب، ألم في البطن، فقدان الوزن، الإقياء والغثيان، الحمى، وتغير لون البول إلى اللون الداكن”.

ونوهت جيهان إلى أن لمرض اليرقان ثلاثة أنواع رئيسية، وهي: “اليرقان في الخلايا الكبدية، اليرقان الانحلالي، واليرقان الانسدادي”.

وللوقاية من مرض اليرقان “أبو صفار”، نصحت جيهان، بشرب كمياتٍ كافيةٍ من السوائل، والحفاظ على ترطيب الجسم، والحصول على قسط كافٍ من الراحة، والإكثار من تناول الأطعمة المقوية للمناعة كـ “العسل والتمر”.

 وعن كيفية العلاج من مرض اليرقان، نوهت الطبيبة المختصة بطب الأطفال “جيهان شاهين”، مختتمة حديثها، بزيارة الطبيب واستشارته في حال تفاقم الأعراض، أو ظهور أعراض جديدة، والالتزام بالحميات الغذائيّة والعلاج الموصوف من قبل الطبيب.