سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الولايات المتحدة بين فرية الدم ودم غزة

حميد المنصوري (كاتب ومحلل سياسي)_

الكثير منا يعلم بأن الدعم الأمريكي لإسرائيل منذ نشأتها نابع من دوافع عدة منها البُعد الديني في نظرية تقوقع اليهود في فلسطين المشروطة لعودة المسيح، كما أن هناك دوافع تندرج تحت البُعد السياسي المتعلقة بخروج اليهود من أوروبا نحو فلسطين، وتكوين إسرائيل كقاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، إلى جانب العديد من الأسباب الداعمة من جماعات اللوبي – الضغط وأصحاب رؤوس الأموال والشركات في الدول الغربية الداعمين لإسرائيل، وغيرها كالسيطرة على أهم القنوات والصحف الغربية. رغم كل ذلك من المساندة الأمريكية لإسرائيل، إلا أن الوضع الراهن في عملية طوفان الأقصى جعل واشنطن النصيرة والمؤازرة للديمقراطية وراعية رايات قانون التدخّل الإنساني حول العالم تسقط وتتلطخ في بحر من دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين في غزة.
يسجل التاريخ الدعم اللامحدود من واشنطن لقيام إسرائيل بالأموال والأسلحة واستخدام الفيتو وغيرها كاستمرار تفوقها العسكري في منطقة الشرق الأوسط والصمت عن تحولها إلى دولة نووية وتجاهل عملية السلام والاستمرار في تقويض مساحة الضفة الغربية عبر بناء المزيد من المستوطنات. وفي سجلات التاريخ نجد بأن إسرائيل قامت في فترة حرب 1967 “كما تُعرف بالنكسة” بمهاجمة وقصف سفينة أمريكية في البحر المتوسط، وقتلت وجرحت الكثير، وكان ذلك في الثامن من يونيو حزيران 1967، وحدثت هذه الواقعة الشهيرة “سفينة ليبرتي US Liberty” عبر هجوم كان متعمداً من دولة صديقة، حيث السفينة ليبرتي كانت ترفع علم الولايات المتحدة ومهمتها التجسس، وتعرضت للقصف بنيران ليس دولة صديقة وحسب بل بطائرات أمريكية الصنع، ولم تكتفي إسرائيل بفتح النار على السفينة وركابها، بل تجاوز الأمر حيث قُتل وجُرح الكثير من طاقمها، ووصل الهجوم الإسرائيلي على سفينة ليبرتي إلى إطلاق وتصويب النيران نحو قوارب النجاة حينما كان بعض أفراد الطاقم يحاولون الهروب من الغرق المُحقق، ومن الأهمية ذِكر بأن قصف قوارب النجاة يعارض القانون الدولي الإنساني.
وكانت دوافع إسرائيل نابعة من غرور النصر في الحرب، كما أنها كانت لا تُريد من واشنطن منعها من ضم أراضي عربيّة كبيرة من مصر وسوريا والأردن وفلسطين، حيث سبق وأن أعلمت إسرائيل واشنطن بأن هذه الحرب ستكون محدودة، ولقد واجه الرئيس الأمريكي آنذاك جونسون قوة يهودية متعددة من الضغط عليه إعلاميًا من قبل اللوبي الصهيوني في مسار الحرب الأمريكية الفيتنامية، علاوةً على ذلك، تعرّض الرئيس الأمريكي لتهديد بأن آثار مقتل وجرح الكثير من طاقم السفينة للرأي العام الأمريكي سوف يُقدم صورة من معاداة السامية، عبر ما يُعرف بقضية “فرية الدم” التي ترتبط بأسطورة في العصور الوسطى بتقديم دماء الأطفال المسيحيين في طقوس يهودية، ومن مسألة التهديد برفع أصوات المناهضة للحرب الأمريكية الفيتنامية ومسألة فرية الدم، خضع الرئيس الأمريكي والإدارة الأمريكية السياسية والأمنية للضغط الإسرائيلي واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة حيث لم تُثَر قضية السفينة وقصفها المتعمد من نيران دولة صديقة.
فيما خاف جونسون من التهديد الصهيوني له بأنه إذا نُشرت حقيقة حادثة السفينة ليبرتي للرأي الأمريكي سيتم اتهامه بمعاداة السامية واستخدام قصة “فرية الدم” ضد اليهود، واليوم، ها هو دم الطفل الفلسطيني في أعقاب عملية طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة يُهدد مصداقية الديمقراطية والعدالة الأمريكية بسبب انحيازها لإسرائيل عبر مدها بالأسلحة ودعمها سياسيًا وقانونيًا، فقد استخدمت واشنطن مؤخراً حق الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع وقف إطلاق النار في غزة كانت الإمارات تقدمت به، وإذا كانت فرية الدم أسطورة أو ادعاءات كاذبة فقتل ودماء الأطفال والنساء والمدنيين في غزة حقيقة مصوّرة جعلت العالم وشعوبهِ تقف أمام مجزرة القرن، فالمذبحة تجاوزت كل محددات القانون الدولي الإنساني في الحرب وخاصةً في مسألة تحريم استهداف المدنيين واستخدام القوة المفرطة المدمّرة، فدم الطفل الفلسطيني في غزة أصبح سيلاً ونهراً جارفاً لكل مزاعم واشنطن بأنها راعية الليبرالية والديمقراطية وحقوق الإنسان حول العالم، قطعًا، لم تكن لإسرائيل والمتطرفين الصهاينة فعل كل ذلك الدمار والقتل في غزة بدون الدعم الأمريكي، لذا أيادي واشنطن مُلطخة بتلك الدماء الطاهرة.
وعلى جانب آخر خطير، بينما تسعى إسرائيل في حربها على غزة إلى تهجير أهلها نحو سيناء في مصر، لتبدأ بتهجير أهل الضفة الغربية إلى الأردن في وقتٍ لاحق، وافقت واشنطن على تزويد المستوطنين الصهاينة في الضفة الغربية بالأسلحة النارية، وذلك في ادعاء وزير الأمن القومي الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير بأن ذلك للحماية الشخصية للمستوطنين، وهذا الأمر يُعدُّ مؤشراً على إمكانية أن يحدث قتال في الضفة الغربية بين الفلسطينيين والصهاينة إلى جانب الحرب المستمرة على غزة، فبناء المستوطنات في الضفة مزق الضفة الغربية جغرافيًا وجعلها على حافة الصدام المسلح بسبب التغيير الديموغرافي.
مما لا شك فيه، فعبر فرية الدم ومعاداة السامية، استطاعت إسرائيل إغراق واشنطن في مستنقعٍ كبير من العار، فقد شوهت صورة الليبرالية والعدالة الغربية، وكأن زعيمة الليبرالية الغربية تمشي في مسار تأييد خطاب نتنياهو المتطرف، والذي استخدم فيه جملاً من العهد القديم حول قصة القتال مع العماليق، وهي نصوص متطرفة في القتل والإبادة لكل طفل وامرأة وإنسان منسوبةً إلى الله زوراً. ليس هناك جدل بأن إسرائيل في قتلها لأطفال غزة والمدنيين وضعت تصورات مستقبلية لعلها بدأت تتكشف مع وقف الأردن الاستمرار في الاتفاق والمشروع مع إسرائيل بتزودها بالطاقة الشمسية مقابل تزويد إسرائيل لها بالماء، فليس مشروع طريق التجارة من الهند إلى الخليج ثم الأردن وأخيراً إسرائيل ثم إلى أوروبا بمنأى عن الفشل، ولعل تل أبيب كانت الكاسب الأكبر في دور التجارة بين الهند والخليج وأوروبا، إلا أن اتضاح صورة إسرائيل كدولة دينية متطرفة ومحاربة فرض إقامة دولة فلسطينية والاستمرار في بناء المستوطنات، لن يساعد على نجاح هذا المشروع المرتبط بالسلام، وثمة حقيقة لابد من إدراكها وهي واضحة كل الوضوح، حيث الهند قد تشهد حربًا أهلية تمتد إلى أن تصبح إقليمية بسبب عنصرية الحزب الحاكم فيها بهاراتيا جاناتا الهندوسي المتطرف والمؤيد للصهاينة، والذي لا يرى في الهنود المسلمين جزءًا من الشعب الهندي المتعدد الأعراق والثقافات، علماً بأن مظاهر العنصرية في أعلى دراجاتها مع نسبة الجريمة الجنائية.
واشنطن بين فرية الدعم ودماء غزة مازالت مستمرة في دعم إسرائيل دون تحقيق الدولة الفلسطينية بجوار إسرائيل، الأمر الذي سيجعل منطقة الشرق الأوسط في المستقبل حاملةً للصراعات والحروب والفقر والأعمال الإرهابية، وبهذا الوضع الأمريكي الإسرائيلي سيفرش نظام إيران سجادة كونها أصبحت دولة نووية مسيطرة على لعبة المصالح في الشرق الأوسط والخليج في المدى القريب، بل أمست تمتلك نفوذًا كبيراً على البحر الأحمر حيث نشاهد سعي أحد أذرع إيران وهو أنصار الله “الحوثيين” إلى كسب الشرعية السياسية الداخلية والفعالية الإقليمية والدولية في مهاجمة السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب، وأخيراً ومن باب الاستشراف والتساؤل هل الولايات المتحدة والمنظومة الغربية الليبرالية ستنكمش خاسرةً لبريقها ونفوذها في مناطق كثيرة ومجتمعات عديدة في العالم بما في ذلك المجتمعات الغربية نفسها بسبب معادلة فرية الدم ودم غزة؟..
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle