الهربس النطاقي الأذني

د. نديم فؤاد عثمان_

---

الهربس النطاقي الأذني: هو عبارة عن عدوى الهربس الفيروسية، التي تصيب الأعصاب، التي توجد في الوجه بالقرب من منطقة الأذن، وتأتي أعراض هذا المرض على هيئة طفح جلدي، وآلام شديدة في مناطق متفرقة من الوجه، وينتج هذا المرض عن إعادة تنشيط الفيروس الحماقي النطاقي، والذي يسبب الحماق، أو جدري الماء، حيث أنه في الإصابة الأولى، يقوم هذا الفيروس بالتواجد في الجذور العصبية، وقد ينشط مرة أخرى مستقبلاً، وينتقل في الخلايا العصبية؛ لكي يصل إلى الجلد مسببا الآلام والأعراض.

عندما ينشط الفيروس النطاقي مرة أخرى، فإنه يحدث مرض الهربس النطاقي الأذني، ويسبب بعض الأعراض، نتيجة وجوده في العصبين القحفيين السابع، والثامن.

العصب السابع له دور في التحكم في عضلات الوجه، أما العصب الثامن، فله دور هام في عملية السمع، والتوازن نتيجة ارتباطه بالأذن الداخلية.

ينشط الفيروس مرة أخرى؛ بسبب ضعف مناعة الجسم، وذلك في حال الأمراض المزمنة مثل: مرض السكري، والإيدز، وغيرها، من الحالات الأخرى، التي يعاني فيها المريض من ضعف مناعة الجسم، وفي أغلب الأحيان، يكتسب المريض مناعة دائمة من الإصابة بهذا المرض مرة أخرى، إلا إذا حدث ضعف في المناعة الطبيعية للجسم.

أعراض الهربس النطاقي الأذني

ـ ألم شديد في منطقة الأذن مع ظهور فقاعات، أو بثرات حول الأذن.

ـ قد يحدث فقدان سمع عصبي في بعض الحالات، وللأسف، يستمر هذا الفقد السمعي للأبد.

ـ الغثيان، والدوار الحركي الموضعي في بعض الحالات.

ـ الأعراض التي ترتبط بشلل العصب السابع، مثل: عدم قدرة المريض على الابتسامة، وغلق العينين، وغيرها من الأعراض التي ترتبط بهذا العصب.

ـ قد يفقد المريض حالة التذوق.

هذه هي أهم الأعراض، والعلامات، التي تظهر على المريض المصاب بهذا المرض.

علاج الهربس النطاقي الأذني

ـ العلاج التدعيمي، الذي يتمثل في استخدام مسكنات الألم والمضادات الحيوية في حالة ظهور عدوى بكتيرية.

ـ استخدام الأدوية المضادة للفيروسات، والتي أثبتت فعالية كبيرة عند استخدامها بشكل مبكر.

ـ استخدام الستيرويدات، والتي تقوم بدور كبير في تسكين الألم ومنع حدوث المضاعفات، واستعادة وظيفة العصب السابع.

هذه هي طرق علاج الهربس النطاقي الأذني، ويتم استخدام هذا العلاج في الحوامل أيضاً مع مراعاة ضبط الجرعة من قبل طبيب النساء والتوليد.

يتساءل الكثير من الناس: هل الهربس النطاقي معدي؟ والجواب، نعم، المرض معدي بالفعل، حيث أن الفقاعات الموجودة على الوجه معدية، إذا اتصل معها، أو لمسها شخص آخر، ولكن العدوى هنا، لا تسبب مرض الهربس النطاقي الأذني، وإنما تحتوي تلك الفقاعات على فيروس (varicella zoster) الذي يسبب مرض الجدري، وفيما بعد قد يُصاب هذا المريض بالهربس النطاقي الأذني، إذا قلت مناعته، ونشط الفيروس مرة أخرى كما وضحنا.

في النهاية أود أن أنصح الأشخاص الذين تعرضوا للإصابة بمرض الجدري في الصغر، بأخذ التطعيم الخاص بالفاريسيللا خاصة بالنسبة لكبار السن، المؤهلين الأكثر للتعرض للإصابة ببعض المضاعفات الخطيرة.