النخالة الوردية

د. جورج لحدو_

---

النخالة الوردية، هي مرض جلدي حاد، وشائع يُصيب الأطفال والشباب بشكل أساس، فهي طفح جلدي يظهر عادةً على الجذع أو الذراعين، أو الفخذين أو الرقبة، وقد يبدو مظهرها أسوأ، مما هي عليه بالفعل، لكنها شائعة وسهلة العلاج إلى حدٍ ما.

يؤثر بشكل عام على الأطفال والمراهقين والبالغين في العشرينات من العمر، على الرغم من أنه يمكن أن يظهر على الأشخاص في أي عمر، كما قد يؤثر عليك أيضًا، إذا كنتِ حاملًا.

إنه ليس معديًا، ولا يترك آثارًا أو ندوبًا بعد أن يلتئم عند معظم الناس.

أعراض النخالة الوردية

1ـ الشعور بتوعك:

يشعر بعض الناس بتوعك لبضعة أيام قبل أن يصابوا بالطفح الجلدي، مع أعراض، مثل: الصداع، وارتفاع درجة الحرارة، وآلام المفاصل.

2ـ ظهور لَطْخَة نَذيرَة:

وهي بقعة بيضاوية وردية، أو حمراء من الجلد المتقشر تظهر عادةً قبل يومين على الأقل، من ظهور طفح جلدي أكثر انتشارًا، حيث يتراوح حجمها من اثنين إلى عشرة سنتيمترات، ويمكن أن تظهر على بطنك، أو صدرك، أو ظهرك، أو رقبتك، وغالبًا تظهر على وجهك، أو فروة رأسك، أو بالقرب من أعضائك التناسلية.

3ـ طفح جلدي منتشر:

بمرور أسبوعين بعد ظهور البقعة الأولية، يتطور طفح جلدي أكثر انتشارًا، والذي قد يستمر في الانتشار على مدار الأسبوعين التاليين إلى ستة أسابيع، وهذا الطفح الجلدي، هو بقع صغيرة متقشرة ومرتفعة، يتراوح حجمها عادةً حتى 1.5 سنتيمتر.

يُصاب معظم الناس بالعديد من البقع على صدورهم وظهورهم وبطنهم، وعنقهم وأعلى الذراعين، وأعلى الفخذين، أما الوجه فلا يتأثر عادةً، فالطفح الجلدي ليس مؤلمًا، ولكن يمكن أن يسبب الحكة.

في الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، عادةً تكون البقع حمراء وردية، أما في الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، يمكن أن تكون البقع رمادية، أو بنية داكنة، أو سوداء في بعض الأحيان.

وعادةً يستمر كل من البقعة الأولية، والطفح الجلدي لمدة اثنين إلى اثني عشر أسبوعًا، على الرغم من أنه يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى خمسة أشهر، وبعد زوال الطفح الجلدي، قد يكون لديك بعض المناطق الداكنة، أو الفاتحة من الجلد، والتي يجب أن تعود هذه إلى طبيعتها في غضون بضعة أشهر، ولن تترك ندبات دائمة.

4ـ أعراض أخرى:

ـ صداع الرأس.

ـ التهاب الحلق.

ـ غثيان.

ـ انسداد الأنف.

ـ حمى.

5ـ أعراض تستوجب زيارة الطبيب:

راجع طبيبك، إذا كنت تعاني من طفح جلدي غير معروف السبب، حيث سيكون قادرًا عادةً على تأكيد، ما إذا كانت الإصابة هي النخالية الوردية، أم حالة جلدية أخرى، مثل: الأكزيما، أو الصدفية، أو القوباء الحلقية.

وإذا كان الطبيب العام غير متأكد، فقد يحيلك إلى أخصائي الجلد.

أسباب وعوامل خطر النخالة الوردية

1ـ أسباب الإصابة بالنخالة الوردية:

أسباب الإصابة بالنخالة الوردية غير معروفة، لكن من الممكن أن الطفح الجلدي يكون ناتجًا عن عدوى فيروسية، وخاصةً عن طريق سلالات معينة من فيروس الهربس، ولكنها لا تتعلق بفيروس الهربس، الذي يسبب تقرحات البرد، ولا يُعتقد أن النخالية الوردية معدية، حيث لا يمكن أن تنتقل إلى أشخاص آخرين من خلال الاتصال الجسدي.

2ـ عوامل خطر الإصابة بالنخالة الوردية:

إن أي شخص معرض للإصابة بالنخالة الوردية، لكن قد يزيد خطر الإصابة لدى:

الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 -35 عامًا.

النساء الحوامل، لذا إذا كنت حاملًا فتأكدي من إخبار مقدم الرعاية الصحية الخاص بك، عن الطفح الجلدي.

مضاعفات النخالة الوردية

ـ حكة شديدة.

ـ ظهور بقع بنية دائمة بعد التئام الطفح الجلدي على البشرة الداكنة.

ـ الإجهاض، أو الولادة المبكرة عند الإصابة بالمرض في حال الحمل.

تشخيص النخالة الوردية

1ـ فحص كشط الجلد:

يقوم مقدم الرعاية الصحية بكشط الجزء العلوي من بشرتك، بأداة صغيرة، ويتم فحص النسيج المخدوش بالمجهر، حيث يمكن أن يوضح هذا، ما إذا كان الطفح الجلدي ناتجًا عن عدوى، يتم إجراء هذا الاختبار أيضًا، لأن الطفح الجلدي يمكن أن يشبه إلى حد كبير العدوى الفطرية.

2ـ فحص خزعة الجلد:

يتم قطع قطعة صغيرة من الجلد، وإزالتها وإرسالها إلى المختبر، كما يتم فحص الجلد بحثًا عن أنواع أخرى من المشاكل، التي قد تسبب الطفح الجلدي.

3ـ تحاليل الدم:

يتم إجراء ذلك؛ للتحقق من وجود عدوى ومشاكل أخرى.

علاج النخالة الوردية

سيعتمد العلاج على أعراضك، وعمرك، وصحتك العامة وعلى مدى خطورة الحالة، حيث يجب أن يختفي الطفح الجلدي دون علاج، ولكن قد يستغرق الأمر من شهر إلى ثلاثة أشهر، أو أكثر وبمجرد أن يختفي الطفح الجلدي، لا يعود مرة أخرى.

1ـ علاج الحالات الشائعة:

ـ كريم أو مرهم كورتيكوستيرويد:

يمكنك وضع هذا الدواء على الطفح الجلدي من اثنين إلى ثلاثة مرات في اليوم، لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع، فقد يساعد هذا في الحكة، لكنه لن يجعل الطفح الجلدي يختفي على الأرجح.

ـ غسول كالامين،

هذا غسول مائي وردي، يمكن أن يساعد في وقف الحكة.

ـ مضادات الهيستامين:

يمكن أن يساعد هذا الدواء في تقليل الحكة، حيث يمكنك وضعه على الجلد ككريم، أو تناوله عن طريق الفم كحبوب.

اسأل مقدم الرعاية الصحية الخاص بك، عن غسول أو كريم آخر مضاد للحكة، يمكن أن يساعد في تخفيف الحكة، فقد يصفون دواءً أقوى، إذا لم يساعدك الدواء، الذي لا يحتاج إلى وصفة طبية.

2ـ علاج الحالات الشديدة:

لم يتم إثبات فعالية أي علاج بشكل موثوق، ولكن إذا كانت لديك أعراض شديدة، فقد يحاول مقدم الرعاية الصحية الخاص بك علاجك بأي مما يأتي:

بريدنيزون: هذا دواء الستيرويد يؤخذ عن طريق الفم، يمكن أن يساعد في تخفيف الحكة الشديدة، إذا لزم الأمر.

الأسيكلوفير: هذا نوع من الأدوية المضادة للفيروسات، قد يساعد في اختفاء الطفح الجلدي مبكرًا عند بعض الأشخاص، إذا كان الطفح الجلدي ناتجًا عن فيروس.

العلاج بالضوء فوق البنفسجي: يمكن أن يساعد تعريض الجلد للأشعة فوق البنفسجية في الأسبوع الأول، في تقليل الأعراض.

تحدث مع مقدمي الرعاية الصحية، حول المخاطر، والفوائد والآثار الجانبية المحتملة لجميع العلاجات