الشدادي/ حسام الدخيل ـ
طالب أهالي ريف الشدادي التابعة لجنوب الحسكة، بلدية الشعب في الشدادي، تشديد الرقابة على الصهاريج، التي تزود الأهالي بمياه الشرب، وحثهم على الالتزام بقواعد السلامة من خلال جلب المياه من مصادر نظيفة وآمنة، بالإضافة إلى تعقيمها للحد من تفشي وباء الكوليرا في المنطقة.
يعتمد أهالي الشدادي وريفها على الصهاريج المتنقلة في تزويدهم بالمياه الصالحة للشرب، بعد خروج شبكات المياه في المدينة عن الخدمة؛ نتيجة عمليات الشغب التي دارت في المنطقة في ظل انتشار وباء الكوليرا، وتسجيل عدة إصابات في شمال وشرق سوريا.
وبهذا الصدد تحدث لصحيفتنا “روناهي” المواطن “محمد المخلف” من ريف الشدادي: “نحصل على مياه الشرب عبر الصهاريج، سواءً التابعة للبلدية ضمن عقود رسمية أو الصهاريج، التي تبيع المياه بالسعر الحر، ويبلغ ثمن المتر الواحد الموزع عن طريق الصهاريج التابعة للبلدية بمبلغ 7500 ليرة سورية، أما عن طريق الصهاريج، التي تبيع بالسعر الحر فيبلغ ثمن المتر قرابة الـ 12000 ليرة”.
وتابع: “مشكلة نظافة المياه ومدى صلاحيتها، ليست بالجديدة على المنطقة، فمنذ فترة طويلة تعاني المنطقة من عدم معرفة مصادر المياه الموزعة عبر الصهاريج، وغالبية الأحيان يصاب العوائل بأمراض في الجهاز الهضمي والتهاب الأمعاء؛ نتيجة شرب مياه ملوثة وغير صالحة”.
وأضاف أيضاً: “نلاحظ أحياناً لون المياه عند التعبئة من الصهاريج يميل إلى الاصفرار، بالإضافة إلى تغيير طعم المياه، وهذا الأمر يكون له عدة أسباب أما مصدر المياه غير نظيف، أو أن الصهريج يعاني من الصدأ، وينحل هذا الصدأ في المياه، بعد تعبئة الصهريج، وهذا يعود إلى إهمال السائق وعدم اهتمامه بنظافة صهريجه؛ ما يؤثر سلباً على صحة الأهالي”.
وناشد المخلف المسؤولين في بلدية الشدادي بضرورة تشديد الرقابة على الصهاريج والحرص على سلامة ونظافة المياه، وخصوصاً في ظل ظروف انتشار وباء الكوليرا.
مشروع استجرار مياه الفرات
وكانت الحكومة السورية قد أنجزت في العام 2008، مشروع استجرار مياه الفرات، بالإضافة إلى إنشاء محطة توزيع مياه الـ 47، وتزويد مدينة الشدادي وريفها بشبكة مياه، إلا أن هذا المشروع خرج عن الخدمة مع بداية الأزمة السورية، وتعرضت محطات الضخ وشبكات المياه للتخريب نتيجة المعارك، التي دارت في المنطقة.
وعادت الإدارة الذاتية في مطلع العام 2021، إلى إعادة العمل في مشروع استجرار مياه الفرات، حيث قامت بإعادة تأهيل خطوط نقل المياه وإعادة صيانة محطات الضخ، وكان من المفترض، إن المشروع يخدم مناطق ريف الحسكة الجنوبي، إلا أن إلى هذه اللحظة لم تستفد المنطقة من المشروع نهائياً، على الرغم من انتهاء العمل به منذ فترة طويلة.
وبدوره قال إداري قسم المياه في بلدية الشدادي “خضر الخيري” لصحيفتنا: “يوجد في الشدادي محطتان لتحليل وتنقية مياه (محطة الجبسة -محطة الصناعة)، ويخصص لهن خمسة صهاريج من البلدية مسؤولة عن توزيع المياه بأحياء مدينة الشدادي فقط، وتعد هذه المياه نظيفة ومعقمة”.
أما بخصوص القرى بريف الشدادي، أشار الخيري إلى أن هناك عدة صهاريج بعقود مدنية تنقل من آبار تابعة لبلدية الحسكة، حيث قامت بلدية الحسكة بتخصيص بئر لتزويد ريف الحسكة الجنوبي بالمياه (الشدادي، مركدة والعريشة).
أما فيما يتعلق بتعقيم المياه الخاصة بالصهاريج أكد الخيري: “هناك منظمات تقوم بالتنسيق مع بلدية الشدادي بتعقيم المياه عن طريق وضع مواد معقة داخل الصهاريج، التي تنقل المياه.”
وكانت قد أعلنت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لمناطق شمال شرق سوريا، في العاشر من شهر أيلول المنصرم عن وفاة ثلاثة أشخاص بمرض الكوليرا، والتي أكدت عبر منشور على صفحتها الرسمية على الفيسبوك، أن المرض يتفشى بسرعة فائقة في ريفي الرقة ودير الزور المحاذية لنهر الفرات.
كما ناشدت هيئة الصحة المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية لضرورة التدخل الفوري لإيقاف نزيف الأرواح، وخصوصاً إن المرض في تفشٍ سريع.
