المواشي تموت جوعاً؛ والمربون يشتكون، والمعنيون يَعِدون بالحل

الشدادي/ حسام دخيل ـ

اشتكى عدد من مربي الثروة الحيوانية في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة من عدم حصولهم على مخصصاتهم من الأعلاف بعد القرار الأخير من قِبل الإدارة الذاتية بتوزيعها مادة النخالة العلفية على المربين في مناطق إقليم الجزيرة.

يضطر المربون على شراء مادة النخالة العلفية من السوق السوداء بأسعار باهظة جداً، حيث وصل سعر الطن الواحد من مادة النخالة العلفية في السوق السوداء لحدود 1.2 مليون ليرة سوريّة أي ما يساوي 1200 ليرة للكيلو الواحد، أما كيلو الشعير فقد تخطى حاجز الـ 1000 ليرة للكيلو، والتبن وصل لـ 700 ليرة سوريّة.

وبهذا الخصوص قال عبد المجيد الداغر أحد مربي الثروة الحيوانية في قرية العوض سبعة كم جنوب شرق ناحية الشدادي: “لم نستلم مخصصاتنا من الأعلاف حتى هذه اللحظة على الرغم من مراجعاتنا المتكررة لمديرية الزراعة في مقاطعة الحسكة ولجنة الزراعة في الشدادي”.

ولفت الداغر على أن الجفاف الذي طال المنطقة هذا الموسم دفعهم لشراء الأعلاف من السوق السوداء بأسعار خيالية تفوق طاقة المربي، حيث تجاوز سعر كيلو النخالة الـ 1200 ليرة والشعير وصل لذات السعر والتبن وصل لحدود الـ 700 ليرة للكيلو الواحد”.

وأشار المربي عبد الحميد الداغر بالقول: “قمت بشراء أرض بعلية كضمان من أحد المزارعين بسعر 300 ألف ليرة سورية للدونم الواحد لتدارك الجوع الذي ضرب المواشي هذا الموسم”.

وبدوره قال المربي جاسم المحمد من أبو فاس 30 كم غرب الشدادي لصحيفتنا “روناهي”: “إنه يملك أكثر من 300 رأس من الغنم، ولكن ما تم تسجيله من قبل مكتب الثروة الحيوانية التابع للجنة الزراعة في الشدادي هو 75 رأس غنم فقط أي أقل من ثلث العدد الأصلي”.

وتابع المحمد قائلاً: “أكثر ما فاقم الوضع هذا العام هو الجفاف وقلة الأمطار وعدم توفر المراعي، وهذا الأمر دفع المربون للاعتماد على الأعلاف كمصدر غذاء رئيسي للمواشي على الرغم من الغلاء الواضح في أسعارها، والتي لا تتناسب طرداً مع سعر الماشية بعد الانخفاض الكبير بأسعارها مقارنةً مع الأعوام السابقة”.

ونوه المربي جاسم المحمد على إن عدداً كبيراً من المربين اضطر لبيع عدد من رؤوس الماشية لديه خوفاً من تفاقم الوضع.

وشهدت أسواق بيع الماشية في ريف الحسكة الجنوبي “سوق الحدادية، وسوق مركدة، وسوق الـ 47، وسوق الدشيشة” بيع أعداد كبيرة من الأغنام، والتي لم يستطع مربوها تأمين الأعلاف لها في الوقت الذي زاد سعر العلف إلى أكثر من خمسة أضعاف عن سعر العام المنصرم.

وطالب مربو الماشية بتدخل عاجل من قبل مكاتب ولجان الثروة الحيوانية في المنطقة لإنقاذ مواشيهم قبل أن يغيّبها الجوع عنهم.

وبدوره قال عضو مكتب الثروة الحيوانية في لجنة زراعة الشدادي بإقليم الجزيرة عبد المجيد العبيد: “إن سبب التأخير في توزيع العلف هو العدد الضخم لمربي الثروة الحيوانية في المنطقة، حيث يصل عددهم لأكثر من 3000 مربي والتوزيع بشكل دوري لكل 50 اسم فقط، لذلك يحتاج المربي لوقت كبير لحين وصول دوره في عملية التوزيع لمادة النخالة العلفية”.

وأكد العبيد أن الشكاوى الواردة كلها من قبل المربين بأن الكمية لا تكفي والإحصاء غير دقيق منوهاً أن التوزيع يتم على أساس إحصاء عام 2018 وهذا ما لم يتوافق مع الأعداد الموجودة للعام الحالي.

وقال عضو مكتب الثروة الحيوانية في لجنة زراعة الشدادي عبد المجيد العبيد في نهاية حديثه بالقول: “قمنا بتشكل لجنة خاصة بالتعاون مع لجنة الاقتصاد في مجلس الناحية للقيام بإحصاء جديد للماشية لتلافي النقص في المرات القادمة”.