روناهي/ الرقة ـ
بمشاركة العشرات من نساء العشائر العربية، عُقد مجلس المرأة السورية، الملتقى الأول لنساء العشائر العربية يوم الأربعاء 16/3/2022، في مقره بجامعة الاتحاد سابقاً، وسط مدينة الرقة بعد فترة زمنية طويلة من العمل، من أجل توحيد نساء العشائر، ووضع خططٍ لحل المشاكل التي تعاني منها المرأة.
وشاركت في الملتقى العشرات من عضوات المجالس المدنية، وممثلات الإدارة الذاتية، والعسكرية، وعدد من زوجات وبنات شيوخ، ووجهاء العشائر في مدينة الرقة.
وفي بداية اللقاء رحبت الناطقة باسم مجلس المرأة السورية “لينا بركات” بالنساء المشاركات، وأوضحت دور المرأة السورية في بناء المجتمع، وتطرقت للمعاناة، التي عانتها المرأة في المجتمع، إبان سيطرة مرتزقة داعش على المنطقة.
وخلال الملتقى كانت هناك عدة مداخلات من قبل النساء المشاركات، أبرزها حول معاناتها، وتقييدها بالعادات، وبالتقاليد التي كانت صعبة تجاه المرأة، بالإضافة لحرمانها من حق الميراث، وتقرير مصيرها بالزواج وهو أبسط حقوقها في الاختيار.
دور المرأة في بناء المجتمع
وأكدت النساء المشاركات، أنهن قادرات على تطوير حياتهن، وتنظيم أنفسهن، وقادرات على لعب دور أساسي في بناء المجتمع، والمساهمة في تطويره، ورفع سوية النساء بعد الظروف القاسية، التي مرت بها من خلال سيطرة المرتزقة على المنطقة، وكبت صوتها.
وخلال الجلسة، تم انتخاب أربع سيدات من أجل أن يمثلنَ نساء العشائر العربية، وليكون صوتها هو دفاعها عن حقوقها كي تضمنه، وتكون أداة التغيير الفعال لبناء مجتمع، يؤمن بحرية المرأة، ويصون كرامتها في ضل الحرية والديمقراطية. وفي ختام الجلسة أدلت النساء المشاركات بالملتقى، ببيان قرأته ابنة شيخ عشيرة السبخة في الرقة “سارة تركي السوعان” جاء في نصه: “تحت رعاية مجلس المرأة السورية وبحضور خمس وعشرين سيدة من نساء العشائر العربية، وشخصيات مستقلة من مدينة الرقة، تم عقد الملتقى الأول لنساء العشائر العربية لمدينة الرقة، وريفها، وقد تم النقاش حول أهم القضايا، التي تعاني منها النساء في ظل الأزمة السورية، إضافة ما تعانيه المرأة سابقاً من عادات، وتقاليد، لازالت تدفع ثمنهاً باهظاً قد تصل إلى حد فقدانها حياتها”.
“المساهمة بتغير الصورة النمطية”
وأكدت النساء المشاركات على ضرورة أن تأخذ المرأة في العشائر العربية دورها المأمول منها، للنهوض بواقعها وواقع مجتمعها وبيتها، والمساهمة في تغيير الصورة النمطية للمرأة، وأن تخرج من قوقعة التهميش إلى واقع العمل، والفعل من خلال العمل على:
1 – التأكيد على دور المرأة في حماية السلم الأهلي والعيش المشترك.
2- تفعيل دور النساء في العشائر من أجل حقوقهن.
3- إتاحة الفرصة أمام نساء العشائر للتواصل فيما بينهن.
4 – العمل على بناء قدرات النساء وتمكينهن ليستطعن تحمل أعباء المرحلة.
5- التأكيد على دور المرأة في العشائر في مكافحة التطرف، والتطرف العنيف، الذي بات يشكل هاجساً يهدد أمن المجتمع بأكمله.
6- التأكيد على أهمية مشاركة نساء العشائر العربية في حل الأزمة السورية.
وعلى هامش الملتقى أجرت صحيفتنا لقاء مع المنسقة العامة لمجلس المرأة السورية لينا بركات والتي قالت: “تحت رعاية مجلس المرأة السورية، عُقد الملتقى الأول لنساء العشائر العربية في الرقة، وتم دعوة عدد من سيدات العشائر، وتمت المناقشة معهن لواقع النساء في هذه المنطقة، التي تقاسي من العادات، والتقاليد، اللتين ظلمتاها طويلاً، وتحدان من حريتها وإمكانيتها، ولا ننسى أنه بعد سيطرة داعش على المنطقة كان التأثير سلبياً على المرأة”.
وأضافت لينا بركات: ناقشنا في الملتقى أموراً، يمكن أن تساعد النساء على الخروج من القوقعة، التي صيرت عليها القيود، وطرح الحلول لها، والتأكيد على إن للمرأة دوراً كبيراً في السلم الأهلي، والعيش المشترك، وترسيخ الثقافة الأصيلة في المنطقة، وإن للمرأة حقوقها، وعليها واجباتها من خلال النقاشات، التي تمت تداولها ما بين النساء”.
وتابعت لينا بركات: “وقد خرجنا ببيان ختامي تضمن أهم النقاط، التي تم النقاش عليها والتوصيات، التي عرضتها النسوة من خلال رفع توعية المرأة، وتمكينها ودعمها مادياً ومعنوياً؛ لكي تأخذ دورها الفعال في المجتمع بحل الأزمة السورية التي استمرت لعشر سنوات، لأنها هي من دفع الثمن الأكبر”.