عبّرت أمهات المفقودين عن حزنهنّ العميق، لفقدان أبنائهن، ولا توجد كلمة تخفّف حزنهن، وتمنّينَ أن يعود أولادهنّ المفقودون إلى ديارهم، بعد غيابهم الطويل فمنهم من تجاوز غيابه عشر سنوات.
منذ بدء الأزمة السورية وبعد أكثر من عشرة سنوات، وهجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشمال وشرق سوريا، تسببت في فقدان المئات من الأشخاص، الذين تركوا خلفهم آلاف الأسر، تبكي على غيابهم، وتعيش على أمل عودتهم يوماً ما عسى أن يكون قريباً.
كما تشكل هذه المسألة اليوم واقعاً قاسياً ومريراً، لأعداد ليست بقليلة من الأمهات والأسر، فلا تؤثر المأساة الناتجة عن هذا الفقد على الضحايا المفقودين فقط، بل تطال أيضاً أسرهم، الذين يخلفونها وراءهم، والتي تظل قابعة في دوائر مفرغة من الأمل، واليأس، والحزن، فيقف أفرادها عاجزين عن التغلب على معاناتهم، ويصعب عليهم طي هذه الصفحة، وإكمال مسيرة الحياة، ومن ناحية أخرى يستغل سماسرة معاناة أهالي المفقودين، إيهامهم بالكشف عن مكان ومصير ذويهم، مقابل مبالغ مالية كبيرة.
سماسرة الأزمات
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا “روناهي” مع بعض النساء، حيث تعرفنا على قصص فقدان أبنائهم المختلفة، في البداية تحدثت لنا الأم نوفة عمر عن قصة فقدان ابنها منذ عشرة أعوام، حيث كان الابن متجهاً من العاصمة السورية دمشق إلى مدينة قامشلو، ولم يعرف مصيره بعد، فقالت: “عندما بدأت الأزمة السورية، وساءت الأوضاع في مدينة دمشق، وخاصة في منطقة شبعة، التي كنا نسكنها، قررنا العودة إلى مدينة قامشلو، فعدنا بشكلٍ عائلي دون ابني المفقود، فقد لحق بنا بعد مرور عدة أيام، وفي طريق عودته تعرض للاختطاف، ولا نعلم مصيره حتى هذه اللحظة”.
وحول استغلال السماسرة لعوائل المفقودين، تحدثت نوفة قائلةً: “بعد فقدان ابني بستّ سنوات، اتصل بنا شخص ادّعى في البداية، أنه من مدينة سري كانيه، ومرة أخرى، أنه من دمشق، ولكنهم لم يمنحونا أي إثباتات، فطلبوا منا مبلغاً من المال، وعندما طلبنا منهم إثباتاً عبر صورة، أو مقطع فيديو لم يفعلوا”.
وعن سوء الأوضاع ونهب الأمتعة والمنازل أثناء الأحداث، بيَّنت لنا نوفة بقولها: “لم أفكر بذلك يوماً، فلتذهب الأموال، ولكن فقدان ابني أتعبني، فليعد اليوم، وهذا أملنا ورجاؤنا”.
أمهاتهم مثلنا
أما الأم كثومة عزالدين، التي تسكن مدينة الدرباسية، والدة الفقيد “محمد فواز علي” الذي فُقد في شهر حزيران من عام 2013، تحدثت لنا كثومة عن فقدان ابنها في منطقة درعا بقولها: “ابني كان يخدم في جيش النظام السوري، في نوى وهي منطقة بمحافظة درعا، وعند محاولته مع أحد اصدقائه للعودة إلى المنزل، تم اعتقالهم من قبل النظام السوري، ومن ذلك الوقت، وهو مفقود”.
وأشارت كثومة إلى أنهم يبحثون عن ابنهم المفقود عن طريق المحامين، وتحدثت قائلةً: “تأكدنا عن طريق المحامي، أن اسمه غير موجود بين أسماء الشهداء”.
واختتمت كثومة عز الدين، حديثها قائلةً: “نستمد قوتنا من صبر أمهاتنا اللواتي فقدن أولادهن، سواءً باستشهادهم، أو فقدانهم، ونحن مستمرون في الحياة، بالمقاومة والسير على نهج الشهداء، والدفاع عن الأرض، ونتمنى أن يعود السلام والأمن والأمانة للوطن، وأن يعود كل فقيد لأهله”.
جلسات حوارية مع أسر المفقودين
ولمعرفة المزيد من المعلومات حول المفقودين؛ التقينا مع أفين شيخموس، المتحدثة باسم مؤسسة إيزدينا، فتحدثت قائلةً: “بدأت مؤسسة إيزدينا، وبالتعاون مع اللجنة الدولية لشؤون المفقودين، جلسات حوارية مع أسر المفقودين في العاشر من الشهر الماضي، وكانت الجلسات تحت شعار “نريدهم جميعاً بيننا” بجلساتها الحوارية الثلاث، تم عقد اثنتين منها، وسيتم عقد الجلسة الثالثة في الأسبوع المقبل بمدينة الحسكة”.
وعن عملهم بيَّنت شيرين، أنهم يجتمعون مع عوائل المفقودين، فيأخذون بيانات المفقودين، والأماكن التي فقدوا فيها، وبعدها تعمل اللجنة الدولية لشؤون المفقودين، كيفية المساعدة من أجل الحصول على معلومات عن المفقودين، ومن هم المسؤولون عن فقدانهم.
واختتمت أفين شيخموس حديثها بالقول: “نتمنى القيام بأعمال أخرى من أجل ملف المفقودين وحتى عودتهم إلى عوائلهم”.
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا “روناهي” مع بعض النساء، حيث تعرفنا على قصص فقدان أبنائهم المختلفة، في البداية تحدثت لنا الأم نوفة عمر عن قصة فقدان ابنها منذ عشرة أعوام، حيث كان الابن متجهاً من العاصمة السورية دمشق إلى مدينة قامشلو، ولم يعرف مصيره بعد، فقالت: “عندما بدأت الأزمة السورية، وساءت الأوضاع في مدينة دمشق، وخاصة في منطقة شبعة، التي كنا نسكنها، قررنا العودة إلى مدينة قامشلو، فعدنا بشكلٍ عائلي دون ابني المفقود، فقد لحق بنا بعد مرور عدة أيام، وفي طريق عودته تعرض للاختطاف، ولا نعلم مصيره حتى هذه اللحظة”.
ولمعرفة المزيد من المعلومات حول المفقودين؛ التقينا مع أفين شيخموس، المتحدثة باسم مؤسسة إيزدينا، فتحدثت قائلةً: “بدأت مؤسسة إيزدينا، وبالتعاون مع اللجنة الدولية لشؤون المفقودين، جلسات حوارية مع أسر المفقودين في العاشر من الشهر الماضي، وكانت الجلسات تحت شعار “نريدهم جميعاً بيننا” بجلساتها الحوارية الثلاث، تم عقد اثنتين منها، وسيتم عقد الجلسة الثالثة في الأسبوع المقبل بمدينة الحسكة”.
