المعهد العالي للإعلام يسعى لبناء شخصيات إعلامية

قامشلو/ إيفا إبراهيم ـ

شهد قطاع الإعلام ثورة حقيقية مع انطلاقة ثورة روج آفا في شمال وشرق سوريا، واستطاعت أن تقطع أشواطاً مهمة في وقت قصير، وتوافدت وسائل إعلامية كثيرة للعمل في هذه المنطقة، إضافة لوسائل إعلام محلية، ولعبت غالبية هذه الوسائل دوراً بارزاً في إيصال حقيقة ثورة روج آفا إلى الرأي العام والعالمي حسب إمكاناتهم المتوفرة، لكن لا تزال هذه المؤسسات بحاجة إلى تطوير كوادر متخصصة بشكلٍ أكاديمي.

“جامعة روج آفا” التي تأسست عام 2016، استطاعت بجهود حثيثة بناء أرضية لمؤسسة تعليمية لتحقيق المعايير العلمية الدولية، وفي العام الدراسي 2020-2021 أعلنت إدارة الجامعة عن افتتاح أقسام جديدة منها “المعهد العالي للإعلام”، بهدف رفد المؤسسات الإعلامية في مناطق شمال وشرق سوريا بكوادر متخصصة في هذا المجال.

وبعد الإعلان عن افتتاح باب التسجيل على المفاضلة الجامعية لحَمَلة الشهادة الثانوية، توافد الطلبة إلى مراكز التسجيل ثم خضعوا لاختبارين، شفهي وكتابي، تحت إشراف لجنة من المختصين، وذلك لتحديد مستواهم والنظر في قَبولهم.

ويذكر أن في بعض المناطق كانت المقابلة الشفهية عبر نظام أونلاين، بسبب الإجراءات الاحترازية والوقائية من جائحة كورونا الذي اجتاح العالم.

وحسب الرئيس المشترك للمعهد العالي للإعلام فراس محمد فإنه بلغ عدد الطلاب الذين قُبِلوا في المعهد العالي للإعلام ثلاثون طالب/ة، حيث أن عدد المتقدمين تجاوز أكثر من 150 طالب/ة، مؤكداً بأن المعهد كان في طور التأسيس، لذا فإنهم اختاروا عدداً قليلاً من الطلاب.

مناهج مواكبة للإعلام العالمي

وجاء في حديث محمد لصحيفتنا، بأنه بعد عدة لقاءات واستشارة المختصين والأكاديميين في مجال الإعلام وضعوا منهاجاً متطوراً يناسب هذا القسم ويواكب الإعلام العالمي.

مدة الدراسة ضمن المعهد ثلاث سنوات، السنة الأولى تعتبر تحضيرية لتهيئة الطالب والدخول لباقي السنوات الأخرى، كما أن نظام التدريس يعتمد على نظام الساعات المعتمدة عبر فصلين، وهناك مواد رئيسية إن لم يجتزها الطالب في السنة الأولى بنجاح (اللغتين العربية والكردية، مادة مقدمة في الإعلام)، لن يتمكن من متابعة دراسته في قسم الإعلام، لكن لهؤلاء الطلبة الحق في التقدم للمفاضلة السنة القادمة.

ويذكر بأن يعض مواد السنة التحضيرية عامة والبعض الآخر متخصص في مجال الإعلام، أما السنوات الأخرى سيتم تكثيف مواد الإعلام من الناحية العملية والنظرية.

هذا وقد سألنا محمد عن مستويات الطلبة مُنذ بداية العام الدراسي الحالي، فأكد بأن التقييم جيد جداً مقارنة بالظروف الراهنة التي نمر بها، كما أنهم في الإدارة يسعون في تطوير المعهد وتجهيزه حسب الاحتياجات اللازمة، منها “تجهيز استديو” ليتلقى الطلبة دروساً عملية ضمنه، وهناك بعض التجهيزات الأخرى.

ووصف محمد افتتاح المعهد العالي للإعلام ضمن جامعة روج آفا بالـ”خطوة الضرورية والجيدة”، وتابع أنها “حاجة مهمة لأبناء الشعب السوري وشمال وشرق سوريا على وجه الخصوص، وباب المعهد مفتوح أمام جميع الطلبة”.

وخلال جولتنا ضمن جامعة روج آفا استوقفنا الطالب في السنة الأولى للمعهد العالي للإعلام “مصطفى حسين” من كوباني، الذي انضم لهذا القسم، بهدف إيصال صوت أبناء الشعب الكردي للرأي العام والعالمي، لأن الكثير من الوسائل الإعلامية كانت تروج أنباء كاذبة خلال الحرب التي دارت في كوباني مدينة الصمود والمقاومة.

مناشدة للطلبة

وحول نظام التدريس ضمن المعهد يؤكد حسين بأن التدريس جيد وذو نظام سلس، من الناحية التدريسية ولكنه يواجه صعوبة في اللغة، لأن التدريس يكون ما بين اللغة الكردية والعربية، وشهادته الثانوية باللغة الكردية، لذا ناشد الإدارة لتفادي هذه الصعوبة.

الرد على المناشدة

وقد عرضنا هذا التساؤل على الرئيس المشترك للمعهد العالي للإعلام فراس محمد حول مناشدة الطلبة والصعوبات التي يواجهونها، فأشار إلى أن بسبب الظروف السائدة في مناطق شمال وشرق سوريا هنالك عدة صعوبات واجهها المعهد العالي للإعلام، منها الاختلاف في الاستيعاب والفهم عند الطلاب بين اللغتين العربية والكردية لأنهم من مناطق مختلفة في شمال وشرق سوريا، فأبناء بعض مناطق كعفرين وكوباني تعلموا باللغة الكردية خلال المرحلة الدراسية الثانوية، وأبناء المناطق الأخرى تعلموا باللغة العربية.

 لتجاوز هذه الصعوبة يُدرس المعلمون الطلبة باللغتين، وأضاف: “الطلاب والكوادر التدريسية يتلقون دروس اللغة الكردية استعداداً للعام المقبل، لأن جامعة روج آفا سوف تعتمد على اللغة الكردية فقط في تدريس الطلاب”.

وفي خطوة متميزة للمعهد العالي للإعلام ها هم الطلبة يخوضون أول تجربة لهم ولنا ويخضعون لامتحانات الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الحالي، وتمنى الرئيس المشترك للمعهد العالي للإعلام فراس محمد التوفيق والنجاح لجميع الطلبة، وبدوره شكر الطالب مصطفى جميع الإداريين على جهودهم المبذولة.