المشاركات في المنتدى: “المرأة الفراتية تُسمِع صوتها للعالم”

روناهي/ الطبقة – انعقد المنتدى الأول للمرأة في مدينة الطبقة تحت عنوان “المرأة في زمن الصراع واقع وآفاق” بمناقشة ثلاثة محاور تخص المرأة لمدة يومين، وذلك في صالة المركز الثقافي بالمنطقة.

عُقد المنتدى الأول للمرأة  في منطقة الطبقة كونه أول منتدى حواري وشمل عدة محاور تم مناقشة واقع المرأة فيها وخاصةً بعد هزيمة مرتزقة داعش في المنطقة، وطرح المشاكل التي تخصها مع وضع الحلول المناسبة.

وأضيف لأعمال المنتدى مشاركة عدة نساء من خارج سوريا وداخلها، في محاولة لإيصال صوت المرأة الفراتية، والمرأة في شمال وشرق سوريا إلى كافة مناطق الشرق الأوسط.

معاناة المرأة في الحروب والحلول

وخلال متابعة صحيفة روناهي للمنتدى الحواري، أجرينا عدة لقاءات مع بعض النسوة المشاركات لمعرفة آراءهن حول انعقاد مثل هذه المنتديات على مستوى المنطقة، وخاصةً بعد طرد مرتزقة داعش، وفي البداية حدثتنا عضوة لجنة العلاقات في إدارة المرأة في الطبقة والعضوة في إدارة المرأة في شمال وشرق سوريا نادين محمد، والتي أكدت على أن الهدف من انعقاد المنتدى هو شرح معاناة المرأة قبل سيطرة داعش على المنطقة، والأوضاع التي عاشتها المرأة في المنطقة خلال تلك الفترة، وأضافت بالقول: “أتخذنا من العنوان؛ “المرأة في زمن الصراع واقع وآفاق” شعاراً للمنتدى لشرح معاناة المرأة من بعض التقاليد والعادات البالية في المجتمع، والتي تقف عائق أمام تقدمها في الساحتين السياسية والاقتصادية رغم أن المرأة أثبتت جدارتها خلال تفاعلها ونشاطاتها فيها”.

وأشارت نادين أنه تم التركيز في المنتدى على النقاش حول العادات والتقاليد التي تقيد المرأة مثل زواج القاصرات وتعدد الزوجات، ومعرفة الحلول للقضاء على هذه الظاهرة المتفشية في المجتمع من خلال ندوات التوعية للحد من زواج القاصرات وغيرها من العادات السائدة التي تقيد حرية المرأة.

وذكرت نادين أن المنتدى استمر لمدة يومين متتاليين، ونوقش فيه ثلاثة محاور، في اليوم الأول وضمن المحور الأول تم تسليط الضوء على معاناة المرأة الفراتية قبل التحرير، وتناول المحور الثاني قضية المرأة في الشرق الأوسط، حيث تخلل المحورين عرض سنفزيون عن معاناة المرأة الفراتية، ومعرضاً للرسوم عن آلام المرأة في زمن سيطرة مرتزقة داعش في قلعة جعبر.

ونوهت نادين بأن المرأة الفراتية والتي تشارك في المنتدى توجه رسالتها للعالم، لتؤكد أنها أثبتت جدارتها وقوتها في ساحة القتال، وليصل صوتها إلى جميع نساء الشرق الأوسط، وتابعت نادين قائلةً: “بالرغم من أن المرأة حصلت على جزء من حريتها، وقد خطت عدة خطوات رائعة في طرق حريتها، واستطاعت في الفترة الماضية أن تثبت نفسها وذلك بتنظيم صفوفها بشكلٍ جيد، ولكنها لم تصل إلى الهدف المطلوب لحد الآن”.

وفي السياق ذاته أجرينا لقاء مع إدارة المرأة في منطقة الطبقة زهرة الحمادة، والتي ذكرت أنه في منتدى المرأة الأول الذي انعقد في الطبقة تم مناقشة عدة مواضيع تخص معاناة المرأة وخاصةً المرأة الفراتية، ومعرفة الصعوبات التي تعيق المرأة مثل الذهنية الذكورية المتسلطة، وأردفت بالقول: “خلال المنتدى نحاول أن نجد حلول لكافة العوائق التي تواجه المرأة من خلال طرح حلول من قبل المشاركات خلال النقاش”.

وأشارت زهرة إلى أن الهدف من انعقاد المنتدى ليكون مرجعية لتنظيم وتوحيد إدارة المرأة في المنطقة الفراتية، وأغنت المنتدى مشاركة من منطقة شنكال والداخل السوري ومعظم مناطق شمال وشرق سوريا، وكان ذلك فرصة لإيصال صوت المرأة الفراتية ومعاناتها إلى كافة أنحاء الشرق الأوسط من خلال هذه الوفود.

آلام وآمال المرأة تتلاحم في بوتقة واحدة

وبهذا الخصوص أشارت عضوة لجنة العلاقات الدبلوماسية لمناطق الفرات زليخة عبدي؛ بأن هذا المنتدى الحواري يقام على مدار يومين متتالين في مدينة الطبقة ويقسم إلى ثلاثة محاور، وفي اليوم الأول تناول المحور الأول، والذي دار الحديث فيه حول معاناة المرأة الفراتية في ظل وواقع بعد التحرير من مرتزقة داعش، وقد سمي بهذا الاسم تيمناً بنهر الفرات الذي يجري في هذه المناطق، وحول المعاناة التي مرت بها النسوة هنا، وهذا المحور تناول كافة المراحل التي مرت بها المرأة الفراتية، في ظل النظام البعثي وإبان حقبة داعش وبعد تحريرها على يد قوات سوريا الديمقراطية.

وتابعت زليخة بالقول: “ومن ضمن هذا المحور تناولنا معاناة وواقع المرأة بعد التحرير، وطرح الحلول التي تحد من المعوقات والصعوبات التي تواجهها، أما المحور الثاني تناول معاناة المرأة في الحروب والحلول، لأنها تعرضت للقتل والتهجير والظلم خلال الحرب الدائرة في المنطقة، وعانت الكثير في سبيل العيش بحرية”.

وبينت زليخة بأنه في اليوم الأول وبعد انتهاء المحورين قامت فعاليات ثقافية وفنية ولوحات تشكيلة في قلعة جعبر، ارتبطت بمعاناة المرأة من العادات والتقاليد البالية، مع المشاركة مع كافة الوافدات من باقي مناطق (كوباني الجزيرة شنكال والرقة والطبقة ودير الزور وتل أبيض)، وأكدت قائلةً: “استهدفنا كافة النساء السوريات لوضع مخرج للتخلص من هذه العادات البالية”.

وأكدت زليخة بأن تلاحم كافة النساء المشاركات ضمن هذا المنتدى الحواري؛ يثبت بأن هذه الخطوة تاريخية، وتؤكد على أن آلام وآمال المرأة تتلاحم في بوتقة واحدة، وتبرز إرادة المرأة الفراتية التي استطاعت أن تثبت نفسها بعد زوال السواد الداعشي عنها.

 وعن سؤالنا حول سبب اختيار قيام المنتدى في الطبقة أردفت زليخة بالقول: “أخترنا منطقة الطبقة لأنها منطقة وسطى لتستطيع كافة النساء من كل المناطق التوجه إليها، ولتعزز إرادة المرأة الفراتية في كسر ذهنية داعش”.

واختتمت زليخة قائلةً: “أستطعنا بتوحدنا في مناطق الفرات ضمن هذا المنتدى الحواري الموسع والذي يعتبر قفزة نوعية، أن نثبت بأن المرأة تستطيع التغلب على كافة المعوقات التي تواجهها، وبأن إرادة المرأة الفراتية لا تقهر”.

ويذكر بأنه في اليوم الثاني من المنتدى وخلال المحور الثالث تم توضيح قضية المرأة في الشرق الأوسط، حيث تطرقت الناطقة باسم مجلس المرأة السورية لينا بركات، إلى كافة المراحل التي مرت بها المرأة في الشرق الأوسط”.