المساواة والعدالة وإقرار حقوق المرأة السبيل لتقدم المجتمع

روناهي/ قامشلو ـ

أكد حقوقيَّان في شمال وشرق سوريا، بأنه يجب تمكين القوانين الخاصة بالمرأة، التي تضمن حقوقها، وتفعيل آليات حماية المرأة، وتمكين دورها في المجتمع، ولفتوا إلى أن المرأة في شمال وشرق سوريا، أثبتت أنها عنصر أساسي في إحداث عملية التغيير في المجتمع.

للعنف ضد المرأة تاريخ طويل، ويُعدّ أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً واستمراراً، وعلى الرغم من أنَّ حوادث وشدة هذا العنف قد تباينت مع مرور الوقت، وحتى اليوم تختلف بين المجتمعات، إلَّا أنه لا زال قائماً في الكثير من المجتمعات، ولكن المرأة في شمال وشرق سوريا، استطاعت إسكات كل من يقول على أنها ضلع قاصر، من خلال مشاركتها في شتى مجالات المجتمع.

وحول هذا الموضوع التقت صحيفتنا “روناهي” بحقوقيَّيْن في شمال وشرق سوريا، واللذين أوضحا أنَّ ظاهرة العنف والسلطوية الذكورية كانت تسيطر على المرأة في مجتمعنا بشكل تراكمي، إلَّا أنَّ ثورة روج آفا وثورة المرأة غيرتا مسار نظرة العالم بها، حيث استمدت قوتها من فكر القائد عبد الله أوجلان، وهذا يقودها نحو تحقيق طموحاتها، التي تتجلى في تحقيق الريادة، وأثبتت من خلال صلابتها أنها قادرة على النهوض بمجتمع كامل.

“تمكين قوانين تنهض بالمرأة”

فتحدثت بدايةً عضوة اتحاد المحامين في شمال وشرق سوريا (فرع الحسكة)، المحامية “أحلام عمر صالح“: “تعدُّ ظاهره العنف ضد المرأة ظاهره عالمية، وأيضاً نعاني منها داخل مجتمعنا بشكل عام، فلذلك من الأجدر تمكين القوانين التي تنهض بالمرأة وتضمن حقوقها، وتفعيل آليات حماية المرأة، وتمكين دورها في المجتمع، فاليوم تشارك المرأة في شمال وشرق سوريا بكل الميادين، ومنها الميدان السياسي، والقانوني والاقتصادي، وأيضاً العسكري”.

وتابعت أحلام حديثها: “لذلك المرأة اليوم تهيب بذاتها وتتفاعل داخل المجتمع بكل طاقتها، وحماية المرأة أمرٌ مطلوب من جميع فئات المجتمع، وليست فئة محددة بذاتها، لأننا نحن في مجتمعات شرقية، تعدُّ ظاهرة إهانة المرأة إنجازاً للرجل، لذلك يجب أن يكون الرجل والمرأة متساويين بالحقوق في المجتمع، وفي الإدارة، وشتى الأعمال”.

قانون الأمم المتحدة: أنَّ الرجل لا قوة له بدون المرأة

كما أوضحت المحامية أحلام، أنَّه غالباً ما يُنظَر إلى هذا العنف، على أنه آلية لإخضاع النساء، سواءً في المجتمع بشكل عام، أو في العلاقات الشخصية، وأنَّ هذا العنف قد ينشأ من الشعور بالاستحقاق أو التفوق أو كره النساء، أو المواقف المماثلة في الجاني، أو بسبب طبيعته العنيفة، وخاصةً ضد النساء.

وأشارت: “ينص إعلان الأمم المتحدة بشأن القضاء على العنف ضد المرأة، على أن العنف ضد المرأة هو مظهر من مظاهر علاقات القوة غير المتكافئة تاريخياً بين الرجال والنساء، والعنف ضد المرأة هو إحدى الآليات الاجتماعية الحاسمة، التي تضطر المرأة بموجبها إلى الخضوع بالمقارنة مع الرجل”.

وكشفت أحلام عن، إعلان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، في تقرير نُشرَ عام 2006 على موقع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة على شبكة الإنترنت بأنَّ: “العنف ضد النساء والفتيات مشكلة ذات أبعاد جائحة، فقد تعرضت امرأة واحدة على الأقل من كل ثلاث نساء في جميع أنحاء العالم للضرب، أو الإكراه على ممارسة الجنس، أو إساءة المعاملة أثناء حياتها مع المعتدي، والذي يكون عادة شخصاً معروفاً لها”.

تغير نظرة العالم للمرأة في شمال وشرق سوريا

كما والتقينا رئيس اتحاد المحامين في دير الزور، المحامي “فراس العزيز“: “إنّ نظرة مجتمع شمال وشرق سوريا والعالم أجمع تجاه المرأة في منطقتنا تغيرت إيجاباً، وأصبحت أكثر تقبُّلاً، لمشاركتها في المجالات بعد اندلاع ثورة روج آفا في شمال وشرق سوريا، وما رافقها من تغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية، فلا بد أن يترافق التغيير الثوري في المجتمع مع توعية مجتمعية شاملة، وأن يُدعَم بحماية للضحايا المحتملات من النساء”.

واستكمل حديثه مبيناً: “يعد العنف ضد النساء والفتيات أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً في العالم، حيث يحدث يومياً، مراراً وتكراراً، في أرجاء العالم، وله عواقب جسدية واقتصادية ونفسية خطيرة قصيرة وطويلة الأجل على النساء والفتيات؛ ما يحول دون مشاركتهن الكاملة والمتساوية في المجتمع، ولا يمكن قياس تأثيره، سواءً في حياة الأفراد والأسر والمجتمع”.

وزاد العزيز: “حيث تشهد المنطقة عنفاً ضد المرأة وضد حريتها، واتخاذ أعمال سلبية ضدها، تتجلى هذه الأعمال والممارسات التعسفية ضدها بعدة أشكال منها حرمانها من الميراث، والنظرة إليها شخصاً قاصراً في المجتمع والأسرة”.

لعبت المرأة دوراً محورياً في نهضة مجتمعنا، وخاصةً بعد ثورة المرأة، وإبراز دورها من خلال مشاركتها اللافتة في كافة مجالات الحياة، منها العسكرية والإدارية والحقوقية، وأثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، فحضورها البارز في مختلف جوانب الحياة، وإصرارها على ممارسة دور الريادة ومساندتها للرجل، دليل على أنها عنصر أساسي في إحداث الكثير من التغيرات الإيجابية في المجتمع.