المرأة في مؤتمر مسد الرابع … مشاركات مميزة وقرارات مهمة

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

---

بدور ومناقشات فعالة تسعى المرأة عامة لتنشيط الحوار السوري ـ السوري، وقد برز دورها في المؤتمر الرابع لمجلس سوريا الديمقراطية، فبينت تطلعاتها لسوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية تلعب في المستقبل السوري دوراً فعالاً لحل الأزمات السورية.

أقيمت فعاليات المؤتمر الرابع لمجلس سوريا الديمقراطية بمشاركة واسعة، في مقاطعة الرقة في إقليم شمال وشرق سوريا يوم الأربعاء المصادف لـ 20/12/2023، تحت شعار “وحدة السوريين أساس الحل السياسي، وضمان لتحقيق سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية”.

وقد حضر المؤتمر 300 شخص من الأحزاب، والمنصات، والكتل السياسية المنضوية تحت سقف مجلس سوريا الديمقراطية، إضافةً لشخصيات سياسية سورية مستقلة، وكذلك ممثلون من القوى والأحزاب السياسية من سوريا وخارجها، وممثلون آخرون عن الحركات النسوية والشبابية، وكذلك ممثلو عن بعض العشائر في سوريا.

كما كان للمرأة مشاركة واسعة ضمن فعاليات المؤتمر الرابع، فقد اتخذت العديد من القرارات السياسية ضمن خارطة الطريق لحل الأزمة السورية، كما أشارت ضمن المناقشات إلى أن حرية المرأة هي أساس وضمان للحريات الأخرى، وطالبت بمواد دستورية تضمن المساواة بين المرأة والرجل، والمشاركة الفعالة، واعتبار التمثيل بالمناصفة بين الجنسيين في العمل، والتأكيد على تبني سياسة اقتصادية تحمي المجتمع والمرأة ودعمها في الانخراط بالمجال السياسي.

مؤتمر مسد رسالة لتوحيد الصفوف السورية

وعن تأخر موعد انعقاد المؤتمر الرابع حدثتنا عضوة اللجنة التحضيرية للمؤتمر “جاندا محمد“، بأن الظروف، التي تمر بها المنطقة لم تسمح بقيام المؤتمر في وقته المحدد: “لقد عقد مؤتمرنا الرابع في ظروف صعبة للغاية عالمياً ومحلياً، بسبب التهديدات التركية، والحرب التي حالت دون حضور العديد من الشخصيات المدعوة، وانسداد أُفق الحل السياسي الناجم عن تعنت، واستبداد النظام مع غياب القوى السياسية الفاعلة، التي تقود الحل في سوريا، وانعكاس أزمة النظام العالمي وتعقيداته على الأزمة السورية”.

فيما قيَّمت جاندا المؤتمر: “كان هناك تقبل من الشخصيات الوطنية المستقلة القادمة من الداخل السوري، وأيضا من ممثلي الأحزاب، لأننا نسعى لحل واحد، وهناك العديد من النقاط المشتركة بين أهدافنا، حيث أننا نؤكد على وحدة سوريا، وقد ظهر ذلك جلياً في تجمعنا في مقاطعة الرقة لتكون رسالة للسوريين، التي هي عبارة عن الوحدة، والتوافق والتقارب، والحوار السوري ـ السوري”.

وقد عقد مؤتمر مجلس سوريا الديمقراطية بعد خمس سنوات من انعقاد مؤتمره الثالث، بهدف إعادة الاهتمام للأزمة، التي يعيشها الشعب السوري منذ ثلاثة عشر عاماً، حيث لازالت تعاني سوريا أزمات معقدة على المستوى السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، والتي انعكست بشكل كارثي على حياة المواطنين، وافقدتهم الأمل في عودة الاستقرار لموطنهم، خصوصاً مع ما شهدته البلاد من دمارٍ وقتلٍ، ونزوح، وهجرة جماعية، لم تشهدها سوريا من قبل.

وعلقت جاندا على ذلك: “إن السنوات السابقة أثبتت أن الحلول العسكرية لم تؤدِّ إلى أي نتيجة، ولذلك نرى أن اتفاقنا نحن، السوريين، على مشروع وطني سوري سيكون بارقة أمل للحل في سوريا، وقيام مشروع سوريا لا مركزية ديمقراطية يرتكز في بنائه على الهوية الوطنية الجامعة، وحقوق أطياف الشعب السوري بكل أشكاله، وقد خرجنا بجملة من النتائج، وأهمها إعادة هيكلية المجلس لنقوم بتطبيق البرنامج الوطني العام الموجود أمامنا في مجلس سوريا الديمقراطية”.

فقد أكدت عضوة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع “جاندا محمد”، في ختام حديثها على دور المرأة ومشاركتها في حل الأزمة السورية: “إن الحل السياسي للأزمة السورية يجب أن يكون بمشاركة القوى والشعوب السورية كافة، حيث يجب على المرأة أن تكون حاضرة في هذا الحل، عضواً فعالاً ضمن الساحة السياسية، لوضع حد للمأساة، وبناء سوريا المستقبل على أساس ديمقراطية تعددية، لا مركزية، كي تساهم في بنائها المرأة، بما يحفظ حقوقها السياسية، والاجتماعية، على حد سواء”.

طاولة حوار مشتركة

فيما قدمت عضوة مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية في حي الشيخ مقصود والأشرفية “فاطمة الحسين“، من مدينة حلب لحضور المؤتمر بالرغم من الحصار القائم على المنطقة؛ لإيجاد طاولة حوار مشتركة تنهي الأزمة السورية، وتدعو لتوحيد سوريا من جديد: “لقد دخلت الأزمة عامها الثالث عشر، ولا تزال الأوضاع في سوريا تتدهور في العديد من المناطق، وهدفنا من خلال مشاركتنا، نحن النساء في العملية السياسية، إنهاء حالة الاستبداد وأحداث تغيير ديمقراطي جذري، وشامل لإعادة بناء سوريا وفق نظام التعددية، والديمقراطية اللامركزية”.

وقد بينت فاطمة أنه قد حضرت العديد من الشخصيات من مناطق الحصار، من أحياء “الشيخ مقصود، والأشرفية، والشهباء” ونازحون من مناطق في الداخل السوري، وشخصيات هجرت قسراً من مناطقها، جاؤوا من أجل إيجاد طريق لحل الأزمة السورية، ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة، وإعادة الأراضي المحتلة لأصحابها، “وهذا لن يتحقق؛ إذ لم نتحد معاً لبلورة مشروع سياسي يقضي لحلول تطبق على أرض الواقع، لا حبر على ورق”.

وزادت فاطمة: “إن المؤتمرات الدولية، التي عقدت من أجل سوريا لم تفض بأي نتيجة بسبب تهميش القوى الديمقراطية من العملية السياسية والتفاوضية، بالإضافة إلى ضعف وافتقار حكومة دمشق والمعارضة في إيجاد حلول حقيقية”.

هذا وقد اختتمت عضوة مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية في حيي الشيخ مقصود والأشرفية “فاطمة الحسين” حديثها مبينة أن النساء ضمن مسد يسعين جاهدات للحوار المفتوح مع الجهات الدولية، والمحلية التابعة لأي سياسة معينة.

تطلعات مسد في الظروف الراهنة

وقد أثنت مسؤولة العلاقات في حزب الخضر الديمقراطي “شيرين داوود عباس” على جهود مسد في إيجاد سبيل للحوار بين الأحزاب والقوى السياسية داخل سوريا وخارجها.

كذلك فقد أقر المؤتمر نظامه الداخلي الجديد والوثيقة السياسية إلى جانب اعتماد خارطة طريق لحل الأزمة السورية، كما اتخذ المؤتمر مجموعة من القرارات المتعلقة بالجانب التنظيمي من بينها قبول انضمام عشر قوى وأحزاب وشخصيات بالإضافة إلى إجراء تعديل في الهيكلية التنظيمية، بما يساهم في زيادة المرونة في العمل، بهدف رفع سوية أداء المجلس في المرحلة القادمة.

فيما بينت شيرين، أن المرأة قد تحدت العراقيل، التي واجهتها: “نرى اليوم العديد من النساء قد انضمت إلى السلك السياسي، ويناقشن القضايا المصيرية فيما يبدين وجهات نظر مهمة في تطلعات الفترة الراهنة، وايماناً منهن باستقلالية القرار السوري، وضرورة اجتماع السوريين على رؤية مشتركة للحل، فإن النساء ضمن مجلس سوريا يسعين لحل الأزمة السورية”.

وتابعت: “لقد أكدت المرأة ضمن مجلس سوريا الديمقراطية على المبادئ، التي رسمها المجلس، ومنطلقاته الأساسية، الذي هو مشروع سياسي وطني ديمقراطي سوري يعمل على تحقيق تطلعات الشعب في التغيير الشامل، وبناء النظام الديمقراطي البديل”: “مجلس سوريا الديمقراطي هو مشروع يسعى لتوحيد سوريا وانقاذها في حالة الانقسام والتجزئة، فيما يكون نافذة تعبر عن تطلعات الإدارات الذاتية الديمقراطية، والمجالس المدنية، التي تحمل رؤية في الحل الديمقراطي، فيشكل المظلة السياسية للأحزاب، والجهات المستقلة، التي تسعى للحوار السلمي”.

كما شهد المؤتمر إعادة تغيير هيكلية مسد بما يخدم المستجدات السياسية خاصةً مع مصادقة الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا على العقد الاجتماعي، إضافةً إلى مساعي مجلس سوريا الديمقراطية لتوسيع علاقته على المستوى السوري والإقليمي والدولي.

المرأة في النظام الداخلي الجديد والوثيقة السياسية 

تواجدت العديد من البنود، التي تخص المرأة ضمن النظام الداخلي الخاص بمجلس سوريا الديمقراطية، منها تعزيز دور المرأة للوصول إلى المشاركة الفاعلة في جميع المواقع وبنسبة 50%، وقد أكد مجلس سوريا الديمقراطية الوثيقة السياسية على أن حرية المرأة أساس، وضمانة للحريات كافة، وضمان مشاركتها الفعالة في العمليات السياسية، بالإضافة إلى اعتبار التمثيل بالمناصفة بين الجنسيين في كافة مجالات الحياة مبدأ أساسياً لتحقيق الحياة العادلة الحرة في المجتمع السوري، وضمان ذلك في الدستور.

فيما أشار النظام الداخلي إلى أن المكاتب المختصة تتبع للرئاسة المشتركة والنواب، ويشرف على المكتب المختص عضوان من الهيئة الرئاسية، يقومان بتشكيل أعضاء المكتب، ويتبعان نشاطاته واجتماعاته الدورية، ويعرضان ذلك على الهيئة الرئاسية في أقرب لقاء لها، ومن بين هذه المكاتب وجد مكتب المرأة، والذي خصصت مهامه ضمن مجلس سوريا الديمقراطية على توعية المرأة وتمكينها لتكون قادرة على القيام بدورها الريادي في العمل السياسي واتخاذ القرارات، وبناء العلاقات مع التنظيمات النسوية في سوريا وخارجها.

وتعدُّ منسقية المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية هي المرجعية في شؤون المرأة لنساء المجلس كافة، والتي تعمل على تعزيز وتطوير دور المرأة في أنشطة وهياكل المجلس، كما تسعى إلى تطوير العلاقات مع المنظمات النسائية الدولية.

وقد أكد المؤتمر الرابع لمجلس سوريا الديمقراطية ضمن خارطة الطريق لحل الأزمة السورية على أن مشاركة المرأة في العملية السياسية شرط أساسي لإنجاح العملية التفاوضية والتغيير.