المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا… رمز للصمود والتحدي

روناهي/ الشدادي ـ

---

في الذكرى الثالثة عشرة لبدء الأزمة السورية، والتي بدأت في 15 آذار2011، يبرز دور المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا رمزاً للصمود والتحدي في وجه الظلم والاضطهاد والحرب. فالمرأة في هذه المنطقة، التي تضم مختلف الشعوب العرقية والدينية والثقافية، استطاعت أن تتجاوز الصعوبات والمحن وتلعب دوراً فاعلاً في بناء مجتمع ديمقراطي متعدد.

إن مفهوم الأمة الديمقراطية، الذي دعا إليه القائد عبد الله أوجلان، هو الأساس، الذي تقوم عليه رؤية المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا. فالأمة الديمقراطية هي انقلاب على مفهوم الدولة القومية، الذي يقوم على أساس العرق، ويعدُّ نموذجاً جديداً يتعارض مع نموذج الدولة القومية القائم على العرق. ويعبر عن هوية الشعوب وثقافاتها.

المعاناة والنضال

وبينت عضوة لجنة العدالة في دار المرأة بالشدادي هدية الحمزة: “إن المرأة عانت كثيراً خلال الأزمة السورية، من ظروف الحرب والقتل، والتهجير والاغتصاب وغيرها الكثير من الصعوبات، التي واجهتها، ولكن المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا ومن خلال ثورتها، ثورة المرأة، قلبت الطاولة رأساً على عقب، وخلال فترة قصيرة استطاعت تحقيق إنجازات جمة في مختلف المجالات العسكرية، والسياسة، والاقتصادية والمجتمعية، وذلك بفضل مفهوم الأمة الديمقراطية، الذي دعا إليه القائد عبد الله أوجلان”.

وأضافت: “في ظل هذا المفهوم، تم إنشاء مؤسسات وتنظيمات خاصة بالمرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، تهدف إلى ضمان المساواة وحقوق المرأة ورفع سوية الوعي المجتمعي. من بين هذه المؤسسات والتنظيمات: هيئة المرأة، ومؤتمر ستار، ومجلس المرأة في شمال وشرق سوريا. كما تم إدراج قضية المرأة في ميثاق العقد

 الاجتماعي، والذي يعدُّ الدستور الإنساني للمنطقة، الذي ينص على حقوق المرأة في المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والصحية والقانونية”.

وأردفت: “ما نراه اليوم من إنجازات للمرأة في شمال وشرق سوريا، حيث أصبحت نموذجاً يُحتذى به على صعيد الشرق الأوسط والعالم، نحنُ مدينون به جميعاً للقائد عبد الله أوجلان، ونَعِدُه أن نصعد وتيرة نضالنا حتى تحقيق الحرية الجسدية له، وللمعتقلين في إيمرالي”.

مشاركة المرأة في مختلف المجالات

ومن جانبها؛ أوضحت عضوة منسقيّة مؤتمر ستار في الحسكة “ريما محمود” المنحدرة من الشعب الكردي: “أثبتت المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا قدرتها على الإبداع والابتكار في مختلف المجالات، وخاصةً في المجال العسكري، حيث شاركت بشكل فعال في مواجهة مرتزقة داعش الإرهابية، ودفاعها عن أرضها وشعبها وقيمها، فالمرأة كانت جزءاً لا يتجزأ من قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم مقاتلين ومقاتلات من مختلف الشعوب، والتي حققت انتصارات عديدة على داعش، وساهمت في تحرير آلاف الكيلومترات المربعة من أراضي سوريا، وإنقاذ الملايين من الناس من براثن التطرف والإرهاب”.

وتابعت: “وبالإضافة إلى الجانب العسكري، فإن المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا تلعب دوراً بارزاً في الجانب السياسي والدبلوماسي، حيث تمثل نسبة كبيرة من أعضاء مجالس الإدارة الذاتية الديمقراطية، والمجلس التشريعي، والمجلس التنفيذي، والهيئة التأسيسية للإدارة الذاتية

 الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا. كما تشارك المرأة في الحوارات والمفاوضات مع الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية، وتطرح رؤيتها ومطالبها ومقترحاتها لحل الأزمة السورية وبناء سوريا الجديدة”.

وأردفت: “إن إنجازات المرأة في شمال وشرق سوريا هي نتيجة لنضالها وتضحياتها وتفانيها في سبيل حريتها وكرامتها ومستقبلها. وهي تعبر عن روح الثورة السورية، التي انطلقت من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية. وهي تمثل نموذجاً ملهماً للمرأة في الشرق الأوسط والعالم، وتثبت أن المرأة هي نصف المجتمع وشريكة في صنع التاريخ”.