المرأة السورية بصدد تمكين دورها الريادي في صياغة الدستور السوري الجديد

 تقرير/ سلافا أحمد –

روناهي/ كوباني – أكدت الناشطات المشاركات في “الملتقى الثالث للحوار السوري- السوري”، إن من الضروري تمكين المرأة سياسياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعياً، وتضمين ذلك دستورياً في زيادة وتعزيز مشاركة المرأة في عمليات صنع واتخاذ القرارات، وتمكينها في مجالات الدفاع المشروع والأمن، في الدستور السوري الجديد.

رصدنا آراء بعض المشاركات في الحوار السوري ـ السوري بخصوص دور المرأة في صياغة الدستور الجديد لسوريا، الملتقى انعقد  في مدينة الصمود والمقاومة كوباني، يوم الأربعاء بتاريخ 27/3/ 2019م, وذلك تحت شعار (من العقد الاجتماعي السوري نحو العهد الديمقراطي الجديد) وبحضور أكثر من 148شخصية سورية مستقلة وممثلين عن الأحزاب والتنظيمات السياسية العاملة في شمال وشرق سوريا، إضافةً إلى ممثلين عن المعارضة في الداخل السوري، ويعتبر هذا الحوار استكمالاً للحوارات السابقة التي دعا إليها مجلس سوريا الديمقراطي ، وحملَ الملتقى الأول شعار( لقاء وبناء)، الذي كان قد عقد في مدينة الطبقة في 28 من تشرين الثاني  من عام 2018م، واللقاء الثاني كان قد عقد في ناحية عين عيسى وحمل شعار (بناء وتقدم).

وتزامن عقد ملتقى الحوار الثالث مع إعلان النصر على داعش الذي بدأت مرحلة انكساره من مدينة الصمود والمقاومة كوباني لتشمل كافة المناطق السورية، وصولاً إلى آخر معاقلهِ في سوريا في بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي.

ويسعى مجلس سوريا الديمقراطية من خلال عقد الحوار السوري ـ السوري إلى العمل على إيجاد حل للأزمة السورية المستمرة منذ ما يقارب الثمان سنوات متتالية، من خلال فتح باب الحوار والنقاش في كافة القضايا الخلافية وغيرها، مع كافة القوى والتيارات والأحزاب السورية.

يجب أن تُستبعد الذهنية الذكورية من الدستور الجديد

وبهذا الخصوص أجرت صحيفتنا عدة لقاءات مع الناشطات المشاركات في المؤتمر ومنهن الناشطة المدنية رحاب إبراهيم من مدنية طرطوس، والتي أكدت على أن أهم المواضيع التي تناوله الملتقى هو قضية المرأة، الذي حث على ضرورة تكمين دور المرأة في المجتمع.

وحول مستقبل المرأة السورية في صياغة الدستور الجديد ومبادئه قالت رحاب إبراهيم؛ بأن من يساهم في صياغة دستور جديد لسوريا، يجب أن يستبعد الذهنية الذكورية ضمن الدستور الجديد.

مشيرةً إلى أن تجربة المرأة في الإدارات الذاتية تجربة رائدة وناجحة، وأضافت بالقول: “عندما آتي إلى هذه البقعة الجغرافية الجميلة في روج آفا وشمال وشرق سوريا أرى نفسي إنني حققت حلمي لتحرير المرأة من العبودية، فأنني أشعر بالأمان لي ولأبنتي ولأختي ولأمي ولكل أنثى، حيث أجد في هذه البقعة الجغرافية التي يُطبق فيها نظام الإدارات الذاتية والمدنية إن المرأة فعلاً مرأة سورية بحق، ووجِدت على الجبهة الأمامية في جبهات القتال، وقاتلت واستشهدت لتحرير وحماية موطنها من المرتزقة، وفي ذات الوقت تجدينها في منصات الحوار تحاور وتناقش من أجل حل أزمة بلادها، حقيقةً إنها تجربة رائدة، وعليها أن تُأخذ بجدية أكثر في العالم، وعلينا العمل على نشر هذه التجربة الرائعة في العالم أجمع”.

الإدارة الذاتية القدوة الأمثل في هذه المرحلة من تاريخ سوريا

ونوهت رحاب إلى إن آمالهم من هذا الملتقى الحوار السوري- السوري ببناء جسر الثقة بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، كونهم بحاجة إلى بداية جديدة بين الإدارات الذاتية والحكومة السورية، ليتمكنوا من وضع حلاً للأزمة السورية.

واختتمت رحاب حديثها بالقول: “نهدف من هذا الحوار إلى بسط سيادة الشعب السوري من جديد على  كامل الأراضي السورية، مع أخذ تجربة الإدارة الذاتية بحيادية، وبأنها تجربة فعلاً غنية وكان لها الحذوة الأكثر في هذه المرحلة من تاريخ سوريا”.

وأكدت ضمن الموضوع ذاته الناشطة المدنية ياسمين عينيه من ريف دمشق بالقول: يجب  تمكين المرأة سياسياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعياً، وتضمين ذلك دستورياً وفي زيادة وتعزيز مشاركة المرأة في عمليات صنع واتخاذ القرارات، وتمكينها في مجالات الدفاع المشروع والأمن، في الدستور السوري الجديد، وضمان مشاركة المرأة في كافة المجالات سواءً إن كانت اجتماعية أو سياسية أو عسكرية أو ثقافية، في صياغة الدستور السوري الجديد، ومراعاة جميع البنود التي تحمي المرأة والأطفال ضمن مشاريع دولية لحقوق الإنسان”.

ونوهت ياسمين بأن وضع المرأة يتحول إلى الأفضل بالتركيز الذي عملت عليه الإدارة الذاتية في حماية حقوق المرأة ومشاركتها في كافة المجلات، وإعطائها الشراكة والمناصفة بينها وبين الرجل، ووضع العديد من القوانين لتحمي وتصون حقوق المرأة في داخل وخارج سوريا.

وتابعت بالقول: “إن من الضروري تمكين دور المرأة في كافة المجالات، وأن تكون متكافئةً في صياغة الدستور الجديد، في الوقت التي تمر به والملتقيات والحوارات التي تخص المرأة وجعل من دورها أكثر وضوحاً، وأن تكون مشاركتها حقيقية في هذه المؤتمرات والمحافل بخصوص شأنها وشأن بلادها”.