المرأة الريفية وشغفها بالعمل البداية التاريخية لتطور المجتمع الريفي

جل آغا/ أمل محمد ـ

“نجاح رسول” امرأة في عقدها الخامس من العمر، من قرية قاصطبان تحترف المهن الريفية، ولا تزال تزاولها.

شهد العالم تطوراً ملحوظاً من الجوانب كافة، اقتصادياً وصناعياً، وهذا التطور كان كفيلاً في توفير المستلزمات، التي كانت مفقودة سابقاً، وغدت متاحة للجميع، وعلى الرغم من ذلك إلا أن نسبة كبيرة من العامة، وفي الكثير من المجتمعات والثقافات لا تزال تحتفظ بطرقها القديمة في إدارة أمور الحياة، ونجد ذلك في الريف خاصةً، الذي لم يتأثر بشكل كبير بالموجة العالمية، التي ضربت العالم والثورة الصناعية العالمية بشكل أدق.

في قرية قاصطبان، وهي إحدى قرى آليان التابعة لناحية جل آغا، زارت صحيفتنا “روناهي” منزل “نجاح رسول” المرأة الماهرة في الأعمال الريفية، لخبرتها الكبيرة فيها، والتي أشارت في بداية حديثها: “لأننا نعيش في القرى ومن خلال ممارسة الأعمال الريفية القديمة، والتي بدأت تقل شيئاً فشيئاً، إلى يومنا، فقد لجأت إلى القيام بأعمال زراعية متعددة، حيث أنني أمتلك خبرة واسعة في أي مهنة، وحرفة ريفية”.

مضيفةً: “أقوم بتربية النحل في فناء المنزل، ولديَّ خبرة في التعامل معه، وكيفية تربيته، وإن العسل الذي نحصل عليه بتربية النحل لا نبيعه، فهو مخصص لغذاء عائلتنا”.

وزادت نجاح في حديثها: “كما أنني أزرع الخضروات والأشجار المثمرة، مساهمة في الاكتفاء الذاتي قدر الإمكان، في ظل هذه الظروف الصعبة، وهذه الأعمال مهمة جداً لسد حاجة العائلة مما نحتاجه من الخضار، ومن جهة أخرى نقوم بالتوفير”.

وإلى جانب الزراعة وتربية النحل، تمتلك العائلة بعضاً من المواشي، التي تعتمد عليها في العيش، وتابعت نجاح: “أعمل في الزراعة وتربية الماشية، الأمر متعب ولكنه ضروري”.

المرأة الريفية والاقتصاد

وعن عمل المرأة الريفية وأهميته بينت نجاح: “الريف هو أساس الاقتصاد المحلي، والمشاريع الريفية الصغيرة مهمة جداً، وغالباً ما تبدع المرأة في هذه الأعمال والمشاريع، فدورها مهم للغاية وأساسي لنجاح أي عمل، لأن المرأة تتميز بقدرتها على الإدارة سواءً في إدارة المنزل، أو حينما تقوم بممارسة أي عمل آخر يؤدي بالنفع لها، ولعائلتها”.

بين الماضي والحاضر

وتشرح: “في الماضي كانت الأعمال أشد قسوة، التطور الذي نلمسه اليوم وفرَّ الجهد والوقت، ولكن مع ذلك هناك الكثير من الأعمال الريفية لابدَّ من أن تُنجز باليد العاملة”.

وتزيد: “النساء في الريف يبدعنَّ في الأمور كافة، سواءً الطهي، والأعمال المنزلية المعتادة والتطريز والحياكة والكثير غيرها، وإننا مارسنا هذا الأعمال، واحترفناها وكانت جزأً من حياتنا، الحياة أصبحت أكثر بساطة وسهولة، ولكن لم نتخلَّ عن الكثير من أعمالنا، ولا زلنا نستمتع بالقيام بها”.

واختتمت “نجاح رسول” حديثها: “الأرض هي مهوى عملنا وتحثنا على التمسك بها، وعمارتها بالزراعة أو بحمايتها، وتجميلها، والعمل الريفي ممتع لأنه جزء من حياتنا، فهو يلبي مطالبنا المادية، ويعزز دورنا في المجتمع”.