سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المرأة الإيزيدية تاريخ حافل بالنضال والمقاومة

هيفيدار خالد_

كيف يروي الإيزيديون، الذين تعرضوا لأبشع إبادة عرفها تاريخ الإنسانية في القرن الحادي والعشرين على يد أشرس تنظيم إرهابي عرفته البشرية، ما تعرضوا له من مجازر لأبنائهم؟ كيف لقلوبهم أن تحمل هذه المآسي والآلام والفقدان كلها؟ التي تعرضوا لها رغم أنهم، لم يمسُّوا يوماً أحداً بأذى، هم شعب عُرِفَ بالمحبة، والوئام، والتسامح، والسلام، والوفاق.
لا بد للإيزيديين أن يرووا لأبنائهم والأجيال القادمة لوذهم بالجبال حماية من المجازر والإبادة، احتموا بجبال شنكال الشامخة كشموخ أبناء شنكال، بعد أن تُرِكوا فريسة سهلة ولقمة سائغة بين فكي كماشة المجرمين الحاقدين عليهم وعلى دينهم العريق، لا بدَّ لهم أن يكشفوا شيوخهم ونساؤهم ما تعرض له أطفالهم، أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، وكيف أنهم قاوموا الهجمات والانتهاكات وكافة الممارسات اللاإنسانية، التي مارست ضدهم، وصمدوا أمام المجازر التي حاولت القضاء عليهم، وبتر أصولهم من جذورها وعلى أرض وطنهم. سيروي الإيزيديون الذين تغلبوا على ظروف حياتهم القاسية، والتحديات المريرة، التي تعرضوا لها لا سيما، خيانة أبناء جلدتهم لهم بعد التواطؤ مع الأعداء، وتركهم للموت وجهاً لوجه في شنكال الجريحة أرض الآباء والأجداد في العراق، بين حرارة فصيل الصيف الحارقة وبشاعة المجازر وعمليات الخطف والقتل والاستعباد الجنسي والزواج القسري والحمل والإجهاض وبيع النساء الإيزيديات في أسواق بغداد والمواصل كالجواري، ولم يقتصر عنف داعش ضد المرأة الإيزيدية على الاختطاف والاغتصاب فقط، نفذت كإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، نعم سيروون كل ما تعرضوا له من انتهاكات لتبقى حية في ذاكرة كل إيزيدي وكردي وكل إنسان يمتلك ولو مثقال ذرة من ضمير.
المرأة الإيزيدية المقاومة والصامدة والشجاعة والجريئة، وقفت في وجه هجمات داعش الإرهابي، ولم تستسلم للموت والإبادة التي ارتكبت بحق شعبها، فهي بنضالها وتنظيمها وإرادتها وقوتها الذاتية، واجهت كافة السيناريوهات والسياسات والمخططات العدائية، التي خططت وما زالت تخطط ضد شعبها للنيل من الإرادة التي أبداها في وجه جميع من حاول القضاء عليه.
الشباب الإيزيدي والمرأة الإيزيدية خاصةً تمكنوا من التصدي لكافة المؤامرات، التي حيكت ضدهم من خلال الإعلان عن تنظيم الصفوف وخوض غمار النضال الأيديولوجي والتنظيمي والاجتماعي بعيداً عن الأجندات الخارجية، التي حاولت فرض نفسها عبر اتفاقات وصفقات قذرة لا تخدم الشعب الإيزيدي وقضيته ولا تقدم شيء لهم.
نعم المرأة الإيزيدية كان لها دور فعال وبارز في دحر مرتزقة داعش الإرهابي، ولا سيما مشاركتها في حملة تحرير مدينة الرقة السورية التي جاءت من أجل تحرير النساء الإيزيديات وتمكنت بالفعل من تحريرهن، بعد أن خاضت معارك كبيرة في الرقة والعديد من المناطق الأخرى في المنطقة، ليكتب التاريخ من جديد المرأة الإيزيدية تاريخ حافل بالنضال والمقاومة والنضال من أجل حياة حرة كريمة تسودها العدالة والسلام.