المرأة الأرمنية… قدرات نضالية ضد الإبادة

آناهيد قصابيان (رئيسة اتحاد المرأة الأرمنية)_

منذ بداية ثورة 19 تموز في عام 2012 وإلى الآن تحاول الدولة التركية الفاشية باستخدام كافة محاولاتها العدوانية لإخماد وضرب التجربة الديمقراطية، وإسكات صوت المرأة الحرة، وضرب مرتكزات ثورتها عبر التدخل العسكري وضرب البنى التحتية المجتمعية، وتهديد الأمن والاستقرار وإجبار السكان على الهجرة وتفكيك العائلة وضرب أساسات الأسرة والتماسك المجتمعي.

ومن جهة ثانية تقوم بدعم وتوجيه المرتزقة التابعة لها، التي تصب جام غضبها وحقدها على المجتمع الديمقراطي والإدارة الذاتية الديمقراطية وحالة التآلف والتماسك بين شعوب إقليم شمال وشرق سوريا من كرد وعرب وسريان وأرمن وغيرها من الشعوب التي تعيش معاً بوفاق وسلام، وهذا التعايش السلمي الديمقراطي هو الرد الأقوى والأنسب لتركيا ومرتزقتها، وإلحاق الهزيمة بمخططاتها العدوانية.

مهما تمادت تركيا بعدوانها وتهديداتها وممارساتها ستتحطم مساعي العدوان على صخرة الصمود، وستبقى المرأة تقاوم سلطة الاحتلال في المناطق المحتلة من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا (عفرين، سري كانيه وكري سبي/تل أبيض) حيث مازال المرتزقة المدعومين من دولة الاحتلال التركي يقومون بممارسة الإرهاب والظلم عبر الاعتداء على النساء واستهدافهن ضمن مخططات قذرة، في محاولة لكسر شوكة المقاومة وإهانة المرأة على يد عصاباتهم المجرمة، في تجاوز فظيع على القيم الإنسانية وشرعنة حقوق الإنسان، حيث يمارسون حرباً خاصة عبر سياسات الاعتداء المباشر والضغط النفسي وممارسة العنف ضد المرأة، وفرض الأحكام بالسجن لهن واغتصابهن وتعذيبهن وقتلهن متذرعة بحجج واهية، للقضاء على الوجود الكردي وإجبارهم على ترك قراهم لتمكين أهدافهم في التغيير الديموغرافي وترحيل السكان الأصليين من مناطقهم التاريخية، وكسر إرادتهم من خلال فرض شروط تعجيزية، والاستيلاء على ممتلكات المواطنين من عقارات وبيوت وأراضٍ زراعية، إضافةً إلى عمليات الخطف والقتل والسجن، وممارسة أبشع الوسائل الوحشية ضد النساء من  خلال اعتقال ليس الرجال فقط، وإنما اعتقال النساء وتعريضهن لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي واغتصابهن، وهذه الحالات والأوضاع مستمرة وشبه يومية في ظل الصمت الدولي على جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين.

وبحسب الخبرة الثورية، ومعاينة وتحليل عقلية الطغمة التركية وذهنيتها السلطوية الذكورية، فإن المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا تدرك أنها صانعة للمجتمع الديمقراطي الحر، وأنها لن ترضى باستمرار الاحتلال والعدوان، وأنها تنظم صفوفها لمقاومة ومجابهة آلة العدوان والإرهاب بمزيد من الصمود والحزم عبر تنظيم المرأة لنفسها سياسياً، وعسكرياً، والمرأة الأرمنية كأحد شعوب المنطقة وعبر تنظيم اتحاد المرأة الأرمنية وبالتعاون مع باقي التنظيمات تدرك حجم المخاطر المحدقة، وتقاوم ظروف الحرب الخاصة المفروضة، وتدافع عن قيم الكرامة والجمال والأخلاق، وتقف يداً بيد مع الرجل في الدفاع عن مكتسبات الثورة في إصرار على انتزاع الحقوق المشروعة العادلة، وهي وفية لأفكار القائد عبد الله أوجلان وتسير نحو الأمام وهي أكثر تنظيماً وقوة وإصراراً على متابعة الثورة ولجم كل مقدمات إعادة تكرار الإبادة بحق الشعب الأرمني وغيره من الشعوب، ويقف اتحاد المرأة الأرمنية بحزم ضد إبادة الروح الحرة لدى المرأة في مجتمع الثورة والسلام، وأنه لا تراجع عن أهداف بناء المجتمع الديمقراطي الحر، وستبقى المرأة الأرمنية مدافعة شرسة ضد جميع الأطماع التركية، وتتعاضد مع نساء إقليم شمال وشرق سوريا والنساء في المناطق المحتلة لتبقى على الدوام مدافعة عنها حتى تحقيق التحرير والانتصار الكبير.