سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المدينة المنكوبة تئِنُّ تحت وطأة حرب مياه الشرب

قامشلو/ علي خضير –

أوضح الرئيس المشترك لدائرة مياه الحسكة “عيسى يونس”، إن قطع المياه عن محطة علوك يُنذِر بعواقب إنسانيّة عما يُقارِب مليونَ شخص يقطنون المدينةَ وأريافَها، خاصةً مع ارتفاعِ درجاتِ الحرارة، كما وأكَّد أنَّ هذه السياسة لن تحظى بمرادها، وستُباشر الإدارة الذاتية العمل على مشروع استجرار المياه من عامودا خلال الأيام القليلة.
أكثر من مليون نسمة يعيشون أزمة مياه خانقة في مدينة الحسكة، بسبب سيطرة جيش الاحتلال التركي والمرتزقة التابعين له، على محطة مياه علوك والتي هي الرافد الرئيسي لمدينة الحسكة وبلداتها وقراها.
وأكد الأهالي ضرورة محاسبة المحتل التركي على هذه الجريمة، التي تتنافى مع مواثيق الأمم المتحدة، لافتين إلى أنها ستفاقم الأخطار الصحيّة والأمراض والأوبئة، ولا سيما مع انتشار مرض الكوليرا في المدينة، والحاجة لمياه نظيفة ومعقمة تحدُّ من انتشار المرض.
الحسكة منكوبة لا تتوفر فيها أبسط المقومات 
وبيّن الرئيس المشترك لدائرة مياه مدينة الحسكة “عيسى يونس” لصحيفتنا، أن سبب قطع المياه عن الحسكة من قبل المحتل التركي، هي سياسة الاحتلال لوضع عراقيل أمام مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية: “من المعروف لدى القاصي والداني أنَّ موضوع قطع المياه عن مدينة الحسكة، نتيجة سياسات المحتل التركي تجاه المدينة، والغاية منه خلق الصعوبات أمام الإدارة الذاتية الديمقراطية، وهي استخدام سلاح قطع المياه كورقة ضغط على الإدارة الذاتية”.
تعتبر مدينة الحسكة مدينة منكوبة، والتي يبلغ عدد سكانها مليون ومئتي ألف نسمة، ولا تتوفر لديها أبسط مقومات الحياة من توفر الماء فيها، والذي يعود لسياسات تركيا الممنهجة في المنطقة، لذلك فإنَّ الحلول العاجلة تتطلب إيجاد بدائل بالسرعة القصوى لتوفير المياه، من خلال مشاريع بديلة، لتفادي عجز توفير المياه للحسكة، وأكد يونس على ذلك بقوله: “نحن نعرف النتائج الكارثية نتيجة انخفاض مياه مدينة الحسكة وآبارها، أدى إلى إعلانها منطقة منكوبة نتيجة انعدام مصادر المياه الصالحة للشرب، لمدينة يفوق عدد سكانها المليون نسمة”. محاولةً لمساندة أهالي الحسكة وتلبيةً لمعاناة وشكاوى الأهالي من ندرة المياه، بعد حبسها من قبل الاحتلال التركي، قامت كل من لجنة البلديات ومديرية المياه وفوج الإطفاء في مقاطعة قامشلو، بالإضافة للمجلس المدني في مدينة الرقة بشن حملة “سقيا ماء” لأهالي الحسكة، ولكن هذا الشيء لا يفي بالغرض أمام الحاجة الكبيرة لأهالي المدينة للماء، وفي فصل الصيف بشكلٍ خاص.
وأردف يونس عن الحملة قائلاً: “نشكر جميع من ساهم في حملة قامشلو ومجلس الرقة المدني لدعمهما ومساهمتهما في تخفيف معاناة مدينة الحسكة من تزويدهم بالمياه، ولكن هذا لا يغطي ما تحتاجه مدينة الحسكة إطلاقاً، حيث تستهلك المدينة يومياً ما يقارب الـ 150 ألف متر مكعب من الماء، فهذه الكمية تفوق طاقة الإدارة الذاتية، وحتى الصهاريج المدنية والمؤسساتية تعجز عن سد هذه الحاجة للماء”.
الإدارة الذاتية تقترح الحل النهائي لتروية الحسكة
لذلك اقترحت الإدارة الذاتية وضع حل دائم كون هذه المشكلة دائمة، وهو مشروع لاستجرار المياه من ناحية عامودا إلى مدينة الحسكة، وستتم المباشرة بهذا المشروع في الأيام القليلة بحسب ما أوضح رئيس دائرة مياه الحسكة عيسى يونس: “الحل الدائم لمشكلة المياه هو البدء بجر المياه من عامودا، واعتقد أن الموضوع قد تم التصديق عليه من المجلس التنفيذي لشمال وشرق سوريا، ولكن تحويرات العمل وفريق المتابعة والإشراف عليه، هذه الإجراءات تحتاج لوقت لإتمامها، والوقت سيكون بالأيام القليلة وليس بالأشهر للبدء بالمشروع”.
تمر مدينة الحسكة بوضعٍ كارثي، وأزمة مياه خانقة، بسبب إيقاف محطة علوك عن ضخ المياه، من قبل الاحتلال التركي، حيث عدد سكّان مدينة الحسكة يبلغ مليون ومئتي ألف نسمة، يعتمدون على الآبار السطحية المنتشرة على أطراف المدينة لتلبية حاجاتهم من المياه.