المخدرات… آفة دخيلة لتفتيت المجتمع وجهود حثيثة لمكافحتها

الشهباء/ فريدة عمر ـ

---

أوضح الناطق باسم لجنة مكافحة المخدرات في مقاطعة عفرين والشهباء، بشار إسماعيل، أن انتشار المخدرات بين أفراد المجتمع هو خطة ممنهجة لتدمير القيم والأخلاق المجتمعية، واستهداف مكتسبات ثورة التاسع عشر من تموز، مؤكدا على تطبيق الجهود الحثيثة لمكافحتها.

إلى جانب الهجمات الاحتلالية الحادة، التي يشنها الاحتلال التركي بتوافق مع الدول المهيمنة على عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وقد خلفت تلك الحروب الدمار والخراب بالاستهداف المباشر للمدن الآهلة بالسكان، والمرافق العامة والمراكز الخدمية، التي تخدم الآلاف من شعوب المنطقة، واحتلال العديد من المناطق، وتشريد وتهجير سكانها قسرا، فإن الدول التي تدير تلك الحروب تعمل بخطة ممنهجة إلى استهداف المجتمع، وخاصة الفئة الشابة، التي هي العماد الأساسي لبناء المجتمعات، وإن هؤلاء الشباب كان  لهم الدور الأساسي في انطلاقة ثورة التاسع عشر من تموز. فالحرب النفسية، والحرب الإيديولوجية، وغسيل الأدمغة، والحرب الباردة، هذه المصطلحات كلها تعني معنى واحداً، وهو الحرب الخاصة، لأنها حرب تستهدف النفس البشرية، وتدمر القيم والأخلاق المجتمعية.

وفي هذا المجال يستخدم الاحتلال التركي، العديد من الأدوات في حربه الخاصة، مثل، تشجيع الشباب على الهجرة، أو جرهم إلى العمالة والارتزاق، إلى جانب تشويقهم للقيام بالأعمال اللاأخلاقية عن طريق استهداف النفوس الضعيفة، والتحكم بإرادتهم عن طريق تعاطي الخمر ونشر المواد المخدرة. وفي مواجهة الحرب الخاصة، ولمنع تفتيت القيم الأخلاقية للمجتمع، وللحد من هذه الظواهر الدخيلة، تعمل العديد من الجهات المعنية في إقليم شمال وشرق سوريا، بما فيها قوى الأمن الداخلي وقوى مكافحة المخدرات، بالعديد من الأعمال التوعوية إلى جانب حملات الضبط، ومنع نشر تلك الأفة الدخيلة والمضرة إلى مجتمعنا.

استهداف مكتسبات الثورة

ولمعرفة المزيد عن هذه الظاهرة ومدى انتشارها والهدف منها إلى جانب الجهود المبذولة لمكافحتها، كان لنا لقاء مع الناطق باسم لجنة مكافحة المخدرات في مقاطعة عفرين والشهباء، بشار إسماعيل.

واستطرد في بداية حديثه، أن الهدف من انتشار آفة المخدرات في المجتمع، هو استهداف مكتسبات الثورة: “إن ثورة روج آفا وعلى مدار أعوام متواصلة من انطلاقها قد حققت لشعوب المنطقة عموماً العديد من المكتسبات الحقيقية والتاريخية على الأصعدة السياسية والاجتماعية والعسكرية، وأصبحت هذه الثورة نموذجاً وملهماً لعموم الشعوب التواقة للحرية، لذلك تتعرض هذه المكتسبات للعديد من مخططات الإبادة عن طريق الحرب العسكرية والدمار والتخريب الذي يحصل، إلى جانب ذلك استهدافها عبر وسائل ممنهجة في الحرب الخاصة”.

الفئة الشابة أكثر استهدافاً 

ونوه إسماعيل، بأنه يتم استهداف شريحة الشباب بشكل أكبر: “إن الفئة الأكثر عرضاً للاستهداف هي الفئة الشابة، حيث تعمل أدوات هذه الحرب في التركيز على هذه الفئة، التي تعدُّ نواة وديناميكية المجتمع، ففي الآونة الأخيرة تعمل العديد من الخلايا والأجندات، التي تعمل لصالح الأطراف المعادية لثورة روج آفا، إلى نشر آفة المخدرات بشكل كبير ضمن المجتمع، وتحديدا بين صفوف الشباب، كأداة من أدوات لحربها الخاصة؛ وذلك لتدمير النفس البشرية وانحلال القيم الأخلاقية لدى المجتمع، وفي الفئة الشابة على وجه الخصوص”.

وكشف إسماعيل الأضرار، التي تخلفها هذه الآفة على المجتمع والمتعاطين: “إن تعاطي المخدرات، بقدر ما يؤثر على نفسية الإنسان المتعاطي، ويجعله يدمن على ذلك، فإن تعاطي المخدرات يشجعه على ارتكاب الأفعال الغير مقبولة في المجتمع، فالإنسان المتعاطي لا يدرك ما يفعله، لذلك فهي المفتاح لفتح الطريق أمام أعمال وظواهر أخرى لا تتناسب ولا تتماشى مع أخلاق ومعايير مجتمعنا، إلى جانب ذلك فهي تؤثر على الجانب الصحي للإنسان المتعاطي أيضاً، وبالحالتين ينشأ فرد مريضاً نفسياً وعقلياً وجسدياً، بعيداً كل البعد عن الأسرة والمجتمع”.

جهود حثيثة لمكافحتها ومنع انتشارها

وقد أشار إسماعيل، إلى جهود قوى الأمن الداخلي ولجنة مكافحة المخدرات في عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا لضبط ومنع انتشار المواد المخدرة: “كما يعرف بأن مقاطعة الشهباء تتعرض لحصار خانق إلى جانب الهجمات التركية، وخاصة أن مقاطعة الشهباء تضم عدداً هائلاً من مهجري عفرين، وطبيعة العيش ضمن ظروف التهجير صعبة للغاية، ومعرضة للحرب الخاصة والهجمات بشكل أكبر، فالعديد من الجهات المعادية، التي تعمل لكسر إرادة مهجري عفرين وإدارتها، وإفراغ مقاومة العصر من معناها الحقيقي، ودفع الأهالي مجدداً للتهجير، إلى نشر المواد المخدرة بشكل مكثف، إلى أننا كجهة معنية نعمل وبجهود حثيثة لمكافحة ذلك، ومنع انتشارها وتأثيرها على المجتمع، عن طريق ضبط ومنع دخولها إلى جانب حملات التوعية مع الجهات المعنية كهيئة التعليم وهيئة الشباب وغيرها، وتحديدا تركزت هذه المحاضرات ضمن المخيمات والمدارس”.

“تعاوننا درع في وجه المخططات الهدامة”

التعاون بين الأهالي والجهات المعنية ضروري جداً للتخلص من هذه الآفة، وعليه ناشد الناطق باسم لجنة مكافحة المخدرات في مقاطعة عفرين والشهباء، بشار إسماعيل، في ختام حديثه، الأهالي والفئة الشابة وكافة الجهات المعنية، بالتعاون في وجه الظواهر الدخيلة والمخططات، التي تستهدف المجتمع: “يجب علينا جميعاً التكاتف لنحمي أنفسنا ونحمي مجتمعنا، وشبابنا الذين هم أمل المجتمع وضمان حماية مكتسبات ثورتنا، وأن نقف درعاً في وجه المخططات، التي تستهدف قيمنا الأخلاقية، فلنكن يداً بيد لنبني مجتمعاً سليماً من الجوانب كلها”.

ويشار إلى أن قوات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وبحضور لجنة من هيئة الصحة، ولجنة من النيابة العامة والرئاسة المشتركة للهيئة الداخلية، قد أتلفت المضبوطات من المواد المخدرة، التي تم ضبطها من تاريخ الشهر السابع لعام2023 ولغاية الشهر الثالث لعام 2024.

وقد بلغت كمية المواد المخدرة التي تم إتلافها:

– كريستال الميث بوزن ٣٨٦٧٢٣٩ ثمانية وثلاثون كيلو غراماً وستمائة واثنين وسبعين غراماً، وتسعة وثلاثين ملغ.

– كبتاغون عدد٢٤٤٧٥١٣ مليونين وأربعمائة وسبع وأربعين ألفاً وخمسمائة وثلاث عشرة حبة.

– حشيش بوزن ٨١٩٤٢٥ واحد وثمانين كيلو غرام وتسعمائة واثنين وأربعين ونصف غراماً.

– حبوب متنوعة عدد ٢٧١٨٧ سبعة وعشرين ألفاً ومائة وسبعة وثمانين حبة.

– هيروين بوزن ٤٧٠٩٣ أربعمائة وسبعين غراماً وثلاثة وتسعين ملغ.

– نبات حشيش عدد٤٦٢.

– إبر مخدرة عدد١٦١٤١ ستة عشر ألفاً ومائة وواحد وأربعين إبرة.

– غبار الحشيش بوزن ١١٧ غراماً

– قنبز بوزن كيلو غرام واحد، وستمائة وستة وثلاثين غراماً وسبعة ملغ.

– سجائر عدد ١١.

– زيت حشيش بوزن ١٠ غرامات.

– زيت كبتاغون كيلو غرام واحد وثمانمائة، وتسعة وأربعون غراماً.

– بالإضافة لكميات كبيرة من أدوات التعاطي.

كما وكشفت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في إقليم شمال وشرق حصيلة عمليات قواتها خلال عام 2023، أفادت فيها أنها فتحت 1946 ملفاً بما يخص مكافحة المخدرات في إقليم شمال وشرق سوريا، وألقت القبض على 3300 شخص، بينهم 172 تاجراً، و2165 متعاطياً و963 مروجاً وبائعاً، وضبطت 74.557 كغ كريستال الميث، و415.32 كغ من الحشيش، 428 شتلة حشيش، و159 سيجارة حشيش، 648.582 حبة مخدرة متنوعة، و1.636.401 حبة كبتاغون، 7.742 كغ هيروئين، و160 غراماً كوكائين، و107 جنابات الحشيش، 684 غراماً من القمبز، 21.907 إبر مخدرة. وآخر تلك العمليات كانت عمليتين نفذتا في ريف دير الزور الشمالي، ألقت فيها القبض على أربعة بائعين ومروّجين للمخدرات.

وباستمرار مساعي دولة الاحتلال التركي لبقاء هذه الآفة منتشرة في إقليم شمال وشرق سوريا، تواصل إدارة مكافحة المخدرات عملياتها لضبط المواد المخدرة وإلقاء القبض على مروجيها ومتعاطيها وبائعيها، وعلى هذا الأساس، نحن نناشد الأهالي مراراً للتعاون لبتر هذه الآفة والعيش بمجتمع صحي سليم خال من الآفات.