الحسكة/ آلان محمد ـ
لم تعد تتناسب حاجيات المواطن مع دخله المعيشي ولا بأي شكلٍ من الأشكال, خصوصاً إذا ما قارنا متوسط دخل المواطن بحجم المستلزمات اليوميّة المفروضة عليه, مع سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السوريّة، الأمر الذي بات يُنذر بكارثة اقتصادية واجتماعية.
فالحقيقة الركيزة الاقتصادية للأسرة تُمثّل عدة إشارات استفهام, تتعلق بطبيعة المردود الاقتصادي لهذه الأسرة, فما الذي يوفره الوارد المالي لتأمين حاجات ومستلزمات العائلات بالشكل الطبيعي والضروري, خصوصاً مع ضبابية الأمور المتعلقة بسعر صرف الدولار وارتفاعه بشكلٍ مضطرد على مدار الساعة, والضبابية المتعلقة بالدولار باتت مبهمةً بالنسبة لغالبية المواطنين, فيُمسون على أسعار مرتفعة ويصبحون على أسعارٍ أخرى جديدة.
الرابط الاقتصادي وتفكك الأسرة
تؤدي حالات الفقر المتزايد إلى فرض آثار سلبية خطيرة على الأسرة أو العائلة, وبالتالي تفكك الأسرة وانهيار المجتمع, وضمور العملية التربوية والتعليمية وزحزحة المسار الطبيعي لتربية الأطفال في البيت والمدرسة, وفي كثير من الأحيان تؤدي إلى تغيير في سلوك وميول الأطفال, ومن الطبيعي أن تمس هذهِ المتغيرات كيان الأسرة بشكلٍ مباشر وتجعلها في حالة اضطراب وتخبّط.
وفي هذا الصدد؛ التقت صحيفتنا “روناهي” بالرئيسة المشتركة لمديرية التموين في مقاطعة الحسكة حليمة أحمد حيث قالت: “للأزمة الاقتصادية عدة عوامل سلبية على الأسرة والمجتمع, ترتبط بشكلٍ مباشر بغياب المظلة الأسريّة، وبالتحديد عمود هذه المظلة وهو الوالد الذي يحاول جاهداً في تأمين مستلزمات العائلة الضرورية والملحّة, والتي بات يأخذ شكلها ضرباً من ضروب المستحيل”.
أسباب حدة هبوط الليرة
وأضافت حليمة: “من المعروف أنَّ قانون قيصر الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية على الحكومة السوريّة, قد ألقى بظلاله على عموم الشعب في سوريا, بالإضافة إلى قلة الإيرادات التي أوصلت الحكومة السوريّة إلى أدنى المستويات المالية, وبسبب الحرب الطويلة التي شهدتها سوريا, انهارت كافة مفاصل البنية الاقتصادية في البلاد التي أدت في نهاية المطاف إلى تدهور الوضع الاقتصادي في كافة الجغرافية السوريّة, وتركت الشعوب في حالةٍ من التخبط وقلة الحيلة أمام هبوط الليرة وقلة الدّخل, ومع تخطي الدولار الواحد لحاجز 4500 ليرة, تبدو الصورة واضحة لتردي الحالة المعاشية بين المواطنين, والمواد الغذائية آخذة بالارتفاع بوتيرة سريعة, لم تعد تُمكّن المواطن من القدرة على شراء الحاجيات الضرورية واللازمة بشكلٍ ضروري ويومي”.
حال المواطنين وشكل الحلول
مع الاستغراب المتكرر والمستمر بسبب تزايد الأسعار خلال ساعاتٍ، بل ودقائق, يبقى السؤال الوحيد الذي يشغل بالهم هو, وماذا بعد؟ وإلى أين سيصل سعر الدولار؟ وماذا سنفعل؟ وماذا سيحل بنا؟ أسئلةٌ بديهية متبادلة بين الأهالي في شمال وشرق سوريا, يقول المواطن محمود عبد الغني وهو صاحب إحدى البقاليات: “لم أعد أستطيع شراء السلع لبقاليتي, بسبب الخسائر التي أتعرض لها والسبب صعود الدولار, ولم يعد باستطاعتي التعامل مع الزبائن, ونريد حلاً ينقذنا من هذه الكارثة التي حلت بنا”.
