سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الكي بالنار…من أبرز الطرق لعلاج الأمراض

  روناهي/ الطبقة ـ يعتبر العلاج بالكي طريقة قديمة استخدمت في الطب الشعبي، وتعود هذه الطريقة في العلاج إلى فترات زمنية بعيدة، حيث كان الإنسان يوظف كل ما أوتي من إمكانات  في الكشف عن الكثير من الأمراض، ويتم علاجها إما بالمصادفة، أو بالتجربة التي لا تكاد تخلو من المخاطر والآثار الجانبية.
ويستخدم الكي أو ما يسمى بلهجة أهل منطقة حوض الفرات (بالعطبة)، في الحالات التي لم ينجح علاجها بالطب البديل أو التداوي بالأعشاب.
ما هي طريقة الكي؟؟؟

الكي يتم بطريقتين الأولى باستخدام قطعة معدنية مثل أبره أو قطعة حديد تكون بأشكال مختلفة، وهناك طريقة ثانية ولكن قليلة الاستخدام وهو القماش المصنوع من القطن أو الكتان، حيث تجعل قطعة القماش على شكل طولي بقطر 1 سم وطولها 3سم، وتشعل في مقدمتها النار، حيث يتم احتراقها ببطء ودون لهب، وأثناء احتراق تلك القطعة تنطلق منها رائحة دخان خاص ومميز بهذا النوع من القماش، ويسمى هذا الدخان (العِطّاب) ومن هنا جاءت تسمية من يقوم بهذه العملية بـالعَطّاب.
من أهم استخداماته …
أما استخدام الكي فهو يفيد في علاج عدة حالات مرضية، ومنها إصابة العين بالماء الأبيض، أي تشكل غشاوة في عدسة العين فتسبب عائقاً للرؤية، ويتم الكي بطريقة (العطبة)، في منطقة الصدغ أو ما يسمى باللهجة العامية “الصابر” القريب من جهة العين المصابة، وتبقى النار مشتعلة في مكان (الكي) حتى انطفاء النار، أي انتهاء الفتيل القماشي الذي بطول 2سم تقريباً، ويحتاج مكان (الكي) من أن يبرأ من آثار الحرق حوالي عشرين يوماً، ويعالج بغلي نبات بري يدعى الكريصة وهي عبارة عن نبات بري ينبت في بوادي الفرات يضاف إليه السمن العربي ثم يصفى والناتج من الخليط يدهن به مكان الحرق وفي علاج ما يسمى باللهجة العامية لأهالي المنطقة (بالبهظة)، وهي حمل شيء ثقيل يصاب على أثره بالوهن وعدم الشهية للأكل، حيث توضع (العطبة) في منطقة البطن والظهر في الأماكن التي يشعر بها بالألم، وأيضاً يستخدم الفتيل القماشي حتى انطفائه بالجسم، ويحتاج إلى فترة طويلة للشفاء من آثار الحروق، وكذلك يتم الكي في منطقة ساعد اليد اليمنى في منطقة العضلة تماماً.
أمراض تعالج عن طريق الكي

ويستخدم الكي لعلاج ما نسميه (عرق النسا)، وهو الإصابة بألم شديد يمتد من الظهر مروراً بالورك ومنتهياً بأصبع القدم المصابة، ويتم الكي في منطقة الساق فوق (كعب الموت) بقياس (العَطّاب) وهي ثلاثة من أصابع اليد بجانب بعضها، وتستخدم قطعة معدنية تكون موضوعة على النار مسبقاً، وكذلك يتم علاج من أصيب بـ (الشرقة)، وهي سحب ماء أو بقايا الطعام عن طريق القصبات الهوائية وتتركز في الرئتين، وتسبب مضايقة وسعالاً شديداً ومستمراً، وتعالج بالكي عند التقاء أصبع الإبهام والسبابة في كف اليد اليسرى، ويكون الكي في أعلى الكف وليس في الباطن، وكذلك معالجة الإصابة بـ (الأكلة)، وهي تناول طعام لا يوافق الجسم، حيث المصاب يتسمم بالدم، ويكوى في البطن مقابل رأس المعدة، ويقابلها أيضاً في منطقة الظهر، ويكون الكي على شكل متصالب في كلا المنطقتين، ومن الأمراض التي يمكن معالجتها بالكي “الطنطفة”، وهي التهاب لسان المزمار أو التهاب اللوزات الحاد، ويتم الكي في منطقة أعلى جبهة الرأس بالقرب من الشعر، وكذلك في المنطقة الخلفية للرقبة أيضاً قرب الشعر، وأثناء عملية الكي يصاب المريض بألم شديد قد يصل في بعض الأحيان إلى مرحلة الإغماء، نتيجة تعرضه للحرق ودون تخدير موضعي.
ومن الناحية الطبية يعد الكي من الوسائط الطبية التي تستعمل لمعالجة الآلام والأمراض، رغم التطور الكبير في وسائل الطب والعلاج في العالم ولكن عمليات الكي مازالت موجودة في المنطقة إلى الوقت الحاضر، يلجأ إليها الناس البسطاء الذين يئسوا من استعمال الأدوية وهم قلة.
كما يستخدم الكي بالنار في علاج مرض أبو صفار وهو أحد أنواع الالتهاب الكبد وذلك من خلال استخدام مخاط ويوضع فيها قشور الرمان ويتم وضعها على النار حتى ترتفع حرارة المخاط والقشور ومن بعدها توضع على أحد عروق اليد من الأعلى وبعدها يتم جرح مكان الكي ويجرح ويخرج منه المادة الصفراوية ويكون بذلك شفي المريض.
لازال العلاج بالكي مستمر
وفي لقاء مع أحد ممن يمتهن الطب العربي والكي بالنار مؤيد الغازي والذي حدثنا قائلاً: أن أخر علاج للأمراض هو الكي بالنار وهذا دليل أن الكي هو المرحلة النهائية التي يلجأ لها المريض للشفاء.
وذكر مؤيد الغازي بأنه  يستخدم سيخ من النحاس للتداوي بالكي فلعلاج مرض البهاق مثلاً يعطى المريض أدوية أعشاب ليبدأ المريض بالإسهال في البطن وارتخاء الأمعاء وبعدها يضع السيخ على مصدر النار حتى درجة الاحمرار ويقوم بوضع السيخ على العضلة وكويها 3 كويات متوازية، ثم نضع ورق الخس أو العنب لفترة على مكان الحرق.
وأضاف مؤيد الغازي أن الهدف من ذلك هو أن يخرج الألم أو القيح لخارج الجسم ومن ثم يدهن مكان البهاق بالعسل كما نضع ودع وصدف لمدة 4أيام بكأس الليمون ويدهن يوم من الودع ويوم من العسل .
ونصح الغازي المرضى بعد الكي بأكل اللبى وشرب الزنجبيل الأخضر حتى يقوم الكبد بإفراز الدم الفاسد والقيح ليخرج من الجلد وتستمر هذه العملية حتى يشفى المريض من إصابته.
وأضاف الغازي أنه لا يوجد فصل أو يوم محدد لعملية الكي بل يمكن إجراءه في أي يوم من أيام السنة وخاصةً في الصيف.