الكمون يحل محل القمح في جنوب الحسكة

الشدادي/ حسام الدخيل –

في ظل الظروف المناخية الصعبة، والأزمة الاقتصادية التي تتأثر بها البلاد، لجأ غالبية المزارعون في منطقة جنوب الحسكة، إلى زراعة محصول الكمون، بدلاً من محصول القمح الذي يتطلب الري بكميات كبيرة، في ظل أزمة المياه والجفاف الذي تعاني منه المنطقة.

يعتبر الكمون من النباتات العطرية، التي تستخدم كثيراً في المطبخ السوري والعربي، فضلاً عن بعض الاستخدامات الطبية الأخرى، ويتميز الكمون بأنه أحد المحاصيل التي لا تحتاج إلى مياه بشكلٍ كبير، ويعتمد على مياه الأمطار، وفي حال عدم هطولها، فهو لا يحتاج إلا لريتين فقط، على عكس بقية المحاصيل الأخرى.

اللجوء إلى الزراعات البديلة 

المزارع “حامد المخلف” المنحدر من قرية الحنة الشرقية التابعة لناحية الشدادي جنوب الحسكة قال لصحيفتنا: “إن الكثير من المزارعون هذا الموسم توجهوا إلى زراعة الكمون، على عكس ما اعتاد عليه كل عام، حيث كان المزارعون يلجؤون إلى الزراعات الاستراتيجية والمتعارف عليها في المنطقة، وهي زراعة القمح والشعير، أما هذا الموسم اختلف الأمر تماماً، حيث اعتمد المزارعون على الزراعات البديلة، مثل الكمون وحبة البركة والعدس، وغيرها من المزروعات، ولكن الكمون تصدّر السباق الزراعي هذا الموسم”.

وأرجع المخلف سبب توجه المزارعون لزراعة محصول الكمون على وجه الخصوص، إلى عدة أسباب، أهمها، توقف نهر الخابور عن الجريان بشكلٍ نهائي، مما تسبب بغياب المياه اللازمة لري المزروعات الاستراتيجية، ومن جهة ثانية تأثر المنطقة بموجة الجفاف والتغيير المناخي وانخفاض معدل هطول الأمطار على المنطقة، أما السبب الأهم للجوء الأهالي لزراعة الكمون، هو سهولة زراعته وعدم احتياجه إلى كميات كبيرة من المياه، بالإضافة إلى غلاء سعره، وسهولة تسويقه.

الكيلو بعشرة دولار 

ووصل سعر الكيلو الواحد من الكمون في الأسواق إلى عشرة دولارات أمريكية، أي ما يعادل مئة وخمسين ألف ليرة سورية، ويحتاج الدونم الواحد من كيلوين إلى ثلاثة كيلو لكل دونم، فيما تبلغ تكلفة حراثة الدونم الواحد /50/ ألف ليرة، أن ما يقارب /3.23/ دولار أمريكي.

وبالمجمل يحتاج كل دونم إلى 35 دولار أمريكي، ويضاف إليها ثمن الأسمدة التي يحتاجها المحصول، لتبلغ التكلفة الإجمالية قرابة الـ 50 دولار للدونم الواحد.

زراعة الكمون مغامرة للمزارعين 

أما أبرز المعوقات التي تواجه مزارعي المنطقة، بحسب ما ذكر المزارع “إبراهيم الأسعد”، هي التربة الملحية في المنطقة، حيث لا تعتبر مناسبة إلى حدٍ كبير لزراعة الكمون، وبذلك تكون زراعة هذا المحصول بمثابة تجربة، ومغامرة للمزارعين، ولجأ إليها المزارعون في محاولة منهم لتجربة زراعة جديدة بالدرجة الأولى بالإضافة إلى تعويض الخسائر التي تعرضوا لها خلال المواسم السابقة، إذا ما نجح المحصول.

وأشار الأسعد إلى أن ثمن التكلفة الباهظة لزراعته يعد أيضاً من أبرز المعوقات التي تواجه المزارعين.

سلبيات زراعة الكمون

أما عن سلبيات زراعة الكمون في منطقة الجزيرة بشكلٍ عام، وجنوب الحسكة بشكلٍ خاص، قال الأسعد: “هناك سلبيات لزراعة الكمون، حيث تعتبر المنطقة سلة للمنطقة من المحاصيل الاستراتيجية، والكمون هذا الموسم أصبح منافساً قوياً للقمح والشعير، وهذا الأمر غير مُحبب، حيث قد يتسبب بنقص الكميات اللازمة لسد الاكتفاء الذاتي من القمح”.

ونوه الأسعد إلى أنه لا يمكن إلقاء اللوم على المزارع في هذا الأمر، حيث فُرض على المزارع فرض، لأسباب كثيرة، منها التغير المناخي، وعدم توفر المياه، بالإضافة إلى تأخر هيئة الزراعة والري إلى توزيع مستحقات المزارعين من المحروقات وخاصةً أصحاب الآبار الزراعية مما دفعهم إلى شراء كميات المحروقات اللازمة للري من السوق السوداء بسعر مرتفع جداً، هذه الأسباب كانت كفيلة لتوجههم لزراعة الكمون.

والجدير ذكره، بأن كميات الأمطار الهاطلة خلال 24 الساعة الماضية وحتى صباح يوم السبت المصادف 27 كانون الثاني، في عموم مناطق شمال وشرق سوريا وبحسب المكتب الإعلامي لهيئة الزراعة والري لشمال وشرق سوريا كانت كالتالي: كوباني 4 ملم، منبج 3 ملم، السفيرة 12 ملم، كري سبي/ تل أبيض 9 ملم، بئر محيسن 12 ملم، الرقة 2 ملم، المنصورة 2 ملم، الكرامة 2 ملم، السبخة 3.5 ملم، جديدة خابور 4 ملم، ديرك 16 ملم، الزهيرية 15 ملم، هيمو20 ملم، عامودا 12.5 ملم، تربه سبيه 16 ملم، قامشلو 6 ملم، تل كوجر 18 ملم، الدرباسية 9.5 ملم، جل آغا 16 ملم، أبو قصايب 14.5 ملم ، تل حميس 17 ملم، تل براك 23 ملم، تل علو 16ملم، الحسكة 4ملم، مبروكة 29 ملم، الهول 24 ملم، تل تمر 4 ملم، أم مدفع 6 ملم، تل بيدر 3 ملم، الشدادي 9.5 ملم، العريشة 10 ملم، مركدة 5 ملم.