سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

القائد أوجلان: لا يمكن بناء المستقبل الحر إلّا بتبديل العبيد بالأحرار

“لا يمكن بناء المجتمع الحر إلّا بتأسيس الإدارات الذاتيّة والديمقراطيّة؛ لا يمكن بناء المستقبل الحر إلّا بتبديل العبيد بالأحرار. عند النظر إلى الأمر في ضوء هذه الحقيقة، سيُفهم أنّ السجون الجسديّة لا معنى لها مطلقاً، المسافة الماديّة بيننا لا معنى لها”.
يصادف يوم الرابع من نيسان؛ يوم ميلاد القائد عبد الله أوجلان الذي يُعتقل في ظلّ ظروف عزلةٍ مشدّدة في سجن إمرالي منذ 25 عاماً، ولا ترد عنه أي معلومات منذ أكثر من عامين.
وتطرّق القائد عبد الله أوجلان في العديد من تقييماته إلى النضال من أجل الأشخاص والمجتمعات الحرّة، وأشار إلى أنّه لا يمكن إفشال المؤامرات وإنهاء العزلة إلّا بهذه الطريقة.
وبهذه المناسبة؛ نشرت وكالة هاوار هذه الرسالة التي وجّهها القائد عبد الله أوجلان عام 2014 لـ (مسيرة الرابع من نيسان نحو آمارا) والتي سلّط خلالها الضوء على أهميّة بناء المجتمع الحرّ مجدّداً.
“شعب كردستان العزيز، أحيي جميع رفاقي، الشباب والنساء، الذين يعتبرون يوم الرابع من نيسان ولادةً جديدةً للأمّة أكثر من كونه يوم ميلادي، ويعبّرون عن أحلامهم بالحريّة في شخصي ويسيرون نحو أمارا باحترام. بدأنا نضالنا في سبيل الحريّة قبل 40 عاماً، تحت شعار “كردستان مستعمرة”.
وقد وصل هذا النضال اليوم إلى مستوى الإدارة الجوهريّة بفضل تضحياتكم وقيمنا الثابتة التي لا تحتمل أي نقاش، وبالكفاح الحازم لجميع مؤسساتنا.
إنّ هذه الجغرافية أشبه بحديقةٍ متعدّدة الهويات، والثقافات، والمعتقدات والحقائق، التي كانت تعيش عليها مع بعضها البعض. واجهت جميع شعوب الشرق الأوسط خلال حملة الحداثة الرأسماليّة ضدّ أراضيهم وقيمهم، وجه الإبادة التي تحملها الدولة القوميّة، وقد أصبح مفهوماً اليوم إنّه لا يمكن من الآن فصاعداً، العيش في هذه الأراضي مع هذه الأنظمة القديمة وأيديولوجياتها. فلا يمكن بناء المجتمع الحر إلّا بتأسيس الإدارات الذاتيّة والديمقراطيّة. لا يمكن بناء المستقبل الحر إلّا بتبديل العبيد بالأحرار.
عند النظر إلى الأمر في ضوء هذه الحقيقة، سيُفهم أنّ السجون الجسديّة لا معنى لها مطلقاً، المسافة الماديّة بيننا لا معنى لها، إنّ الإلهام الذي منحه نضالنا لجميع شعوب العالم تجسّد تماماً حقيقة تحويل السجون إلى ميادين للحريّة.
ونعلم أنّه عند عدم تقييم الأمر على هذا النحو، فإنّ جميع الجبال، السهول والمدن تتحوّل تماماً إلى سجون مظلمة، المسافة الماديّة بيننا لا معنى لها. فأنا اليوم أشارككم مائدة الشمس في أمارا. ومع رفاقي واحداً بواحد. إنّي أضع أرضنا التي لم تشهدنا نحن فقط بل شهدت الحضارة بأكملها في أمانة رفاقي ورفيقاتي وأعهد بها إلى نهج الحريّة التي يتّبناها شعبنا بأسره.
أعانقكم جميعاً بإيماني بأنّنا سنجتمع في وطنٍ حر”.