روناهي/ قامشلو ـ
تؤكد لجنة مُهجري سري كانيه على الإصرار للعودة إلى المناطق المحتلة من قِبل تركيا عن طريق فعالياتهم وعملهم الذي سيستمر ويحث على إخراج المحتل من الأراضي المحتلة، وسلمت مذكرات احتجاج نقلت ما يعانيه أهالي سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض.
يصادف التاسع من شهر تشرين الأول، الذكرى السنوية الثانية لاجتياح تركيا المحتلة بمشاركة مرتزقتها، منطقتي سري كانيه، كري سبي/ تل أبيض في شمال وشرق سوريا، بهجمات واسعة أُطلق عليها “نبع السلام”، الذي كان نبعاً لسفك دماء العزل المدنيين من المنطقتين، ووفق تقارير حقوقية، دفعت الهجمات الاحتلالية في تهجير نحو 300 ألف شخص من ديارهم، بينهم تهجير ما يقارب 175 ألف شخص من المنطقة الممتدة بين سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض والتي كان أردوغان بإنشاء “منطقة آمنة” فيها، ووفق ما نشرته وكالة “نوث برس” غالبية السكان في سري كانيه كرد، فإنه لم يتبقَّ من الكرد في المنطقة سوى نحو 50 شخصاً معظمهم مسنون، بينما لم يعد للإيزيديين، والذين كان يبلغ عددهم نحو 600 شخص موزعين في 16 قرية بالإضافة إلى تواجدهم في المدينة، لهم وجود بعد الاجتياح التركي للمنطقة، أما المسيحيين فيبلغ عددهم الحالي 14 شخصاً فقط في المدينة، بحسب ذات المصادر.
نقل صورة وصوت الأهالي
وفي يوم الاثنين المصادف لـ 11/10/2021م وضمن سلسلة الفعاليات التي تقوم بها لجنة مهجري سري كانيه ضمن حملتها بعنوان “عودة آمنة دون احتلال” في الذكرى الثانية لاحتلال مدينتي سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض، عبر ممثليها سلمت مذكرات احتجاج بشكل رسمي إلى الجهات التالية: مذكرة احتجاج إلى الأمين العام للأمم المتحدة “انتونيو غوتيرس” في مقر هيئة الأمم المتحدة بقامشلو الساعة ١١ صباحاً، ومن ثم ألقت بياناً شرحت فيه ما احتوته المذكرة، والمذكرة الثانية سُلمت لوزير خارجية روسيا “سيرغي لافروف” عبر هيئة
العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية في قامشلو الساعة ١٢ ظهراً، وفي هذا الصدد تحدثت لنا العضوة في لجنة مهجري سري كانيه “آناهيتا سينو” عن هدف اللجنة: “هدفنا في الطليعة عودة كل المهجرين إلى ديارهم عودة آمنة، ومذكراتنا أظهرت مأساة وصورة أهالي سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض الذين ينتظرون خروج المحتل من أراضيهم ليعودوا كما السابق”.
تغيير ديمغرافي واسع النطاق
وأردفت أناهيتا إلى أن “اللجنة عددها 30 شخصاً يحملون على عاتقهم إيصال رسالة المهجرين إلى العالم، وكل فعالياتنا التي بدأت تحت شعار “باقون وعائدون” من الثامن من الشهر الجاري إلى السادس عشر من نفس الشهر هدفها التحدث عن أوجاع وآلام أهالي سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض بسبب المحتل التركي وجرائمه في المنطقتين والوصول إلى الرأي العام العالمي، واللجنة لن تتوقف عن عملها لحين عودة المهجرين إلى ديارهم وذلك عن طريق توثيق الانتهاكات وإعداد البحوث والتقارير عما يرتكبه المحتل التركي في المناطق المحتلة”.
بعد احتلال تركيا للمدينتين بدأت بالتغيير الديمغرافي للمنطقة على أوسع نطاق فبحسب رابطة “تآزر” تركيا وطنت أكثر من 2000 عائلة نازحة من مناطق سورية أخرى في منازل المدنيين المهجرين، بالإضافة إلى توطين أكثر من 55 من نساء وأطفال مرتزقة داعش (معظمهم عراقيين) في منازل تم الاستيلاء عليها ضمن سري كانيه، كما استولت على أكثر من 5500 منزل سكني، وأكثر من 1200 محل تجاري وصناعي، بالإضافة إلى إفراغ 55 قرية من سكانها الأصليين
