سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

العلامات الظاهرة على المدمن وسبل العلاج من الإدمان على المخدرات

روناهي/ الدرباسية –

أوضح الدكتور “مصطفى معو” أبرز العلامات، التي تظهر على الإنسان المدمن على المخدرات، كما شرح كيفية العلاج من هذا الإدمان، وأساليب الابتعاد قدر الإمكان عن المخدرات.
وفي الآونة الأخيرة، ونتيجة الحرب الخاصة، التي تمارسها دولة الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا انتشرت في المنطقة ظاهرة تعاطي وتجارة المخدرات بشكل كبير جدا. وقد شملت هذه الظاهرة مختلف القطاعات ومختلف الفئات العمرية، ما سبب آفة صحية باتت منتشرة بين الأهالي.
ويأتي انتشار هذه الآفة في إطار الحرب الخاصة المفروضة على مناطق شمال وشرق سوريا، حيث أن القسم الكبير من المواد المخدرة، التي تم ضبطها من الجهات المختصة يعود مصدرها إلى حكومة دمشق ودولة الاحتلال التركي.
وتجدر الإشارة إلى أن الجهات المختصة في إقليم شمال وشرق سوريا كانت قد ضبطت كميات كبيرة من المواد المخدرة خلال عام 2023، وقد شملت المضبوطات مختلف أنواع هذه المواد، من حبوب مخدرة، ومادة الحشيش، وغيرها من المواد.
“يجب التعاون للتخلص من هذه الآفة”
وكانت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات قد أصدرت إحصائية سنوية في نهاية عام2023، أشارت فيها عن الكمية المضبوطة خلال عام. حيث تم ضبط 74557 كيلو غرام من الكرستال ميث، وأيضاً 41532 كغ من الحشيش، 428 شتلة حشيش، 195 سيجارة حشيش، 648582 حبة مخدرة من مختلف الأنواع. إضافة إلى 1636401 حبة كبتاغون، 7742 كغ من الهيرووين، 160 غرام من الكوكائين، 107 من جنابات الحشيش، 684غرام من القمبز، و21907 إبر مخدرة. كما وقد ألقت الجهات المختصة القبض على 172 تاجر مخدرات، 963 مروجاً وبائعاً. وتم ضبط 2165  شخصاً من مُتعاطي المخدرات.
الأمر الذي يتطلب أعلى درجات الحرص والتعاون بين مختلف الجهات، والعمل على التصدي لهذه الآفة، وذلك لما لها من خطورة وتأثير سلبي على المجتمعات، وبالتالي لا بد من زيادة الوعي في هذا الجانب، والتعاون مع الجهات المختصة للحد من انتشارها.
ما المخدرات؟
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا الدكتور مصطفى معو: “بداية لا بد من تعريف المخدرات: المخدرات هي كل مادة تؤثر على مخ الإنسان وسلوكه وتواصله مع العالم المحيط به، وهو لا يقدر الاستغناء أو الابتعاد عنها. وتندرج تحت اسم المخدرات العديد من المواد، مثل الكحوليات، والمارغوانا، والنيكوتين، وبعض أنواع المنومات والعقاقير الطبية”.
وأضاف: “إن تعاطي المخدرات لدى الإنسان يبدأ بالتجريب، وبجرعات قليلة ومتباعدة، ولكن مع الوقت يصبح الإنسان مدمناً على هذه المواد وغير قادر على التخلص منها”.
الأعراض الشائعة
الدكتور مصطفى معو تحدث عن أبرز العلامات الشائعة التي تظهر على الشخص، والتي تدل على أنه متعاطي لإحدى المواد المخدرة: “إن الشخص المدمن يشعر على الدوام بضرورة تناول جرعة من المادة يوميا، والبعض منهم يتناول أكثر من جرعة في اليوم، حيث هناك حاجة ملحة للمخدر، بحيث تحجب الأفكار الطبيعية عن الإنسان المدمن. ومن أبرز العلامات التي تدل على أن الإنسان يتعاطى المواد المخدرة، هي: تقليل المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، القيام بأفعال وممارسات لا يقوم بها الإنسان العادي، مثل السرقة والنصب، بهدف الحصول على نقود كثمن لجرعات المادة المخدرة، وأيضاً التراجع في أداء الواجبات، سواء كان في العمل أو في المدرسة. كما يهمل الإنسان المتعاطي منظره الخارجي، فلا يهتم بنظافته الشخصية، أو نظافة هندامه”.
وأضاف: “هناك بعض الأعراض، التي يُعاني منها الإنسان المتعاطي للمخدرات، مثل الشعور بالتعب والإرهاق، إضافة لبعض المشاكل الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وتسرع نبضات القلب، وجفاف الفم، والاحمرار بالعين، وتناقص التناسب الحركة، وصعوبة في التركيز والتذكر، وأيضاً القلق المستمر، والرغبة في تناول بعض الأطعمة في أوقات غير مناسبة”.
وأشار إلى أن الفئة العمرية الأكثر تهيئاً لانتشار المواد المخدرة هي فئة المراهقين، وذلك نتيجة حب تجريب شيء جديد في الحياة، دون إدراك مخاطر هذه المواد، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن بعض العقاقير الطبية تحتوي على نسب معينة من المواد المخدرة، كما يجب التركيز على الصيادلة بضرورة بيع الأدوية بشكل منظم، والحرص على عدم بيع هذه العقاقير إلا بوصفات طبية. وهناك بعض المسكنات الشائعة، مثل السدكودئين وحقن الترامادول، تحتوي أيضاً على نسب من المواد مخدرة، لذلك يجب عدم الإفراط في تناولها على أنها مجرد مسكن، لأن الإفراط في تناول هذه المسكنات يؤدي إلى الإدمان الكامل عليها.
العلاج من الإدمان
الدكتور “مصطفى معو” أنهى حديثه: “مع الأسف، لا يوجد هناك علاج محدد للإدمان على المخدرات، حيث أن العلاج يحتاج إلى أخصائي في الأمراض النفسية، وفي بعض الحالات يجب إلزام المتعاطي في المستشفى حتى تتم مراقبة وضعه”.