سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

العلاقة بين الحرية والسياسة في كتاب “في السياسة وعد” لحنة آرنت ـ1ـ

رستم جيان _

تتناول حنة آرنت في كتابها “في السياسة وعد” والذي يخوض بين الفلسفي والسياسي بشكل مباشر، العلاقة المعقدة والإشكالية بينهما، وتحاجج في التقليد الغربي للفلسفة السياسية، منذ عهد أفلاطون، وكيف أنه قام باحتقار السياسة وبنى فجوة بين التفكير، الذي هو في وجهة نظره النشاط الأساسي، والأخير للفيلسوف، وبين الفعل والنشاط العملي، الذي يتوافق في حقيقته مع وجودنا الجماعي، وهو السياسي، حيث سعت الفلسفة إلى التعامل مع مسائل أبدية، وعن البحث عن الحقيقة فيها، في حين كانت السياسة تهتم في شؤون أرضية وإنسانية، والتي يصعب تصنيفها، وهو ما يعني مطاردة راحة البال، التي يطمح لها الفيلسوف المتأمل حسب حنة، وهو نوع من الترفع لدى الفيلسوف في العمل بالسياسة، وهذا الاحتقار في وجهة نظر حنة سببه محاكمة سقراط وإدانته على يد المحكمة عندما انخرط في الحياة العامة للمدينة كفيلسوف، مع المواطنات والمواطنين وهو ما عنى التدخل في الحياة السياسية، ودفع حياته ثمنا لذلك؛ ما جعل أفلاطون تلميذه يشك في قدرة الفيلسوف بالعموم على الاقناع والاقتناع، وهذا جعله غير مقتنع بالقدرة على منح حرية التعبير والنقاش بها، أو جعلها قضية تشغل الفيلسوف، وانطلاق نحو الحقائق المطلقة والثابتة والمخلدة، وغير الإنسانية كما تصفه حنة آرنت، وهو ما يناقض في وجهة نظرها ما يقترحه التواجد في الحيز العام؛ لأن الوجود في هذا الحيز لكل من يتعاطى بحياتنا البشرية واليومية والأمور، التي تحدث فيها غير مطلقة ولا نهائية وقابلة للإقناع والدحض والشك وإعادة الاعتبار، وهو ما تخلى عنه أفلاطون بسبب الصعوبة في المحاججة وخوفا من مصير مشابه لسقراط، تستثني حنة آرنت من هذا التقليد الغربي ماركس بسبب عدم فصله ما بين الفلسفة والسياسة، حيث رأى بأن دور الفيلسوف ليس فقط فهم وتفسير العالم بل تغييره، وهو ما تتبناه حنة آرنت في لب نقضها للتقليد الغربي، باتخاذه موضع المراقب الذي يشاهد مسرحية بدون أن يكون مشاركا فيها ومحاولة فهم للخيارات، التي تتخذها الجهات الفاعلة، ولماذا اتخذتها، حيث تقول، أن النظر من هذه الزاوية تجعل تلك الأفعال تبدو لنا كحتمية ومقدّرة، بينما من يقوم بالفعل نفسه، يبدو أمامه كل شيء ديناميكي أكثر وغامض أكثر، ووجهة النظر التي يمكن لها أن تتكون من خلال هذه الفاعلية في الممارسة تختلف كليا عن الموقع النظري، وهو ما يشكل في حقيقة الأمر النقطة المحورية لانطلاقة مفهوم حنة حول السياسية وما هيتها كمجال عام ما بين البشر، قائمة في الدرجة الأولى على تعددنا واختلافنا، إلا أنّها تخرج وبشكل مقصود مجموعة علاقات لا تراها ضمن مجال السياسة كالعائلة والصداقة والحب، حيث ترى هذه العلاقات الثلاثة مهرباً من السياسة، لأنها مبنية على التشابه والمعرفة، وليس على الاختلاف المعروف وغير المعروف كما على السياسة أن تكون.
وبالتالي فقيمة تعدد البشر واختلافهم لدى حنة آرنت ليست قيمة وصفية، وإنما قيمة معيارية بدونها لا يوجد معنى للسياسة، حيث أن التشابه والتجانس يقتل المجال السياسي، ويعدمه قدرته لأن يكون مجالا للحرية، وهي غير ممكنة بعلاقة الإنسان مع ذاته كشيء داخلي وإنما خارجه، حيث أن الإنسان الذي يعيش مع ذاته يبحث في أغلب الأوقات عن حقائق مطلقة، لا يوجد لديه تلك الصراعات المختلفة عن إراداته التي بحاجة إلى أن يحاكيها ويقنعها هذا من جهة، ومن جهة أخرى فالسياسة دائما خارج الفرد وتبتعد بشكل مقصود عن الخوض في طبيعة الإنسان كفرد، حيث أن قضايا الافتراض بطبيعة الإنسان الخير أو الشرير، أو المليء بالريبة والهواجس وغيره من الافتراضات لا تعده سؤالا سياسيا، بل هو سؤال لا سياسي، ففي النهاية؛ السياسة لديها هو ما يحدث بين البشر، ليس داخل العائلة أو الأطر القريبة، وليس ضمن ما نفكره بيننا وبين أنفسنا عن الآخرين، بل كيف نمارس هذه العلاقة مع الآخرين، وفي مسعاها إلى إبقاء السياسة على قيد الحياة دون التخلص منها؛ لأنه سيؤدي إلى التخلص من حياتنا المشتركة، بمعنى أن مركز تلك السياسة ليس الإنسان بل العالم، الذي يجب علينا أن نحافظ عليه من خلال المحافظة على وجودنا المشترك، وهو السؤال الذي ينغص حياة حنة آرنت  أي كيفية الإبقاء على السياسة حيّة باتجاه الفعل؟ وكيف نتيح مكاناً للفعل؟ عبر إتاحة مكان للاحتمالات مع كل فعل ما دمنا لا نستطيع أن نسد أيا منها، بحيث كل فعل لديها بإمكانه أن يفجر طرق جديدة.
وتُميز حنة آرنت ما بين الحكم وما تسميه التعصب أو الانحياز، حيث تعتقد أن البشر لا بد لهم أن يكون لديهم بعض من التعصب أو الانحياز، وهو ما يحتاج إلى قدرات فوق بشرية أو خارقة لتحقيق الانفلات منه، إلا أنها تحذر بالوقت ذاته في تحول تلك الانحيازات إلى أحكام وتحديدا، التي مصدرها الماضي وليس الحاضر أو التجربة.
كما تشير إلى أن الحكم في الأمور السياسية لا يبنى على المعرفة، ولا على أخلاق خارجية، وإنما على تفكير وانخراط في الحيز العام، وبما يقتضيه هذا الانخراط في الحفاظ على تعدد البشر.
وترى أن أهمية الحرية تتمركز في المجال العام والسياسة فيما هو مشترك في العيش بيننا كبشر متساويين، لا يَخضع أحدهم لأحد ولا يُخضع أحدهم الآخر، وهي حرية الفعل والقول، وكيفية القدرة في التعبير عن الرأي والمبادرة من خلال المساواة، التي لا بدّ منها، وهذه المساواة والحرية هي في جدلية مستمرة مع فكرة السياسة، وتشكل جوهرها، الذي يقوم على الإقناع.
إذاً، تنتهي حنة آرنت إلى نتيجة تشابكية لا يمكن تواجد إحدى عناصرها دون الأخرى أي لا وجود للفعل السياسي دون الحرية، ولا يوجد إمكانية لنقل الحرية من مجالها الاصطلاحي المجرد إلى الممارسة العملية والقولية دون ممارسة السياسة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle