سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

العلاقات الروسية التركية… الأبعاد والتاريخ

دجوار أحمد آغا-

تعود جذور العلاقات الروسية التركية إلى زمن بعيد يمتد لمئات السنين، منذ زمن روسيا القيصرية وزمن السلطنة العثمانية حيث كانت السمة البارزة لتلك العلاقات هي التنافس والمواجهة العسكرية, وكانت علاقاتهم على الدوام متأزمة ومتوترة وغير مستقرة, وغالباً ما كانت تشهد حروباً ومعارك طاحنة فيما بينهما, وفي نهاية كل مطاف يتم عقد معاهدة أو اتفاقية لإنهاء الخلاف وحل المشكلة, لكن سرعان ما كانت تنشب حرب أخرى بين الطرفين.
سعت روسيا منذ أن أصبحت قوة كبيرة في ظل القياصرة قبل قرون، للوصول إلى البحار الدافئة وتجاوز معضلة توقف موانئها المطلة على بحر البلطيق عن العمل لأشهر عديدة كل عام بسبب تجمد مياه البحر. ففي السنة الأولى من الحرب العالمية الأولى 1914م، مرت ما نسبته 50 في المئة من جميع الصادرات الروسية و90 في المائة من صادراتها الزراعية عبر مضيقي البوسفور والدردنيل التركيين وهو ما يؤكد أهمية وصول روسيا الى المياه الدافئة. كان لا بد في البداية الوصول إلى سواحل البحر الأسود وهو ما نجحت فيه روسيا بنهاية حرب القرم الأولى بين عامي 1768م و1774م, ومنذ ذلك الحين أصبح لها قوة بحرية كبيرة في البحر الأسود, وبات ضمان حرية الملاحة للأسطول الروسي والبواخر الروسية، على رأس أهداف روسيا وأولوياتها، وهوما أكدته اتفاقية القسطنطينية التي تم التوصل إليها سنة 1915م والتي بموجبها وافقت كلٌّ من بريطانيا وفرنسا على منح روسيا السيطرة على مضيقي الدردنيل والبوسفور وكذلك مدينة القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية العثمانية في ذلك الوقت؛ في حال انتصار الحلفاء الثلاثة في الحرب العالمية الأولى، لكن اندلاع الثورة الروسية والقضاء على حكم القياصرة عام 1917م أنهى الاتفاقية.
لدى مراجعة صفحات التاريخ, نلاحظ بأنه نشبت بين الدولتين على مدى ما يُقارب من ثلاثة قرون الكثير من الحروب، نذكر هنا بعضها بشكل موجز:
حرب 1568م ـ 1570م
تُعتبر أولى الحروب لأسباب جيوسياسية وعسكرية بين السلطنة العثمانية والقيصرية الروسية، وفيها تم ضم مدينة بلاست الروسية (استراهان) بالتركية التي كانت تتبع شبه جزيرة القرم من جانب الجيش الروسي, لكن العثمانيين أرسلوا قوات لاسترجاع المدينة وقاموا بحصارها لسنتين دون جدوى حيث انسحب الجيش العثماني وتم عقد اول اتفاقية بين الطرفين عام 1570م.
حرب 1681م
اندلعت الحرب بين الطرفين بعد قيام القيصر الروسي بمحاولة تحرير أوكرانيا ورومانيا من الاحتلال العثماني حيث دارت معارك طاحنة بين الجيشين في منطقة موسكوف في أوكرانيا, لكن في نهاية المطاف اضطر الجيش الروسي إلى توقيع اتفاقية والانسحاب من تلك المناطق وتُعرف هذه الحرب باسم حرب موسكوف.
حرب 1768م – 1774 م
تعتبر واحدة من أهم المعارك المؤثرة في تاريخ تراجع العثمانيين وتقدم الروس، ففي عام 1768م عبر أسطول البلطيق الروسي مضيق جبل طارق للمرة الأولى نحو المتوسط وخاض معركة بحرية كبرى، أوقعت خسائر فادحة  بالأسطول العثماني. عام 1772م، قصف الأسطول الروسي المدن السورية الساحلية، كما احتلوا مدينة بيروت لوقت قصير، دعمًا لعلي بك وضاهر العمر في حربهما ضد المركز العثماني، وكان هذا التدخل الروسي يمثل بداية الحركة الروسية الطموحة نحو البحار الدافئة وسعي الروس المستمر للسيطرة على إسطنبول والمضايق العثمانية. هُزم الجيش العثماني هزيمة كبرى، مقابل الحرب الروسية التي حملت طابعًا دينيًا من الكنسية الأرثوذكسية الروسية، ووجد السلطان عبد الحميد الأول أن من الصعب الانتصار على الجيش الروسي، لذلك قبل التوقيع على اتفاقية “كوتشوك كاينارجا” عام 1774م التي تقضي بقبول الدولة العثمانية ضم روسيا للقرم والمناطق الجنوبية لأوكرانيا.
حرب القرم 1853م – 1856م
اندلعت بسبب الاتفاق الذي جرى بين السلطنة العثمانية وكلٍّ من فرنسا وبريطانيا، الذي كان يهدف إلى طرد الأسطول الروسي من البحر الأسود، وخسرت روسيا الحرب لكنها أبقت سيطرتها على القرم، وعزَّزت من تحركها في البلقان وفي صفوف أرمن الأناضول.
الحرب العالمية الأولى 1914م – 1918م
دخلت السلطنة العثمانية الحرب مع ألمانيا، على خلفية معرفتها بِنِيَّة دول التحالف وروسيا بتقسيم أراضيها فيما بينها، وكانت روسيا تنوي السيطرة على المضايق وإسطنبول، ولكن روسيا خرجت من الحرب بسبب اندلاع الثورة البلشفية عام 1917م، التي اتخذت مواقف بجانب العثمانيين، وبعد الحرب العالمية انتهت القيصرية الروسية وكذلك الخلافة العثمانية، وولد كل من الاتحاد السوفيتي والجمهورية التركية.
لعبت العلاقات بين حكام تركيا الجدد بقيادة مصطفى كمال، وروسيا البلشفية التي مدتهم بالدعم، دورًا مهمًا في حرب الاستقلال 1919 – 1923م، الذين اتحدوا ضد الإمبرياليات الغربية، كما تخلت موسكو عن امتيازاتها السابقة في البلاد العثمانية، وأعلنت رفضها لمعاهدة “سيفر”، وكل الاتفاقيات التي عقدتها روسيا القيصرية مع الحلفاء بخصوص البلاد العثمانية، وتم ترسيم الحدود التركية الروسية التي لم تتغير حتى اليوم، سواء مع جورجيا أم أرمينيا.
عم الهدوء بين الجمهورية التركية والاتحاد السوفيتي خلال العقود التالية، لانشغال كل منهما بمشروعه الوطني، ولكن بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، أصبح الاتحاد السوفيتي أحد قطبي النظام العالمي الجديد وتزعم المعسكر الاشتراكي، وانضمت تركيا إلى حلف الناتو والمعسكر الغربي الرأسمالي عام 1952م. أدى انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991م، إلى إعادة التنافس بين روسيا وتركيا المتحمستين من جديد في العديد من المناطق الاستراتيجية، مثل البلقان والقوقاز وآسيا الوسطى والشرق الأوسط، على الرغم من أنه لم يعد هناك حدود مشتركة بين البلدين، ولكن المنافسة الجيوسياسية عادت من جديد.
من هذه الرؤية الجديدة المشتركة بينهما، بدأ العامل الاقتصادي يلعب الدور الفعال في التأسيس لعلاقات استراتيجية تؤدي لتقارب سياسي بين الطرفين وتخفيف حدة التوترات فيما بينهما، من خلال التعاون الثنائي في مجال الطاقة وتكنولوجيا الفضاء والتبادلات التجارية.
نستطيع القول إن المنافسة الجيوسياسية والجيو استراتيجية، تأخذ نهجًا ناعمًا تارة، يتطابق في بعض التفاصيل مع مفهوم الحرب الباردة، ومواجهًا تارة أخرى، لكن الخيار العسكري المباشر ليس من ضمن الخيارات المطروحة، على الأقل في المرحلة الحاليّة. يمكننا حصر المواجهات وتحديد الاستراتيجية للبلدين فيما يخص الأزمة السورية، فبالنسبة إلى تركيا اتخذت سياسية الدعم المفتوح للمعارضة السورية منذ عام 2011م، ووضعت خطوطاً حمراء للنظام بحيث لا تسمح له بتجاوزها, لكنها في حقيقة الأمر كانت تبحث لها عن طريقة لاحتلال الأراضي السورية وإعادة إحياء الميثاق الملي الذي يزعم فيه الأتراك بملكية مناطق حلب والموصل وكركوك. أما روسيا، فقد اضطرت عام 2015م للتدخل بشكل مباشر، من أجل إنقاذ حليفها الأول في الشرق الأوسط، نظام بشار الأسد، ولمواجهة التمدد الإيراني الكبير وهيمنته المكشوفة على النظام. نجحت روسيا في مساعدة قوات النظام في استعادة أغلب المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المدعومة من تركيا من خلال الضربات الجوية التي نقذتها الطائرات الروسية، واضطرت أنقرة للتدخل لاستعادة التوازن في سوريا، فبدأت المواجهة بين البلدين.
توتر الموقف بين البلدين اللذين كانا على وشك المواجهة العسكرية، وخاصة بعد إعلان موسكو فرض عقوبات اقتصادية على أنقرة، وقطع الاتصالات العسكرية مع الجيش التركي بعد حادثة إسقاط تركيا للطائرة الروسية عام 2015م، إلا أنهما توصلا إلى اتفاق عام 2016م، وقررا التعاون والتنسيق في سوريا ووضع اتفاقيات متعددة لوقف إطلاق النار، وتحديد مناطق تخفيض التصعيد، من خلال محادثات في أستانا وسوتشي بمشاركة النظام الإيراني.
بناء على ذلك، تتضح لنا الصورة بأن تركيا وروسيا قوتان “أوروآسيويتان” متجاورتان، تتمتع كل منهما بخصائص مهمة، ويتشاركان بمعطيات تؤثر بشكل حقيقي على توجهات السياسة الخارجية لهما، كالموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط قارات العالم القديم، والإرث التاريخي الصادر عن تجربتهم السابقة كإمبراطوريات، فضلًا عن المصالح المشتركة، مما أدى إلى خلق تنافس دائم بينهما على مر السنين.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle