سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

العضوية المزدوجة في اتحادات الكتاب والمثقفين الكرد

 دلشاد مراد-

 سمحت النظم الداخلية في جميع اتحادات الكتاب والمثقفين الكرد لأعضائها بالانتساب لاتحاد ثقافي آخر، إلا أن هناك اتفاق في تلك النظم على عدم جواز أن يكون هناك ازدواجية في عضوية أعضاء الهيئات الإدارية بين الاتحادات.
أحد الإداريين في اتحاد للكتاب والمثقفين، وبعد دقائق من انتهاء مؤتمر اتحاد مثقفي روجآفاي كردستان (HRRK) في الثامن عشر من الشهر الجاري، سارع إلى نشر بوست على صفحته في موقع الفيسبوك يذكر فيه أن أغلبية أعضاء المؤتمر السابع لاتحاد مثقفي روجآفاي كردستان (HRRK) هم أعضاء اتحادات أخرى وخاصة (اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة واتحاد الكتاب الكرد في سوريا)، وعلى ذلك الأساس دعا إلى دمج الاتحادات الأربعة أو على الأقل كل اتحادين مع بعضها، موضحاً أن النظم الداخلية لتلك الاتحادات متشابهة.
ورغم إيجابية الطرح الاندماجي سابق الذكر لذلك الإداري، إلا أنه ما كان له أن يذكر أن أغلبية مؤتمر (HRRK) هم أعضاء الاتحادات الأخرى، حتى لا يكون هناك أي شحن للمواقف بين الاتحادات في الوقت الذي يتم فيه إطلاق مشاريع وحدوية أو مساعي لتشكيل المظلة الثقافية الجامعة. ونظراً لحضوري أعمال مؤتمر (HRRK) كمشارك غير عضو، فإن ما شاهدته ولاحظته أن الأغلبية المطلقة من الحاضرين كانوا أعضاء أصيلين في اتحاد مثقفي روجآفاي كردستان (HRRK)، ولم يبلغ نسبة الأعضاء المزدوجين إلا 10% فقط. وباعتبار أن النظم الداخلية لتلك الاتحادات تسمح بالعضوية المزدوجة، فحينها لا يكون هناك أي سبب موجب لانتقادها أو إثارتها أمام الرأي العام من قبل أعضاء أو إداريين في تلك الاتحادات.
يعد اتحاد مثقفي روجآفاي كردستان (HRRK) هو الأحدث بين الاتحادات الأربعة الموجودة في الجزيرة (اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة، اتحاد مثقفي روجآفاي كردستان(HRRK)، اتحاد الكتاب الكرد في سوريا، اتحاد كتاب كردستان سوريا)، ولذلك حدث انتقال من بعض أعضاء الاتحادات السابقة إلى (HRRK) مع الحفاظ على عضويتهم في اتحاداتهم الأخرى، مع حدوث انتقالات منها إلى الاتحادات الأخرى فيما بعد.
ورغم أنها ظاهرة طبيعية إلا أن مسألة العضوية المزدوجة تشكل في بعض الأحايين قضية إشكالية في تنظيم الاتحادات وخاصة عندما يتعلق الأمر بأعضاء فاعلين أو إداريين في اتحاد ما، ورغم ذلك لا يجري النظر إليها بشكل جِدي من قبل الإدارات المحركة لتلك الاتحادات التي لابد لها حينها البحث ثم الكشف عن أسباب الانتقالات الحاصلة، وبالتالي السعي لمعالجة الثغرات الموجودة فيها.
ومن المفترض ألا تأخذ هذه الظاهرة صفة الصراع بين الاتحادات من أجل جذب أعضاء بعضها البعض، بل على العكس، فمن الممكن أن يكون في تعددية الاتحادات فائدة في كثرة الفعاليات والأنشطة الأدبية والثقافية، أو أن يكونوا عامل مساعد لاحتواء جميع الكتاب والمثقفين، وإن لم يكن هناك قدرة على تحقيق ذلك فإن السعي لإيجاد البدائل، سواء بالاتحادات الاندماجية لتقوية الاتحادات الموجودة أو بتأسيس اتحادات ومنظمات ثقافية وأدبية جديدة بحيث تضفي الفائدة المرجوة على الساحة، وليس تعقيدها، هو الحل المفترض.