العزلة على القائد أوجلان تسد طريق حل قضايا الشرق الأوسط

روناهي/ قامشلو ـ

أكدت نساء من قامشلو أهمية وضرورة كسر العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، الذي يقبع في سجن إيمرالي منذ 25 عاماً، السجن الذي لا تتهاون تركيا بفرض المزيد من القوانين المنافية لحقوق الإنسان عليه.

خلال سنوات عديدة من النِّضال ضدَّ الفاشيَّة التركيَّة كان للمرأة دور هام، وكان لها بروز غير مسبوق في مطالبتها بتحرير القائد عبد الله أوجلان جسدياً، ولا سيما السماح بمقابلته وكشف الظلام المسدول على هذه القضيَّة، التي هي من أهم قضايا الشعوب الحرَّة في الشرق الأوسط، وفي شمال وشرق سوريا، بشكل خاص في ظل العزلة المفروضة عليه في سجن إيمرالي.

وقد كان لنا لقاء ببعض من النسوة اللَّواتي كان لهن مواقف بارزة في الدفاع عن قضيَّة الشعب، ومطالبة منظمات العدل الإنسانية، ولجنات مناهضة التعذيب بتحرير قائدهنّ من يد سلطات القمع والاحتلال التركي.

العزلة وصمة عار لمنظمات الحقوق الدولية

حيث أوضحت لنا “روزلين بكر” عضوة مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية: “في الآونة الأخيرة قامت لجنة مناهضة التعذيب بزيارة لسجن إيمرالي، ولكن لم تدلِ بأي تصريح، حيث شاهدنا الكثير من التصريحات من الشخصيات والقوى الديمقراطية، التي تطالب بتوضيح حول ما يجري في إيمرالي، الحقيقة اليوم نحن كقوى وشخصيات ديمقراطية نتابع ما يجري حول موضوع العزلة على المفكِّر عبد الله أوجلان، ونراها منافية للأعراف والقوانين، والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، وهناك الكثير من الدعوات بخصوص إنهاء العزلة، وفتح باب الحوار للسلام والأمن في المنطقة، ولكن ما يجري هو استمرار العزلة مع زيادة مستوى تطبيق أقسى العقوبات بحق المفكر عبد الله أوجلان، هذا الأمر فيما يتعلق بالشخصيات والقوى الديمقراطية يعتبر وصمة عار على جبين الحقوق، والأعراف الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، وكثيراً ما تظهر الشعوب، التي ترغب بمعرفة أسباب واستمرار وأهداف العزلة، والتحليلات تصب في خانة أنَّ أسباب العزلة تهدف إلى إغلاق الباب أمام المشروع الديمقراطي، الذي طرحه المفكر عبد الله أوجلان في المنطقة من أجل خلاص الدُّول القوموية من الأزمات، التي تعاني منها، فهذا المشروع منافٍ لمصالحهم، ولا يناسبهم وعلى رأسهم الدولة التركية، حيث ترى أنَّ قضية هذا القائد، والمفكر تهدد السُّلطة القائمة، خاصَّةً ذهنية وإيديولوجية حزب التنمية والعدالة المبنية على أساس إسلامي راديكالي”.

الواجب الالتزام بالقوانين الدولية في معاملة الأسرى

وتابعت: “ما نراه في تركيا اليوم هو الواقع، الذي تحدَّث عنه المفكر عبد الله أوجلان في الكثير من اللقاءات التي تتم معه، فيجب التركيز على الدور التركي في موضوع العزلة كونها هي الدولة التي تستمر في عزله، فالأَسْر حدث بشروط وأساليب مناهضة ومنافية لحقوق الإنسان، هناك بعض الدول حتى الإقليمية والدولية متورِّطة في موضوع الأَسْر، ولكن بالنسبة لموضوع العزلة، من يقوم بها تركيا، فيجب التركيز على دورها السلبي في استفحال المشاكل العالقة في المنطقة وإيجاد الحلول المناسبة لها، وهذا ما نعانيه كشعوب في الشرق الأوسط بشكل عام، والتي تعيش حالة اللاديمقراطية وحالة الدولة القوموية، التي شعارها (الدين الواحد، العلم الواحد، اللغة الواحدة)، الأمر الذي جلب المزيد من الويلات والخراب لشعوب المنطقة”.

وزادت: “موضوع رفع العزلة في هذه المنطقة مهم جداً لنا كقوى ديمقراطية فاعلة على الأرض في شمال وشرق سوريا بشكل خاص، وفي الشرق الأوسط بشكل عام، وفي أجزاء كردستان الأربعة، لأن رفع العزلة هو البدء بحوارات مفتوحة وشفافة لوضع النقاط على الحروف من أجل خلاص الشعوب، ومن أجل طرح حل عادل وشامل للقضية الكردية بشكل عام، فمفتاح هذه القضية هو في إيمرالي، ومفتاح حل الأزمات، التي تعاني منها شعوب الشرق الأوسط هو حل القضية الكردية”.

إيمرالي أكثر السجون انفرادية والأكثر تعذيباً

ومن جهتها تحدَّثت لنا إدارية منظمة حقوق الإنسان بإقليم الجزيرة أفين جمعة: “مرت سنوات على اعتقال السياسي الكردي عبد الله أوجلان، والذي يعيش في ظروف سيئة جداً في سجن إيمرالي، لمجرَّد أنَّه خالف الدَّولة في الرَّأي وطالب بحقِّ حريَّة تقرير المصير، ولكسر هذه العزلة المفروضة هناك الكثير من النشطاء، والحقوقيين الذين قاموا بمبادرات للمطالبة بحرية أوجلان، بالإضافة لتطبيق قواعد الحماية ضمن المعتقلات، وتوفير اللِّقاء ومنح فرصة أخرى للسَّلام في تركيا، فهذا الشَّيء يتم من خلال إعادة النِّقاش، والحوار، وإعادة المحاكمة، والسعي للتعامل بنوع من الديمقراطية فيما يتعلق بمسألة الحريات الأساسية في تركيا، ويتم أيضاً عن طريق مؤسسات إدارية، ومدنية، ونشطاء حقوقيون”.