العزلة المفروضة على القائد آبو اعتداء صريح على تطلع البشر نحو تحقيق حريتهم

استطلاع/ غاندي إسكندر –

  روناهي/ كركي لكي- بيَّن أهالي كركي لكي بأن العزلة التي تفرضها الدولة التركية ضد القائد عبد الله أوجلان هي انتهاك واضح وصارخ ضد حقوق الإنسان، وأنها تدخل في دائرة المؤامرة التي حيكت ضده منذ أكثر من عقدين من الزمن 

صفحات التاريخ التركي في تعاملها وتعاطيها مع قضايا الشعوب هي صفحات سوداء خالية من أي نقطة بيضاء، فسجلها حافل بالقمع، وسحق الشعوب وارتكاب المجازر بحقها، فالمجازر والترهيب الممنهج الذي مورس بحق الشعب الكردي، والأرمني، والعربي، وغيرها من شعوب المنطقة عبر السنوات المئة الماضية، وقبلها في حقبة الاحتلال العثماني، مازالت فصوله مستمرة، فالتآمر على الشعوب، ومنعها من السير صوب الحياة الحرة ديدنها، لذلك ومن أجل استمرار تآمرها على الشعوب تمارس أبشع أنواع الإرهاب بحق أيقونة الحرية، وملهم الشعوب القائد عبدالله أوجلان، المفكر الأممي الذي تحاول سلطات “العدالة والتنمية” فصله عن محيطه، وعن المؤمنين بأفكاره من خلال فرض العزلة التامة عليه.

وللتعرف على آراء أهالي كركي لكي حول العزلة الممنهجة ضد القائد عبد الله أوجلان أجرينا الاستطلاع التالي:

رُؤى القائد عبد الله أوجلان تحولت إلى أسلوب حياة

بدايةً حدثنا مدير مكتب شؤون المنظمات فرع كركي لكي عبد السلام برجس حول هذا الموضوع بالقول: “تركيا منذ نشأتها، ولاسيما بعد معاهدة لوزان تعتبر الكرد أتراك الجبال، وسعت من وراء تسميتها إلى طمس الهوية الكردية، وأي شيء يوحي بالثقافة الكردية، فعمدت إلى تغيير أسماء المدن، والقرى الكردية، وأجبرت الشعب الكردي على تغيير أسمائهم إلى أسماء تركية”.

منوهاً بأنه وبسبب سياساتها الإرهابية بحق الشعب الكردي وجغرافية كردستان اندلعت عشرات الثورات الكردية ضدها، وخلال تلك الثورات نكلت تركيا بآلاف المدنيين الكرد وحرقت قراهم ومدنهم، وأعدمت الزعماء الكرد كالشيخ سعيد بيران، وسيد رضا.

وأشار الإداري في مكتب شؤون المنظمات فرع كركي لكي عبد السلام برجس بأنه ماتزال هذه السياسة مستمرة فنشاطها الإرهابي المحموم ضد القيادات الكردية اكتسب شكلاً آخر في القرن الحادي والعشرين متمثلاً بفرض العزلة على قائد الشعوب الحرة عبد الله أوجلان، متابعاً “فمنذ أن اعتقلته تركيا نتيجة مؤامرة دولية عزلته عن العالم الخارجي ومنعته من التواصل مع محاميه، وماتزال تمارس سياسة العزلة والحصار على شخصه، وذلك بسبب خوفها من أفكاره وفلسفته التحررية، فهي ترى أن في فرض طوق الحصار عليه في سجنه سجنٌ لأفكاره، لكنها لا تعلم أن قائد الشعب الكردي قد تحول إلى أيقونة لكل شعوب المنطقة”.

وأكد برجس أن أردوغان وزمرته لن ينجحوا في مساعيهم الإرهابية؛ لأن رؤى القائد آبو تحولت إلى أسلوب حياة.

“تركيا فشلت في طمس الإرادة الكردية”  

من جانبها بينت عضوة مؤتمر ستار روى علي بأن النظام التركي فشل في طمس الإرادة الكردية، قديماً وسيفشل دوماً لأن الشعب الكردي بات يمتلك قادة ومفكرين كالقائد عبد الله أوجلان.

وأوضحت: “إننا قد تجاوزنا مرحلة السكوت عن حقوقنا لأننا قد نهلنا من فلسفة التمسك بالإرادة الحرة، ورغبة العيش بكرامة التي منحنا إياها القائد عبد الله أوجلان، فمهما حاول أردوغان وحزبه وكل المتواطئين معه في فرض العزلة على القائد آبو، فإنها بهذا الإجراء غير القانوني تعزل نفسها”.

وطالبت روى من خلال منبر صحيفتنا “روناهي” أن تعي الجهات المنادية بحقوق الإنسان أن استمرار اعتقال القائد عبد الله أوجلان هو اعتقال لكل الشعوب ولكل إنسان حر، واختتمت عضوة مؤتمر ستار روى علي حديثها قائلةً: “لذلك نداؤنا لهذه الهيئات والمنظمات أن تسعى إلى الإفراج عن القائد آبو وكسر حالة العزلة عليه ومعاقبة تركيا التي تنتهك جميع القوانين التي تنص على احترام حقوق الإنسان ولاسيما معتقلي الرأي”.

“العزلة على القائد آبو اعتداء على تطلع البشر نحو تحقيق حريتهم”

وفي سياق الحديث عن إرهاب الدولة التركية بحق القائد عبد الله أوجلان ذكر مدير مكتب الشباب في حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا علي النايل بأن العزلة المفروضة بحق المفكر والمناضل القائد عبد الله أوجلان يمكن وصفها وتحديد أهدافها وفق النقاط التالية: هي تفريغ عنصري طوراني استغلالي تجاه حرية الشعب الكردي وحركته الفاعلة في تاريخ المنطقة والعالم، وهي حقد متزايد، وكره مَرَضِي للقائد، والمفكر الأممي عبد الله أوجلان باعث حركة الحرية للشعب الكردي، ومنظر حرية وأخوة الشعوب الأهم في المنطقة وتاريخها، كما أنها تهدف إلى تحقيق التعويق المنهجي لسقف الفلسفة والفكر الأوجلاني؛ بالتضييق على مشيده وناظمه المفكر عبد الله أوجلان، بحسب النايل.

ونوه النايل بأن سياسة العزلة تهدف إلى خلق المزيد من الإعاقات والمصاعب أمام تجربة مناطق الإدارة الذاتية التي تشكل تجسيداً حياً وعيانياً لقراءات وتنظير المناضل عبد الله أوجلان حول قضايا المجتمع والدولة وحرية الشعوب وإسقاطها العملي على الوضع السوري.

وشدد مدير مكتب الشباب في حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا علي النايل على أن العزلة المفروضة على القائد هي خرق واضح لشرعة حقوق الإنسان الدولية ومواثيقها وأعرافها، وفي جوهرها اعتداء صريح على تطلع البشر نحو تحقيق حريتهم وكرامتهم، لافتاً إلى أن حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا يعمل ما بوسعه لتسليط الضوء على أوضاع القائد عبد الله أوجلان، وظروف اعتقاله انطلاقاً من نظرة الحزب التي ترى في المناضل والقائد عبد الله أوجلان أحد أهم منظري قيم الحداثة والديمقراطية والعيش المشترك في المنطقة.