سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

العدوان على عفرين… التنسيقُ التركيّ ــ الروسيّ

رامان آزاد_

هل كان من الممكن تجنّب العدوان التركيّ على عفرين؟ كان هذا السؤال مطروحاً خلال أيام العدوان، إلا أنّ تدمير تمثال كاوا في مدخل عفرين أجاب عن السؤال، وبات ذلك أكثر وضوحاً، بعد مرور أربع سنوات من الانتهاكاتِ بكلِّ أنواعها وسياسة التتريك والتغيير الديمغرافيّ، ورغم تجاوز أنقرة أهدافها المُعلنة بأشواط كثيرة، لم تتخذ موسكو أو واشنطن أو المجتمع الدوليّ موقفاً صارماً لوضع حدٍّ للانتهاكات أو تحديدِ جدولٍ زمنيّ للانسحابِ، وهذا بفرضِ أنّ الموقفَ كان محلَّ التباسٍ في بداية العدوان.
تحضيرات العدوان
لم يكنِ التدخّلُ التركيّ واحتلاله لمناطق سوريّة، نتيجةَ سياسةٍ تركيّةٍ مستقلةٍ، فأنقرة لم تغادر أطر الزوابعِ الإعلاميّةِ وتصريحاتِ المنابر وتتحول إلى حيّز الفعلِ إلا بتفويضِ موسكو التي تلاعبت بقضيةِ الكرد لاستدراجها لتؤديَ دوراً في إطار خطتها، ولم تمنعِ القواتُ الروسيّة القصفَ التركيّ على عفرين واحتلالها، ولا حاولت موسكو الضغط على أنقرة لوقف القصفِ على أهل عفرين المهجّرين، استناداً لمشاهداتِ قواتها بالمنطقةِ، رغم وقوعِ مجازر دمويّة.
فهمُ الأحداثِ يتطلبُ جمعها وفقَ ترتيبها متزامنةً أو متتابعةً لمعرفةِ العلاقةِ بينها، فموسكو التي تدخّلت عسكريّاً في سوريا في 30/9/2015 لم تحقق إنجازاتٍ كبيرةً عبر القصفِ الجويِّ، وتأكدت من حاجتها لدورِ أنقرة على أكثر من صعيدٍ، اعتباراً من شراكتها بمشروعها الأوراسيّ الاستراتيجيّ وقضايا الطاقة والتجارة والسياحة وكذلك في سوريا.
جاء الاحتلالُ التركيّ متكاملاً مع خطةِ إنشاءِ مناطقِ خفضِ التصعيدِ، وقد أقامت أنقرة فعليّاً نقاط مراقبة بإدلب، وجرى ترحيل المرتزقة من مناطق خفض التصعيد إلى إدلب ومناطقِ النفوذ التركيّ.
في 25/12/2017 بدأ الجيش السوريّ عملية في إدلب وفي 20/1/2018 استعاد السيطرةَ على مطارِ أبو الظهور العسكريّ. ولكنه توقف ليبدأ عملية عسكريّة بالغوطة الشرقية في 18/2/2018 وانتهت بالسيطرةِ الكاملةِ عليها في 12/4/2018 أي بالتزامنِ مع العدوان التركيّ على عفرين، ليبدأ على إثرها ترحيل المرتزقة شمالاً.
في 30/12/2017 عن تشكيلِ ما يُسمّى “الجيش الوطنيّ السوريّ” برعاية تركيّة وأكّدت المؤشراتِ الميدانيّة والسياسيّة أنّ العدوانَ بات وشيكاً، وانصبَّتِ الجهودُ السياسيّة على خلقِ الذريعةِ له، فيما كانتِ العمليةُ العسكريّةُ المشتركةُ الروسيّة السوريّة مستمرةً في مناطق إدلب، والطيرانُ الروسيّ كثّف قصفَ مواقع بريف دمشق.
أسبوع من القصف
بدأت أنقرة مناوشاتٍ بالقصفِ المدفعيّ عبر الحدودِ مستهدفةً مواقع في عفرين وترافق بتهديد على أعلى المستويات. واستهدفت السبت 13/1/2018 قرى دير بلوط وإيسكا وشاديرة وباصوفان وبرج سليمان وجلمة، وألحقت أضراراً ماديّة بهذه القرى.
استمر القصفُ على عفرين من منطقتي دارة عزة وقلعة سمعان، اللتين انتشر فيهما جيش الاحتلال التركي في إطار اتفاق أستانة مع روسيا وإيران، لأكثر من ساعتين، وفي هذا اليوم صعّد أردوغان نبرةَ التهديد والخيار بين الاستسلامِ أو التدمير.
الأحد 14/1/2018، عاودت المدفعية التركيّة القصف، واستهدفت مواقع مختلفة في منطقة عفرين.
في 15/1/2018 نُقلت تعزيزات عسكريّة تركيّة إلى الحدود في ولاية غازي عينتاب وولاية أورفا ومرعش، وقصفت المدفعيّة ما سُمّي أهدافاً عسكريّة لوحدات حماية الشعب في قرية ترندة.
وفي أخبار الميدان استأنفتِ المدفعيّةُ التركيّةُ في قلعة سمعان مساء الثلاثاء 16/1/2018، قصفَ قريتي إيسكا وشاديريه التابعتين لناحية شيراوا. وقصف جيش الاحتلال التركي المتمركز في إعزاز فيلات القاضي ومرعناز وقطمة في ناحية شرا.
مساء الأربعاء 17/1/2018 قصفتِ المدفعيّة التركيّة قرى في ناحيتي شيراوا وشرا، وسقطتِ القذائف على التلال المحيطة بمدينة عفرين، كما قصفتِ المدفعية التركيّة بشكلٍ متزامن “محيط قرى قره بابا، وكمرش وجسر حشركه وقرية هوبكا والتلال المحيطة بمركز منطقة راجو، فيما وصل رتلٌ عسكريّ تركيّ إلى قاعدة عسكريّة في ريحانلي قرب الحدودِ التركيّة السوريّة في ولاية هاتاي التركيّة.
استؤنف القصفُ المدفعيّ التركيّ بكثافةٍ، ليل الخميس، واستمر حتى بعد ظهرِ الجمعة، وسقطت نحو 70 قذيفة في مواقع مختلفة من قرى قطمة وكفرجنة بناحية شرا وحج حسنة في ناحية جنديرس وقرية خليل بناحية شية. واستمر تعزيز جيش الاحتلال التركي على الحدود، ونُقل رتلُ دباباتٍ تركيّة محملة على متن الحاملات العسكريّة من بلدة يول جات إلى قره خان.

التنسيقِ مع موسكو
كان واضحاً أنّ أنقرة تعوّلُ على تنسيقٍ عالي المستوى مع موسكو، يرتقي إلى التفويضِ، دون أنّ تتضح أبعاده، وأعلنت أنّها ماضية بشن هجمات احتلالية على عفرين، وأنّ موسكو انتقلت من ضفةِ محاربةِ الإرهابِ إلى استثماره.
في إطار الترتيبات الأخيرة وما يتصل باستخدام الطيران أوفدت أنقرة الخميس 18/1/2018 رئيس الأركان خلوصي آكار والاستخبارات هاكان فيدان إلى موسكو والتقيا بوزير الدفاع ورئيس الأركان الروسيّ.
قال وزير الخارجية التركيّ مولود جاويش أوغلو إنَّ بلاده تجري مشاورات مع روسيا وإيران لتمكينها من استخدام المجال الجوي السوري، وقال إنّ زيارة رئيس الأركان التركيّ خلوصي أكار إلى موسكو تأتي في إطار مشاورات مع روسيا وإيران.
ففي يوم الجمعة 19/1/2018 قال وزير الدفاع التركيّ نور الدين جانيكلي “العملية بدأت فعليّاً بقصفٍ عبر الحدودِ، لكن لم يتم عبور الحدود”. وأضاف: “عندما أقولُ فعليّاً لا أريدُ أن يكونَ هناك سوءُ فهمٍ، العملية بدأت دون عبور للحدودِ”. مضيفاً أنّ “أنقرة ستواصل المحادثاتِ مع روسيا بشأنِ العمليّةِ”. وفيما يتعلقُ بالوجودِ العسكريّ الروسيّ في عفرين، قال وزير الدفاع التركيّ إنّ المسؤولين الروس أعلنوا رسميّاً وعلى أعلى المستويات أنّهم سيسحبون قواتهم في عفرين.
وأشار الوزير التركيّ إلى أن ما يُسمّى “الجيش السوريّ الحر سيشارك بفعّاليّة في عملية عفرين لأنّ هذه الأرض هي أرضهم ومهمتنا دعمُ هذا الجيش” بحسبُ تعبيره، وشدد على أنَّ تركيا تعملُ على خلقِ ظروفٍ لا تستدعي مشاركةَ جنودها في الاشتباكات المباشرة. وقلّل الوزير التركيّ من تهديداتِ النظامِ السوريّ للردِّ على التحرّكِ العسكريّ التركيّ في عفرين، وقال “لا نعتقدُ أنّ تهديداتِ النظام السوريّ قد صدرت عنه بشكلٍ مستقل فقط، وهناك دول من وراء ذلك”.
وقُبيل العدوان التركيّ على عفرين بادرت وسائلُ الإعلام التركيّ للحديثِ عن انسحابٍ للقوات الروسيّة، ونفت موسكو الخبرَ، فيما شوهدت آلياتٌ عسكريّة روسيّة تخرج من معسكر كفرجنة ثم تعود، وأفادت وكالة الأناضول بأنّ المراقبين العسكريين الروس بمنطقة عفرين انسحبوا في 19/1/2018 توقعاً لهجومٍ تركيّ. إلا أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نفى انسحاب المراقبين التابعين لبلاده من المنطقة. وبذلك كان موضوعُ وجود الشرطة العسكريّة الروسيّة محلَّ تضاربٍ بين النفيّ والتأكيدِ. وانسحبت فعليّاً صبيحةَ يومِ بدء العدوان، وبرر بيان وزارة الدفاع الروسيّ لاحقاً الانسحابَ بالمحافظةِ على سلامةِ العسكريين الروس بالمنطقة، رغم أنّ وجودها كان لمنعِ الاشتباكِ حسب الاتفاقِ.
بموازاة التصريحاتِ التركيّة، قال فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوريّ، في بيان تلاه أمام الصحفيين نقلته وكالة الأنباء السوريّة: “بحال المبادرة إلى بدءِ أعمالٍ قتاليّةٍ في منطقة عفرين فإنَّ ذلك سيعتبر عملاً عدوانيّاً من قبل الجيشِ التركيّ على سيادةِ أراضي سوريا طبقاً للقانون الدوليّ المعروف لدى الجانب التركيّ. وقال المقداد إنَّ “قوات الدفاع الجوية السوريّة استعادت قوتها الكاملة وهي جاهزة لتدميرِ الأهداف الجوية التركيّة في سماء سوريا، وهذا يعني أنّه في حال اعتداء الطيران التركيّ على سوريا فيجب عليه ألا يعتبرَ نفسه في نزهة”.
وفي 20/1/2018 بدأت أنقرة العدوانَ على عفرين وقد ضمنت أنّ الأجواءَ مفتوحة أمام الطيران وزجّت بالمرتزقةِ بالمعركة.
قوة حرس الحدود
الأحد 14/1/2018، أعلن التحالف الدوليّ بقيادة الولايات المتحدة، النية بإنشاءِ قوة “حرس حدود” قوامها 30 ألف فرد بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية. وفي رسالة بالبريد الإلكترونيّ لوكالة رويترز أكّد مكتب الشؤون العامة للتحالف أنّ قوةَ أمنِ الحدود ستكون تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية.
تلقفت موسكو موضوعَ تشكيلِ قوةِ حرسِ الحدودِ، وتماهت مع موقفِ أنقرة، وقال وزير الخارجيّة الروسيّ “إنّ تشكيلَ واشنطن تلك القوة يُعدُّ مسألةً خطيرةً قد تؤدي إلى تقسيمِ سوريا”. وقال رئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما فلاديمير شامانوف: إنّ هدفَ واشنطن من هذه القوة “زعزعةً الاستقرار في سوريا” وضمانُ مصالحها واستمرار وجودها في سوريا. وأكّد شامانوف في حديث لوكالة نوفوستي أنّ “ممارسات الولايات المتحدة التي تقودُ التحالفَ الدوليّ ضد “داعش” تتعارضُ مباشرةً مع المصالح الروسيّة في سوريا”.
في 15/1/2018 قال أردوغان إنَّ استعداداتِ الجيش التركيّ لاحتلال عفرين قد اكتملت، وأنَّها قد تبدأ بأيّ لحظةٍ، متوعداً القضاء على القوة العسكريّة التي تسعى الولايات المتحدة لتشكيلها على حدود بلاده. وذكر أردوغان في خطابٍ بالعاصمة أنقرة، أنّه “رغم كلّ تحذيراتنا ونيتنا الحسنة، فإنّ من نسمّيهم حلفاء لنا يريدون إنشاء “جيش إرهابيّ” على حدودنا، ولا هدفَ لهذا الجيش سوى تركيا”، في إشارةٍ إلى القوةِ الحدوديّة التي تحدث عنها عسكريون أمريكيون. وتوعد أردوغان بوأدِ ما سمّاه “الجيش الإرهابي” بالمهدِ، وطالب القواتِ الأمريكيّة ألا تقفَ في طريق الجيشِ التركيّ كيلا تقعَ أحداثٌ مؤسفةٌ.
انتقدت دمشق بشدّةٍ في 15/1/2018 تشكيل “القوة الأمنية الحدوديّة”، وعدّتها “اعتداءً صارخاً على سيادةِ ووحدةِ وسلامة الأراضي السوريّة، وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدوليّ”، ودعتِ المجتمعَ الدوليّ إلى إدانةِ الخطوة الأمريكيّة.
نددت طهران بالقوة الأمنيّة الحدودية، وقال الرئيس الإيرانيّ حسن روحاني “إنّ تشكيل قوة جديدة مدعومة من الولايات المتحدة داخل سوريا يشكّلُ انتهاكاً للقانون الدوليّ والسيادة السوريّة”. وقال خلال استقباله رئيس مجلس الشعبِ السوريّ حمودة يوسف صباغ في 16/1/2018 إنَّ “الخطة الجديدة التي يفكر فيها الأمريكيون بالنسبة لسوريا انتهاكٌ للقوانين الدوليّة ومؤامرة ضد سيادة وأمن سوريا والمنطقة”.
بذلك بات واضحاً توافقُ مجملِ المواقف حول انتقادِ سياسة واشنطن وتجاهل التهديد التركيّ وقصفه اليوميّ لقرى عفرين.

تنصّل أمريكيّ ومراوغة روسيّة
حاول الجانب الأمريكيّ توضيح غاية هدف قوات حرس الحدود، وأنّ غايتها حفظُ الأمنِ من التهديداتِ الإرهابيّةِ، وأنّها ليست كياناً عسكريّاً جديداً، وأشار إلى تفهمه الهواجس الأمنيّة التركيّة الافتراضيّة، وفي 18/1/2018 نفى وزير الخارجية الأمريكيّ ريكس تيلرسون أن تكون لدى واشنطن نية إنشاءِ قوةٍ تنتشر على الحدودِ بين سوريا وتركيا، وقال: “إنَّ المسألةَ التي أغضبت أنقرة لم تُطرح بالطريقةِ الملائمة”، ونفى فيها تشكيل مثل هذه القوة.
ودعت وزارة الدفاع الأمريكيّة كلَّ الأطرافِ للتهدئةِ على الحدود التركيّة ــ السوريّة، مع أخذها بالاعتبارِ قلقَ أنقرة، ونفت أيَّ دعمِ لوحداتِ حماية الشعب الموجودة في عفرين، وقالت إنّها “لا صلة لها بها”. وهذا ما اعتبرته أنقرة موقفاً يشير إلى أنّ واشنطن لن تتدخّلَ أو تعارضَ أيَّ هجمات احتلالية تركيّة.
وصرّح أيضاً المتحدث باسم القوات الأمريكيّة ببغداد العقيد ريان ديلون، أنّه كان بإمكانِ الولايات المتحدة توضيحُ الخطةِ بشكلٍ أكبر؛ لتجنبِ تخويفِ حلفائها، وللتأكيدِ أنّ الخطوةَ هي بالبساطة المنطقية التالية، بعد القوات الأمنيّة المحليّة التي أنشأتها قوات سوريا الديمقراطية بعد تحريرها المناطق التي كان يسيطر عليها داعش، وأضاف العقيد ديلون: “لقد أنشأنا قوات أمنيّة داخليّة.. وهذه قواتٌ لحفظِ الحدودِ”.
وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكيّة هيذر نويرت باليوم نفسه أنَّ بلادها لا تعرفُ ما إن كانت تركيا ستشن هجمات احتلالية على عفرين أم لا، لكنها تدعوها لعدم الإقدامِ على مثل هذه الخطوة، والتركيز بدلاً من ذلك على محاربةِ “داعش”.
بالمقابلِ اتسمَّ موقفُ موسكو بالمراوغة السياسيّة، وحمل في طياته موافقةً غير مباشرةٍ للعدوان، إذ تمحورت حول انتقادِ السلوكِ الأمريكيّ وتحميله مسؤولية التصعيدِ العسكريّ، ونسف عملية تسوية سلميّة افتراضيّة، وتهربت من الحديثِ مباشرةً حول الواقع الميدانيّ في عفرين، التي لا وجودَ عسكريّ أمريكيّ فيها، والمحاصرة منذ سنواتٍ إلا من معبر وحيدٍ يصلها بمدينة حلب.
قالت وزارة الدفاع الروسيّة السبت 20/1/2018 إنَّ “الاستفزازات الأمريكيّة” من العوامل الرئيسيّة التي أزّمتِ الوضعَ شمال غرب سوريا ودفعت تركيا لشنِّ هجمات احتلالية على عفرين ضد وحدات حماية الشعب. واعتبرت الوزارة الروسيّة أنَّ سعيَ أمريكا لعزل مناطق الكرد ودعمهم بالسلاح وراء حمل الجيش التركيّ على شنّ هجمة احتلالية، وقال الجيش الروسيّ إنّ تزويد أمريكا المقاتلين الكرد بالسلاح “تسبب في ردٍّ بالغِ السلبيّة من جانب أنقرة”. وأضاف أنّ “هذه الأفعال غير المسؤولة التي يقوم بها الجانب الأمريكيّ في سوريا تهدد بنسفِ عملية التسوية السلميّة” في هذا البلد.
من الواضحِ أنّ موسكو قواعدَ غيّرت اللعبةِ وانتقلت من محاربةِ الإرهابِ إلى استثماره، وتبنّت خطة “ضرب الخصوم ببعضهم”، أي ضرب الخصم السياسيّ بالخصم العسكريّ، وتتصف بانخفاض الكلفة. وحازتِ الخطةُ على توافقٍ دوليّ وإقليميّ، فجاءتِ المواقفُ الرسميّةُ المعارضةُ للحربِ باهتةً لمجردِ التسويق الإعلاميّ، ولم تكن جادةً لتمنعَ العدوان. وفوّضت أنقرة بتنفيذها لتصبح مرجعية لكلّ الوجودِ المسلح فوجّهتهم إلى حربِ الكرد، والإنجاز الأهم الذي تحقق يتجاوز النقل الجغرافيّ للمسلحين شمالاً، ليصبحَ شعار “إسقاط النظام” على الحدود التركيّة مجرد جعجعة جوفاء، وتفقد الثورة أدنى مقومات الشرعيّة وتستغرق بأعمال السرقة والنهب والانتهاكات لحقوق الإنسان وتظهر حقيقة المرتزقة كعصاباتٍ وقطاعِ طرقٍ، وكان ذلك الفخُّ الذي نصبته موسكو.
وبالمجمل لم يكن قرار الحرب على عفرين سوريّاً في أبعاده وأهدافه ولا توقيته، بل جاء في إطار معادلات تجاوزتهم، وإن كان ميدانها الأرض السوريّة.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle