سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

العتابا.. تراث الشعوب وخزانة المشاعر

منبج/ آزاد كردي ـ

العتابا أحد ألوان الغناء الشعبية في مدينة منبج بشكل خاص، شأنها شأن المناطق السورية الأخرى، وفرض هذا اللون الشعبي نفسه بقوة، لا سيما وأن له جذور ضاربة بالعمق في الثقافة، والأدب، والتراث الغنائي للمنطقة.
يرى الباحث محمود النجرس أن: “العتابا” لغة: تعني مخاطبة القلوب ومذاكرة الموجدة، وأما “العتابا” تكتب بالألف (عتابا) كالمواليا، وجاء اللفظ من المفعول المطلق لفعل عاتبه، فنقول: عاتبهُ معاتبةً وعتاباً، وقال الشاعر: أعاتب ذا المودة من صديق/ إذا ما رابني منه اجتناب.
نشأة العتابا
تنتشر في مدينة منبج العديد من ألوان الغناء الشعبي، الذي ما يزال البعض يحتفي بغنائها إلى الآن، مع عدد آخر من الألوان الأخرى، الأقل رواجاً منها كالمواليا، والأبوذية، واللكاحي، والسويحلي وغيرها، وكانت “العتابا” تستخدم عند عامة الناس، إلا أنها في الوقت الحاضر تقتصر على المغنيين، الذين يقومون بأدائها برفقة ربابة، أو دفّ في الأفراح أو جلسات وسهرات خاصة، وتختلط معاني “العتابا” بمشاعر شجية من الألم والحزن، والأسى واليأس، والحسرات والكدر والقنوط، والآلام والأحزان، والبكاء والشكوى، والنواح والفجيعة.
ويرى الباحث أحمد شوحان في كتابه (ديوان العتابا): إن” العتابا” قيلت منذ أكثر من ألف عام، في منطقة وادي الرافدين حيث شهدت حروباً طاحنة وحروباً أهلية ومآسٍ”، مستشهداً بقول الباحث عبد القادر عياش: إن الأدب الشعبي الفراتي ذو صلة وثيقة باللغة العربية؛ لاحتوائه على ألفاظ عربية كثيرة، وإن لم توجد في المعاجم، وذو صلة بالتاريخ السياسي لهذا الوادي”.
أصل العتابا
وهناك خلاف في أصل تسمية هذا اللون “بالعتابا”، فالبعض يرى: أن الاسم جاء من قعود المغني، أو شاعر الربابة على أعتاب البيوت، إمعاناً في تكريم ممدوحيه، وإبداء مظاهر الاحترام لهم، ويرى أخرون أن “عتابا” اسم لامرأة جميلة، ونسب لها هذا اللون، وهناك رأي تناقلته العامة، هو أن بعض الأصدقاء أجبروا، أن يشهدوا زوراً على صديق لهم، فحكم عليه بالقتل، وبقي هؤلاء الأصدقاء، يعيشون حالة تأنيب الضمير، وفي الرؤيا رأى أحدهم صديقه المقتول يعاتبه، ويغني له بلون غير معروف في ذلك الوقت، وهو غناء “العتابا”، وكان يصاحب هذا اللون الإنسان في رحاله وترحاله خاصة، في بلاد الرافدين، التي شهدت نهضة ثقافية منذ نشأة العصر العباسي الأخير، وتالياً للعصر الحديث، حيث شهدت منطقة الجزيرة الفراتية أحداثاً جساماً، خلال هجرات الإنسان إلى مناطق جديدة في الجزيرة السورية.
التطور الدلالي واللغوي
لا شك أن “العتابا” فن نظميُّ غنائيُّ، نشأ في ظروف الحروب، والفتن، حين اشتد الهرج والمرج، بالإضافة إلى الأوبئة والأمراض، التي انتشرت على ضفاف الفرات، وأخذ هذا الفن بالظهور كحال الفنون الشعرية الغنائية الأخرى كالموشحات الأندلسية، ولعل أول من اُشتُهر بها وغناها “أبو حسين الحريري”، بمنطقة حوران في سوريا، إلى جانب الشاعر “صفي الدين الحلي” في العراق، وتُنظم أبيات “العتابا” باللهجة العامية المحكية، بمفردات يغلب عليها الأنس والألفة، حسب لهجة مناطق انتشارها، ولا تُنظم باللغة العربية الفصحى قطّ.
يعدّ الباحث ياسر الشوحان أن: “لا أصل محدداً لمنشأ العتابا، إذ يذكر أهالي مدينة الرقة السورية، أنها بدأت من عندهم، لكن ليس من دليل مادي أو تاريخي على ذلك، ويفترض أن أصلها عائد إلى قبيلة الجبور، التي تتوزع في شمالي غربي العراق، وفي شمال وشرق سوريا”، وما يميز “العتابا” أن ألفاظها تكون من وحي البيئة، فلن نستطيع فهمه إذا جردناه من بيئته ولغته وصحرائه، وقفازه وخيمه، وفيافيه، ولم يكن انتقال “العتابا” بصورة مختلفة عن بقية الأجناس الشعرية، أو الغنائية، التي كانت فناً سماعياً صرفاً، وإنما انتقلت بالمشافهة إلى الأجيال اللاحقة عن طريق التواتر، من جيل إلى جيل آخر، ولا شك أن ما زاد من اهتمام العامة بهذا اللون سهولة اللفظ، وغنى المعنى وجزالة التركيب، وقد تُغنى “العتابا” في الموالد الدينية، عندما تكون ذات طابع ديني، تُنشد في الجوامع والزوايا والتكايا، وتخصص لها منشدون يتبعون الطرق الصوفية المختلفة”.
الطابع الفني للعتابا
ويعدّ الباحث صالح زيادنة أن البناء الفني “للعتابا” يتألف من بيتين، أو من أربعة أشطر، على أن تكون نهاية الأشطر الأول، والثاني، والثالث، قائمة على جناس واحد، وتلاعب لفظي، ولعل هذا الأمر من أهم القواعد، التي يسير عليها هذا اللون من الغناء، بينما يلتزم الشطر الرابع قافية أخرى مغايرة، غالباً ما تكون على حرف الباء، ومد، فتسمع وكأن في آخرها لازمة “آبا” المأخوذة من كلمة عتابا، ويُمهد أحياناً لموال العتابا بكلمة (أوف)، ويتفنن المغني في تمديد وتمويج صوته، حسب قدراته الفنية، لينطلق بعدها بموال “العتابا”، وتُنظم “العتابا” على البحر الوافر، وهي أحد نوعين، أما بغرض الرثاء، والحماسة، وتسمى (الفراقيات)، أو بغرض الغزل، ويسمى (الهوامي)، ونجد فيها أيضاً شكوى الزمان والمديح، والوصف، والهجاء، والرسائل، والفخر، وغير ذلك، مما نجده في الشعر العربي قديمة وحديثه، حسب الباحث محمّد صالح بربندي.
الغناء والإلقاء
تؤدى “العتابا” بصوت (المُعَتِّبْ) الذي يعد الأصل في غناء “العتابا”، ومن الممكن الاكتفاء فقط به بدون أي عنصر مادي آخر. ويقوم (المُعَتِّبْ) بالغناء في البيوت أو في الخيام البدوية أو في الصيوان. ويُلاحظ أن “العتابا” تقوم بتوثيق المواقف بالإضافة إلى توثيق الأمكنة والأشخاص، وبالتالي فإنها لا تقل أهمية عن أي مادة وثائقية ترصد حالات معينة.
ويعدّ المتسامرون رديفاً لـ (المُعَتِّبْ) إذ أن مشاركتهم الوجدانية له من حيث المتابعة، والتشجيع اللفظي، تزيد من قدرته على الاستمرار في الإلقاء ويتابع الجمهور المتسامرون بهز الرأس دلالة على صحة قوله، أو ببعض الكلمات، إذ يقومون بمتابعته لفظياً بقول: “أيه…. أيه”، أو يعيدون وراءه آخر كلمة من كل شطر، معبرين عن متابعتهم له، أو يرددون ألفاظ الامتنان والشكر له في نهاية السهرة، كما يقول الباحث ياسر الشوحان.
المراجع
  • النجرس، محمود، 2009، العتابا من قمم الغناء الشعبي الفراتي، 29/12/2021، https://www.esyria.sy/
  • الشوحان، ياسر، 2018، العتابا في وادي الفرات والجزيرة السورية، 29/12/2021،https://www.facebook.com/DeirEzzorCity
  • زيادنة، صالح، 2011، الغناء والموسيقى عند البدو، الطبعة الأولى، ص36، الخليل، فلسطين، مطلعة الرابطة
  • بربندي، محمد صالح، 2000، الأدب الشعبي في وادي الفرات، 29/12/2021،

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle