ثم إن دلالة تقسيم الفنون منذ القدم تعد الطب نوعا، وقسما من الأدب، فهو كالهندسة، والعلوم، والكيمياء معدودات أقساما من الأدب، فلهذا كان أغلب الأطباء يدرسون اللغة، ويغوصون في مدركاتها وفنونها وعلومها، مبرزين بيانها ونحوها، حتى برعوا في التأليف في غاياتها، وأخبار أهلها، منظمين عقود دررها، ثم عرجوا راغبين قيافة أثار الطب، والأدوية، وعلاج الأمراض المستفحلة، فكانوا رسل الأساة، الذين اهتدوا إلى مسالك صناعة الطب، وبرعوا فيها، وأجادوها؛ حتى قدموا للبشرية جمعاء العلاج الناجع لكثير من الآفات والجوانح، التي سامت البشرية سوء المنقلب، مؤلفين كتبا ونظريات حول الأدوية والأمراض، وطرق علاجها، فبلغت شهرتهم الأفاق وأصبحوا منارة هداية لكثير من الأكاديميات، والجامعات العالمية، تُدرِّس، وتُعلّم منهجهم في قيافة الطب ومسالكه.
السابق بوست
القادم بوست