سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الصحبة والخلة في الإسلام

محمد القادري_

رسّخ القرآن الكريم أهمية الصحبة والخلة، حيث أن الصاحب يقوم بتأمين حياة صاحبه وسلامته، فحين نقرأ قوله تعالى بوصف حالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع صاحبه في الغار، إذ يقول لصاحبه: “إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا”، وأيضاً الصاحب ينصح صاحبه ليهديه الى المنهج والفكر الصحيح في الحياة، ونتلمس ذلك في قوله تعالى حين يصف حالة سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام في السجن: “يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ”، أي أن الصاحب لا يترك صاحبه في ظروف ومواقف صعبة، وكذلك الخليل، وهو الصاحب الملازم بشكل دائم لصاحبه، ويؤثر به، وعند قراءتنا لقصة الإسراء والمعراج، وملازمة جبرائيل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في المواضع والمواقف كلها، عن عبد الله بن مسعود، قال: «لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى»، قال: «انتهى إليها ما يعرج من الأرض وما ينزل من فوق».
قال: «فأعطاه الله عندها ثلاثا لم يعطهن نبيا كان قبله، فرضت عليه الصلاة خمسا، وأعطي خواتيم سورة البقرة وغفر لأمته المقحمات ما لم يشركوا بالله شيئا”.
وبهذه المعاني لفضل الصحبة وأهميتها للصاحب والخل؛ فيجب ألا تترك الإخلاء والأصحاب بعضهم مهما كانت الظروف واختلفت، وهذه الخلة التي تكون بين الأصدقاء المتقين تستمر إلى يوم القيامة، حتى أنهم يشفعون لبعضهم عند الله تعالى، ويقول تعالى: “الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ”، لذلك يجب أن يبحث الإنسان عن الأصحاب والأخلاء، وذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: حديث أبي هريرة: “إن الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”.
هكذا هي حياة الإنسان المؤمن المسلم يختار فيها كل شيء بدقة، وبتوجيه من نور القرآن، وهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم.