الشهيدة نارين زاغروس.. أيقونة الحرية

روناهي/ الدرباسية – قدموا الغالي والنفيس، بدمائهم سقوا تراب وطنهم، وبأرواحهم فدوه، فما كان من أبناء شعبهم إلا أن يُعاهدوهم بالسير على خطاهم رافعين رايتهم، الشهيدة نارين أنارت بشهادتها طريق الحرية لشعوب شمال وشرق سوريا.

أكثر من 12 ألف شهيد و25 ألف جريح حصيلة تضحيات أبناء شعوب شمال وشرق سوريا، الذين استطاعوا بدمائهم الطاهرة نيل حرية شعوب عانت على مدى عقود طويلة من سياسات الظلم والاستبداد، هذه الحرية التي تتجسد اليوم من خلال إدارة أبناء المنطقة لمنطقتهم تحت مظلة الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا. وكما كان الوطن حاضراً في قلوبهم؛ فإن ذكراهم حاضرة في ضمائرنا، فما كان علينا سوى أن نستذكرهم عُرفاناً لتضحياتهم، لذلك نستذكر في تقريرنا هذا، الشهيدة نارين التي اختارت إلى جانب رفيقاتها ورفاقها، طريق النضال في سبيل وطنهم، كما سنسلط الضوء على أبرز محطات حياتها.

الشهيدة روزا علي، الاسم الحركي: نارين زاغروس، من مواليد ناحية الدرباسية 1997، انضمت إلى صفوف حركة التحرر الكردستانية، ومع انطلاق ثورة روج آفا عادت لتلتحق بصفوف وحدات حماية المرأة (YPJ) وتكون إلى جانب شعبها في ثورته.

يحدثنا إسماعيل علي، والد الشهيدة نارين عن حياتها فيقول: “كانت نشأتنا كعائلة في قرى المنطقة، حيث كنا نعمل كفلاحين في بساتين الناس، كما أننا كعائلة ننتمي إلى حركة التحرر الكردستانية منذ الثمانينيات، كما كانت الشهيدة نارين تساعدنا في كل شيء، حتى جاء يوم وأفصحت عن رغبتها بالالتحاق بصفوف الحركة، لم يقف أحد منا عائقاً في وجهها، بل على العكس، أكثر من مرة كنت أقول لها: “إن كانت لديك رغبة بالالتحاق، فأنا مستعد لأن أوصلك بيدي، ولكن هي التحقت من تلقاء نفسها، كما أننا لم نحاول استعادتها بل كنا فخورين بها ومدركين بأن الطريق الذي اختارته هو طريق الخلاص لنا ولكل شعبنا”.

وأضاف: “شاركت في العديد من المعارك ضد مرتزقة داعش عندما عادت إلى روج آفا بدءاً من معركة تحرير بلدة تل حميس، وصولاً إلى دفاعها عن عفرين ضد الاحتلال التركي ومرتزقته، كما ساهمت في تحرير العديد من القرى والبلدات من المرتزقة، كما كانت معارك عفرين هي المحطة الأخيرة في مسيرتها النضالية حيث ارتقت إلى مرتبة الشهادة على أرض عفرين في الشهر الثالث من عام 2018”.

والد الشهيدة نارين اختتم حديثه بالقول: “الشهيدة نارين لن تكون آخر ما أقدمه للوطن، فكل أبنائي ملتحقين بصفوف ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا، ولم ولن أحاول يوماً أن أثنيهم عن هذا الطريق، لأن الثورات تنجح بدماء أبنائها وبناتها، فإذا لم تجد الثورة بناتها وأبنائها فكيف ستُبصِر نور الحرية؟”.

نارين السلام والنضال

امتزجت شخصية نارين بالمحبة والسلام إلى جانب الروح النضالية التي كانت تتمتع بها حتى قبل اختيار طريق الثورة، وفي هذا السياق تحدثت لصحيفتنا “روناهي” أفين شيخموس، وهي إحدى الصديقات المقربات من الشهيدة نارين فقالت: “كانت شخصية الشهيدة نارين شخصية مثيرة للغرابة، فقد كانت هادئة إلى أبعد حد، كما كانت إنسانة تحب السلام وتدعو إليه دائماً، وفي نفس الوقت، كانت إنسانة تتقد بالروح الثورية النضالية، فكانت دائماً تسمع أغاني الثورة وتدعو رفيقاتها إلى مساندة الثورة والالتحاق بها أن أمكن، وكانت دائماً تحلم بالالتحاق بالثورة، حتى جاء اليوم الذي حققت فيه حلمها، لم نستغرب من قرارها هذا، فأمثال الشهيدة نارين مع ما يملكوه من روح ثورية يكون مكانهم الأصح بين صفوف الثورة”.

وتابعت حديثها بالقول: “بعد التحاقها أصبحت الشهيدة نارين قدوة لرفيقاتها، حيث كانت تحثنا على ضرورة العمل الثوري في كل زيارة لها، كما كان لها تأثير على الكثير من صديقاتنا فالتحقن هن أيضاً بركب الثورة بعد أن كانت الشهيدة نارين حدثتهن عن ضرورات الثورة لتحرير أي شعب”.