جل آغا / أمل محمد –
أكدت عضوات مؤتمر ستار في كركي لكي التابعة لمقاطعة قامشلو، أن رسالة الشهيدة بيريتان هي نبراس يقتدينَ به في السير على درب النضال، وعاهدنَ على مواصلة دربها بكل إصرار وعزيمة.
مرَّت ثلاثون سنة على استشهاد المناضلة والمقاتلة الشهيدة بيريتان، واسمها الحقيقي “كلناز قره تاش” التي رفضت العبودية، وقررت دون تردد إلقاء نفسها من جبل في منطقة خاكورك بباشور “جنوب” كردستان، حتى لا تكون فريسة الخيانة، لجنود ارتدوا قناع الأخوة آنذاك، فورثت بيريتان رسالة خلدها التاريخ، أن الحرية فوق الحياة، وللوصول إليها لا بدَّ من دفع القرابين، حتى لو كان الموت في نهاية المطاف، فارتقت بيريتان شهيدةً للحرية عام 1992.
رمز المقاومة النسوية
وفي الذكرى الواحدة والثلاثين لاستشهاد بيريتان، التقت صحيفتنا “روناهي” عدداً من عضوات مؤتمر ستار في كركي لكي، واللواتي تحدثنَّ من خلال صحيفتنا عن النهج الحر، والرسالة السامية، التي تعلمنها من بيريتان، “نركز عمر” بدأت حديثها: “بيريتان هي شهيدة الحرية، هي رمز من رموز المقاومة النسوية، ورثنا منها معنى التضحية في سبيل القضية، نستذكر في كل عام وبكل فخر شهيدتنا، التي ناضلت وضحت، وقاومت ضد نهج الغدر والخيانة”.
وتابعت نركز: “كان لبيريتان فرصة كبيرة للنجاة بحياتها، ولكنها رفضت الاستسلام، فضلت الموت على الخيانة، فنعاهدها بأننا لن ننسى، ما قدمته بيريتان لقضيتنا بشكل عام، وللنساء على وجه الخصوص، وهي التي برهنت أن المرأة تستطيع بالإرادة والنضال، أن تحقق ما لم يتمكن الكثيرون من تحقيقه”.
وزادت نركز: “لقد عرفنا بعد استشهاد بيريتان، معنى تجييش المرأة، وكيف سارت الكثيرات على نهجها، فعلى خطا المقاتلة بيريتان خطت المرأة الكردية قاموساً في وجه السلطوية والعبودية”.
وتضيف نركز عمر في ختام حديثها: “لم تكن بيريتان مجرد فتاة عادية، بل كانت مميزة حتى في حياتها الخاصة، فتاة شغوفة متعلمة ذات شخصية قيادية مميزة ذكية وملهمة، لم تلتفت إلى كل هذا، وصوب هدفها سارت، فغدت رمزاً من رموزنا، الذين تعتز بهم”.
