الشهيدة بيريتان… رمز للمرأة المقاومة وعمليتها رسالة في وجه الخونة

الشهباء/ فريدة عمر ـ

أكدت عضوة منسقية مؤتمر ستار لعفرين والشهباء، أن الشهيدة بيريتان رمز للمرأة المقاومة، وعمليتها كانت ردًا لخط الخيانة والاستسلام، فيما دعت النساء السير على خطاها.

نفذت الشهيدة كلناز قره تاش، (الاسم الحركي بيريتان) في 25 تشرين الأول 1992، عملية فدائية في حرب المقاومة ضد الخونة والعملاء، وقاتلت حتى الرصاصة الأخيرة، وبعد أن نفدت ذخيرتها ولئلا تقع أسيرة في أيدي العملاء والخونة ألقت بنفسها من على قمة جبل في منطقة خاكورك بباشور (جنوب كردستان)، وأظهرت بذلك رداً حاسماً على نهج العمالة والخيانة.

وفي هذا السياق التقت صحيفتنا، عضوة منسقية مؤتمر ستار لعفرين والشهباء نجاح حسين، استهلت نجاح بداية باستذكار الشهيدة بيريتان: “نستذكر بكل إجلال، الشهيدة بيريتان رمز المرأة المقاومة، كما نستذكر الشهيدات المناضلات، اللواتي أنرن طريق الحرية للإنسانية أجمع ولنا النساء خاصة”.

نضال ومقاومة لا مثيل لهما

وتابعت نجاح: “للشهيدة بيريتان، تاريخ نضال ثوري عريق، ومنارة لطريق الحرية لكل النساء، وقدوة للنساء المتطلعات نحو الحرية، فحاربت وقاومت الذهنيات، التي تقف في وجه نضال المرأة، وتستصغر إرادتها، حاربت حتى الطلقة الأخيرة والرمق الأخير، وأبت أن تختار خط الاستسلام وتستسلم للأعداء، فرمت بنفسها من قمة الجبال، لتفوح المقاومة في كل أجزاء كردستان، ولتنبت معها الآلاف من المقاومات اللاتي انتهجن من خطها طريقا لهن”.

وأشارت نجاح إلى مقاومة المرأة خلال القرن الواحد والعشرين، حيث أن هناك العديد من النساء الطليعيات، اللاتي أصبحن رموزا في طريق المقاومة، كالشهيدة ساكينة وفيدان، وبيريتان وزيلان، وروكن وساريا، فمقاومة المرأة على مدار التاريخ، استطاعت أنَ تبث الرعب في نفوس الأعداء، لتكون صاحبة إرادة وقيادية في قضيتها وقضية وطنها.

واستكملت: “المرأة أضافت لونها، وطابعها الخاص للقرن الواحد والعشرين، ليكون قرناً حافلاً بانتصارات المرأة، والتي استمدت جذورها من المقاومة التاريخية، التي أنفنا ذكرها، ففي جبال الحرية تسطر المرأة أعظم الملاحم، وفي الساحات تتعالى صوت النساء، وانتفاضاتهن ضد الأنظمة المستبدة، والفاشية”.

إفشال لسياسة العدو

ونوَّهت نجاح إلى خط الخيانة، الذي ينتجه حزب الديمقراطي الكردستاني حتى يومنا هذا: “حزب الديمقراطي الكردستاني ينتهج، ومنذ تاريخه خط الخيانة لمصالحه الشخصية، على حساب مصالح الشعب الكردي والقضية الكردية، لكن عملية الشهيدة بيريتان الفدائية كان موقفا ثوريا، وواضحا ليفشل هذه المخططات”.

وقالت نجاح: “قيل عن الشهيدة بيريتان، أنها كانت تزيل الخوف من قلوب رفاقها ورفيقاتها، وتزرع فيهم روح المقاومة والنضال، لتصبح مثلاً تقتدي به النساء بسبب تأقلمها السريع مع أصعب الظروف، وإرادتها القوية التي لا تعرف المستحيل، فبعد انضمامها بفترة وجيزة أصبحت قائدة مجموعة، وأشرفت على تدريب مجموعة من المقاتلين والمقاتلات، فكان لها مساهمة كبيرة في تجييش المرأة، وكانت من أوائل النساء اللاتي استطعن النضال بفكر حرية المرأة ضد العقلية السلطوية والعبودية، فكانت لها بصمة في هذا الشأن لتساهم في توعية المرأة على أساس الفكر الحر ضد السلطوية”.

وأكَدت نجاح حسين في ختام حديثها، السير على خطا الشهيدة بيريتان: “اليوم نتعرض لأشكال وأساليب حرب الإبادة، تحديدا نحن النساء فتحاول الأنظمة الذكورية إلى محو وجودنا وهويتنا، وتهاجم وبشكل وحشي النساء الطليعيات واستهداف إرادة المجتمع، لذلك على جميع النساء السير على خطا الشهيدات، ورفض الخيانة والاستسلام، والنضال لأجل إفشال مخططات العدو وتحقيق الحرية”.