تقرير/ ميديا غانم –
روناهي/ قامشلو – في ظل الصراعات والحروب القائمة في المنطقة بأكملها؛ هاجر العديد من المواطنين العزل بلدانهم ومناطقهم لحماية أسرهم من بشاعة القتل والدمار التي خلفتها القوات المتصارعة على الأرض في سوريا والعراق، ولجأوا إلى أكثر المناطق أمناً لعلهم يجدون بعضاً من الأمان الذي فقدوه في ديارهم.
فر معظمهم إلى روج آفا والشمال السوري كونه أكثر المناطق أماناً بفضل حماية أبنائها، وقد احتضنتهم الإدارة الذاتية الديمقراطية بكل رحابة صدر وقدمت يد العون والمساعدة بكل ما تملك بالرغم من قلة الإمكانيات، وفي ظل تقاعس الكثير من المنظمات الإنسانية عن القيام بواجبها تجاههم.
وقامت الإدارة الذاتية الديمقراطية بإمكانياتها المتواضعة ببناء مخيمات في عدة مناطق من روج آفا وشمال سوريا، ليلجأ إليها كل من هرب من جحيم الحرب، وما زالت تلك الخيم موجودة وتتلقى المساعدات الإنسانية من الإدارة الذاتية الديمقراطية، وقلة قليلة من المنظمات تقوم بمساعدتهم.
الخدمات في مخيم نوروز…
ومن تلك المخيمات؛ مخيم نوروز الواقع على هضبة تشرف على مدينة ديرك من ناحية الشمال إلى يسار الطريق الواصل بين ديرك ومنطقة عين ديوار، تأسس في 3/8/2014م، واحتضن اللاجئين الإيزيديين الذين هربوا من طوفان داعش الهمجي الذي لم يسلم منه أحد، وقامت الإدارة الذاتية ببناء هذا المخيم عند هجوم داعش على شنكال ليستقر فيها الأبرياء من الإيزيديين، بعد أن أمنت لهم سبل الخروج من شنكال وتخليصهم من يد مرتزقة داعش، وقدمت لهم كل ما تملك بقدر الإمكانيات المتوفرة ومنها الإنارة والمواد الغذائية، وكل مستلزماتهم من سلال غذائية شهرية وخبز يتم توزيعه عليهم بشكل يومي، أما من الناحية الصحية؛ فيحوي المخيم مركزاً للهلال الأحمر الكردي، والذي يوفر الطبابة والعلاج المجاني بالإضافة للأدوية، كما يتواجد في المخيم بئر ارتوازي وخزانات كبيرة وشبكة مياه نظامية لتوفير المياه الصالحة للشرب لهم، وطرق المخيم سالكة ممددة بإنارة جيدة. ويذكر أنه بلغ عدد لاجئي شنكال الأولي عند دخولهم للمخيم حتى شهر آب من العام الجاري 12658، وبعد تهدئة الأوضاع في شنكال عاد الكثير منهم إلى بلادهم وبقي منهم حوالي 1549 فرداً ضمن المخيم، أما بالنسبة لعمل المنظمات داخل المخيم فهو متقاعس جداً، كما أن العديد منها توقفت عن العمل فيه نهائياً.
عودة للاجئين العراقيين لبلادهم
مخيم روج تأسس في 24/2/2015م، مخيم مبني على أرض مساحتها (6000م2)، يضم اللاجئين العراقيين الذين قدموا من مناطق (الموصل، زمار، ربيعة والأنبار) نتيجة اشتداد وتيرة الاشتباكات بين القوات العراقية ومرتزقة داعش، وما شهدته مناطقهم في الفترة الأخيرة، بالإضافة لنازحين سوريين من قرى ريف الشدادي، حيث تؤمن لهم الإدارة الذاتية الديمقراطية الخدمات اليومية الأساسية من مياه صالحة للشرب تم تمديدها من بئر خان الجبل، وكهرباء ممددة في المخيم بأكمله، بالإضافة للحماية، وأيضاً يقوم الهلال الأحمر الكردي بتأمين احتياجاتهم الطبية من أدوية وعلاج، ونشير بأن العدد الأولي للنازحين عند دخولهم للمخيم كان حوالي 6633 فرداً، أما العدد المتبقي حالياً؛ فيبلغ تقريباً 1812 فرداً، معظمهم رجع إلى بلادهم في موجات متتالية بسبب تهدئة الأوضاع فيها، عادوا وهم ممتنين مما قدمتها لهم الإدارة في روج آفا والشمال السوري من مساعدة أولاً وتدريب وتنظيم ثانياً، فالتدريب التنظيمي الذي تلقوه في المخيم من تأسيس الكومينات والمجالس، حيث تعلموا كيف يديرون أنفسهم؛ كان تجربة مفيدة جداً لهم بحسب ما ذكره معظمهم، حيث أكدوا بأنهم سيتفيدون منها في تنظيم أنفسهم عند عودتهم لبلادهم، لتصبح بذلك روج آفا والشمال السوري مثالاً يحتذى به العالم أجمع، وننوه بأن المخيم يشهد تقاعساً حاداً من المنظمات الإنسانية.
نقص حاد في الخدمات وتقاعس المنظمات
أما مخيم مبروكة الواقع في الشمال السوري والذي تأسس في 23/11/2015م، فهو يحتضن النازحين السوريين من دير الزور والرقة، حيث وفد إليه في البداية حوالي 65440 فرداً، أما من بقي فيه هم حوالي 3277 فرداً، ويتم تقديم المواد الأولية للقاطنين في المخيم من قبل الإدارة الذاتية الديمقراطية مع تقديم سلال غذائية شهرية من قبل منظمة الغذاء العالمي، بالإضافة لتقديم الخبز من قبل منظمة بلو مونت، ويفتقر المخيم للكهرباء؛ فبسبب نقص حاد في الإمكانيات لم يتم توفيرها لهم حتى الآن.
بالنسبة لمخيم هول فقد تأسس في 21/4/2016م، ويوجد في هذا المخيم أيضاً لاجئين عراقيين ونازحين سوريين، حيث كان عددهم الأولي حوالي 78325 فرداً، أما العدد المتبقي 15748 فقط، نتيجة عودتهم إلى بلادهم بعد استتباب الأمن فيها، وضمن المخيم يتم توزيع مساعدات غذائية شهرية بالإضافة للخبز، وتم توفير المياه أيضاً لهم، الوضع في المخيم صعب جداً بسبب عم تواجد الكهرباء، والجدير بالذكر أنه يشرف على الوضع الصحي الهلال الأحمر الكردي وقلة قليلة من المنظمات.
الهلال الأحمر الكردي تفان في العمل
مخيم عريشة؛ تأسس في 1/6/2017م، ويضم النازحين السوريين الذين فقدوا الأمان في مناطقهم من دير الزور، ميادين، البو كمال، وحلب، ونشير بأن عددهم منذ البداية كان حوالي 91083 فرداً، وبسبب تحرير قوات سوريا الديمقراطية للعديد من المناطق وتسليمها لأهلها وتهدئة الأوضاع، حيث أصبحت مناطق آمنة رجع معظم هؤلاء النازحين لمنازلهم، وبقي في المخيم حوالي 10161 فرداً فقط، وننوه بأنه يتم توزيع معونة شهرية على اللاجئين من قبل إدارة المخيم ويتم توفير المياه الصالحة للشرب لهم، وهناك حاجة ملحة للكهرباء لعدم توفرها، ويقوم الهلال الأحمر الكردي بواجبه بالرغم من تقاعس المنظمات، ويذكر أنه في الآونة الأخيرة انتشر مرض اللشمانيا في المخيم وتأمين العلاج من قبل الهلال الأحمر الكردي.
